بوب دبّاس امتلك أحلاماً في واشنطن فحقّقها في لبنان [صوتيات]
بالرغم من إصرار والده المهندس على تعلّم الهندسة، لم يرِد بوب دبّاس إلّا أن يكون رائد أعمالٍ منذ شبابه. فكيف انطلق دبّاس في مسيرته الريادية من الولايات المتّحدة الأميركية ليحطّ رحاله في بلده الأمّ لبنان؟
بعدما عاش نحو 30 عاماً في واشنطن، ودرس في جامعة جورج تاون، عاد دبّاس إلى لبنان في فترةٍ امتدّت من عام 1994 حتّى عام 2000 حيث علّم في التسويق في الجامعة، ثمّ عاد منذ عام 2010 ليعلّم التسويق والتسويق الإلكتروني. وبالإضافة إلى كونه رائد أعمالٍ متسلسل، يدير دبّاس حالياً شركتَين ناشئتَين أسّسهما بنفسه، هما "كراود تي" CrowdTو"ستارت أبس.كو" Start-Ups.co.
في مقابلةٍ مع "أنتربرينرجي" Entreprenegy، يلفت دبّاس الذي يقتدي بمقولة والت ديزني "إذا استطعتَ أن تحلم بأمرٍ ما، فيمكنك تحقيقه"، إلى أنّ أكثر قرارٍ أثّر في حياته وغيّر مجراها كان قرار العودة إلى لبنان، "الذي كان من أصعب القرارات". لقد عاد إلى بلده بعد مرض والده، كما أراد أن يقدّم شيئاً لوطنه بالرغم من أنّه كان يريد إنشاء شركة استثمارٍ مُخاطِر وأحلاماً في واشنطن. ويقول: "عدتُ إلى هذا البلد الصغير حيث تختلف الخبرات والأحلام، وتكثر المشاكل مثل الإنترنت والكهرباء."
"لم تكن عودتي إلى لبنان سهلةً، لكنّني عدتُ وعملتُ وأنشأتٌ شركتي."
"كراود تي" هي منصّةٌ تشاركية، حيث يضع المصمّمون من جمعيات أو شركات ناشئة أو أيّ أحد، تصاميَمهم الخاصّة بالقمصان عليها. وبعد ذلك إذا أراد هذا العميل بيع 50 قميصاً خلال 3 أيام مثلاً، يقوم بتوزيع التصميم على المستخدِمين على مواقع التواصل، "وعندما يحصل على الموافقة المسبَقة على الشراء يخبرنا بذلك لكي نبدأ بالتصنيع"، كما يقول دبّاس.
"ومن ثمّ نُرسل القمصان إلى منازل المشترين، ثم نزوّد العميل بالبيانات والعناوين والأموال."
وعن هذه الفكرة التي أودَت بالرياديّ اللبناني إلى إنشاء هذه المنصّة، يقول إنّها جاءت بعد عمله لأعوامٍ في أعمال القمصان، مضيفاً أنّه "وفيما كنتُ أحضُر جلسةً عن كيفية تصميم القمصان، لمعَت فكرةٌ في رأسي بأن أتيح للمصمّمين منصّةً يضعوا تصاميمهم عليها. وبعد ذلك، صمّمتُ المنصّة مع الفريق خلال 8 أشهر تقريباً."
"ابتكر تصاميمك الخاصة، شاركها مع الآخرين، وحقّق الأرباح"، على منصّة "كراود تي".
يقرّ دبّاس بأنّه يوجد شركةٌ تقوم بمثل هذا الأمر، ولكنّه يعود ويُشير إلى أنّ شركته تقدّم ميزةً تنافسيةً وهي البيانات الخاصّة بالعناوين والجهات الاتّصال، بالإضافة إلى ميزةٍ أخرى جديدة.
أمّا شركته الأخرى "ستارت أبس.كو"، فهي تُجري مقابلاتٍ مع شركاتٍ ناشئة عبر البريد الإلكتروني، وثمّ تنشرها على موقعها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بها لتحقّق الانتشار المطلوب. وكونه خبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، يقول إنّ "على كلّ واحدٍ أن يعرف ما هي المنصّة الأنسب لشركته."
في هذه المقابلة، لا يخجل دبّاس بالفشل الذي مرّ به، إذ يقول: "افتخر بالفشل، وهذه مشكلةٌ في العالم العربي حيث يخفي رجال الأعمال أنّهم فشلوا، ولكن في الولايات المتّحدة يفتخرون بالفشل ويقيمون له مؤتمرات للتعلّم من أخطاء بعضهم البعض." وعن تجربته الشخصية، يشير دبّاس إلى أنّه أطلق شركةً منذ 15 عاماً تقريباً تقوم على تقديم اتّصالاتٍ مجّانيةً بحيث تولّد الشركة أرباحها من خلال وضع إعلاناتٍ مدفوعةٍ في أكشاك الهواتف.
ولكن..
بعد أشهر على إطلاق هذه الشركة، راحت الهواتف النقّالة تنتشر وبأسعارٍ زهيدة. "لقد سبقَتني التكنولوجيا وسبقَت خططنا،" يقول دبّاس لافتاً إلى أنّه "لو قمتُ بتطبيق هذه الفكرة قبل عامٍ كانت ستنجح." وبالتالي، كدرسٍ من هذه التجربة، يؤكّد الرياديّ اللبنانيّ على أهمّية اختيار التوقيت المناسب.
وعن بداية مسيرته الريادية، يقول دبّاس إنّ شيئاً لم يمنعه من أن يكون رائد أعمال، حتّى والده الذي أراده أن يصبح مهندساً مثله: "لم أرِد ذلك [...] أردتُ دخول عالم الأعمال." ولا ينسى رائد الأعمال المتسلسل أن يشير إلى قصص نجاحٍ عالميةٍ من المنطقة، فيذكر كلّاً من سميح طوقان ["مكتوب" Maktoob]، وفادي غندور ["أرامكس" Aramex]، وسواهما ممَّن يشكّلون قدوةً للشباب العربي وحتّى في جميع أنحاء العالم.
في هذه المقابلة "المليئة بالطاقة"، يخبرنا دبّاس بأفضل نصيحةٍ تلقّاها خلال مسيرته، وهي "اطلب المال عندما لا تحتاجُه"، لأنّك "عندما تسأل المال وأنت بحاجةٍ إليه سوف يستغلّك الناس".
ويحدّثنا أيضاً عن عاداته الناجحة التي تتمثّل في إتمام الواجبات قبل أوانها، والعمل على تحسين إيصال الرسالة إلى الآخرين، وأهمّية تفويض الصلاحيات للموظّف ولكن في إطار المسؤولية والرقابة، وأيضاً أهمّية التحليل لمعرفة مكمَن الخطأ.
أمّا بالنسبة إلى الموارد الإلكترونية التي يُكثِر من استعمالها والاعتماد عليها، فيُشير إلى تطبيق "واتساب" Whatsapp لإنشاء المجموعات والتواصل السريع، وأيضاً إلى منصّات التواصل الاجتماعيّ الأخرى مثل "سكايب" Skype و"فايسبوك" Facebook و"تويتر" Twitter حيث يتمركز أكثر عمل شركاته، كما يؤكّد على أهمّية "إنستجرام" Instagram الذي ينمو حديثاً بسرعة. وبخصوص الكتاب الذي ينصحنا بقراءته، فهو "جريبلا ماركيتنج" Guerilla Marketing لكاتبه كونراد ليفنسون.
استمع إلى المقابلة من هنا: