'تك وادي رودشو' تربط الشركات الناشئة بخبراء وادي السيلكون
شريف البدوي من "جوجل" مخاطباً الحاضرين خلال محطة "تك وادي" في عمّان. (الصور من صامويل ويندل)
بالرغم من المكانة شبه الأسطورية التي يتمتّع بها وادي السيلكون في مختلف أنحاء العالم تقريباً، إلّا أنّ ولادته لم تكن خارقةً للطبيعة. هذا ما قاله شريف البدوي، المرشد الرئيسي في "تك وادي" Tech Wadi، ومدير الشراكات مع أصحاب رأس المال المخاطر والشركات الناشئة، في "جوجل" Google.
وخلال فعالية "تك وادي رودشو" TechWadi Roadshow التي حطّت في العاصمة الأردنية عمّان، في 18 و19 من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر، أضاف أنّ وادي السيلكون "لم يغيّر أنواع المعادن في كوكب الأرض ولا حتّى الماء التي نشربها؛ [وما أنشئ هناك] يمكن الُقيام به في أيّ مكان."
وبهدف جعل الشرق الأوسط من هذه المناطق التي ينشأ فيها مثيلٌ لوادي السيلكون، تقوم "تك وادي" TechWadi، المنظّمة غير الربحية التي تتّخذ من الولايات المتّحدة مقرّاً لها، بجولةٍ من 10 أيّام مصمّمةٍ لتسهيل نموّ ريادة الأعمال في المنطقة، من خلال إحضار مرشدين من وادي السيلكون لمقابلة شركاتٍ ناشئةٍ من الشرق الأوسط. (محطّة "تك وادي" في بيروت في 24 و25 من تشرين الأول/أكتوبر).
وفي هذه الفعالية، شدّد البدوي على أنّه "من الصعب جداً أن تبني بيئةً حاضنة، ولكن بدأنا نرى مكوّناتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا يوجد سببٌ كي لا تستطيع شركةٌ ناشئةٌ من المنطقة أن تقوم بالشيء نفسه الذي يفعله مؤسِّسٌ ما في وادي السيلكون."
تسعى "تك وادي" إلى إبراز إمكانات المنطقة من خلال ربط الشركات الناشئة المحلّة بالخبراء والموارد في وادي السيلكون. وبمساعدة برنامج التوعية "جوجل لروّاد الأعمال" Google for Entrepreneurs، استقدَمت مرشِدِين من "فايسبوك" Facebook و"ياهو" Yahoo و"جوجل" Google، ليتشاركوا الرؤى ويتبادلوا الأفكار مع روّاد الأعمال المحليين.
وبالتالي، فإنّ هذه الفعالية التي استضافتها "منصّة زين للإبداع"Zain Innovation Campus، تألّفت من 4 ورش عمل تعليمية امتدّت على مدى يومضن، وتضمّنَت عروضاً تناولت مسائل عرض الأفكار، واستراتيجيات الذهاب إلى السوق، والتفكير التصميمي، وجلسات أسئلة وأجوبة مع شركة استثمار مخاطر من المنطقة، وغيرها من المسائل.
وبالإضافة إلى البدوي، شارك في المحطّة الأردنية لـ"تك وادي" إلى جانب البدوي، كلٌّ من مديرة المنتَجات لدى "جوجل"، مروة مبروك؛ ومؤسِّس "سنيب إت" Snip.it (التي استحوذت عليها "ياهو") ورئيسها التنفيذي، رامي أديب؛ ورائد الأعمال المتسلسل / مدير الهندسة في "سنيب إت"، مارك بيرسيفال؛ وأوليفيا فاجيلوس من كلية التصميم في ستانفورد Stanford’s Design School.
من جهةٍ ثانية، وفي محطّة "تك وادي " التي عقدَت في بيروت في "المركز البريطاني اللبناني للتبادل التقني" UK Lebanon Tech Hub، تناول البدوي استراتيجيات الذهاب إلى السوق وأفضل الطرق للتقدّم إلى شركات الاستثمار المخاطر. وبدوره، تحدّث رامي أديب عن شركته الناشئة التي خسرَت 12 ألف دولار أميكري بعد انهيار سوق الأسهم ومن ثمّ بيعها إلى "ياهو".
إليكم فيما يلي أبرز ما جاء في محطّة "تك وادي" في عمّان:
المجال بات متساوياً عالمياً
"يوجد تسارعٌ هائلٌ يحدث في التكنولوجيا بشكلٍ عام؛ وهي من الأمور التي نتحمّس لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،" حسبما أشار البدوي مضيفاً أنّه من خلالها "يمكنك تخطّي الأجيال."
وفي حين احتاج فيه رائدو التكنولوجيا في وادي السليكون لتعلّم الأمور بالطريقة الصعبة، فإنّ البيئات الحاضنة الناشئة، مثل التي في المنطقة، لا تحتاج لأن تبدأ من الصفر، فالتكنولوجيا الأساسية والمعرفة التأسيسية موجودتان بالفعل.
"والشيء الذي احتاج إلى 10 سنواتٍ سابقاً في وادي السيلكون، بات يأخذ في الوقت الحالي 6 أشهر،" حسبما أكمل البدوي.
مروى مبروك من "يوتيوب" تناقش ابتكارات الويب في "منصّة زين للإبداع".
الوصول إلى رأس المال بات أسهل
بالرغم من توافر العناصر الأساسية والضرورية في المنطقة لتأسيس مركزٍ تقنيّ، مثل مسرّعة أعمال أو حاضنة أعمال أو مساحات عمل تقنية أو بنى تحتية محسّنة لتكنولوجيا المعلومات، إلّا أنّ الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من الوصول إلى رأس المال.
ولكن خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع إميل قبيسي، المستثمر المخاطر من "سيليكون بادية" SiliconBadia، قال هذا الأخير إنّ هذا العائق يجري العمل على إزالته.
وأضاف أنّه" في المنطقة اليوم، ينبغي عليك التفكير في المستثمرين أو شركات الاستثمار المخاطر على أنّهم روّاد أعمال بحذ ذاتهم. نحن نحسب الأمور مثل أيّ أحدٍ آخر تماماً؛ ولكن إذا نظرت من نواحٍ متعدّدة سيبيّن أنّنا نحن الجيل الأوّل."
وكما تنمو البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في المنطقة، فإنّ البيئة الحاضنة للتمويل تنمو وتتوسّع إلى جانبها في الوقت نفسه. وعن هذا الأمر قال البدوي إنّه "خلال هذا العام فقط، بات يوجد في المنطقة 12 شركةً [استثمارية] تفوق قيمتها 50 مليون دولار، وهذا ما لم يكن متوفّراً قبل 6 أو 8 أشهر."
المنطقة سوقٌ فريدةٌ تحتاج إلى روّاد محليين
من ناحية الحجم، لا تختلف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن الأسواق في أوروبا أو الولايات المتحدة، ولكن روّاد الأعمال فيها يعانون من مشاكل فريدة.
وفي هذا الإطار، قال البدوي إنّ "السوق هنا، وعلى الرغم من كون عدد سكّانها يساوي عدد سكان الولايات المتّحدة، إلّا أنّهما لا تتشابهان كما يعتقد الناس، لأن السوق في المنطقة مفكّكة وغير متجانسة وتتخلّلها حدود دول ومشاكل عمالة ومشاكل تقنية."
إنّها سوقٌ لا مثيل لها في العالم، فهي تنشأ فيها المشاكل دون أية سوابق واضحة. وبحسب قبيسي، "فإنّ كلّ سوقٍ من أسواقنا تختلف عن الأخرى. وبالتالي، من الطبيعي أن تختلف استراتيجية الذهاب إلى السوق السعودية عنها في السوق الأردنية اختلافاً جذرياً."
في المقابل، يمكن لهذه الظروف أن تولّد الفرص، وهي فرصٌ لا يمكن للأجانب حلّها كما يفعل أبناء المنطقة.
فرغم أنّ أسُس وادي السيلكون وُضِعَت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورغم أنّ منظّماتٍ مثل "تك وادي" تكثّف جهودها لتسهيل النموّ، إلّا أنّ الإمكانات الحقيقية للمنطقة لا يمكن أن تظهَر إلّا بجهودٍ من الداخل.
وقال قبيسي إنّ "هذا التحدّي يجب أن يُعمَل عليه من قبل أبناء المنطقة."
إلى جانب عمّان وبيروت، سوف تحطّ "تك وادي رودشو" في كلٍّ من القاهرة ودبي. لمزيدٍ من المعلومات، زوروا موقع "تك وادي" الإلكتروني.