ما يجب أن تعرفه عن سلوك السعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي
لقطة من الفيديو الذي نُشر مع تقرير "ذي أونلاين بروجكت"
تستمرّ السعودية بالنموّ في طريقها لأن تصبح سوقاً يريد روّاد الأعمال الإقليميّون والعالميّون دخولها وفرض أنفسهم فيها، وفقاً لوكالة الإعلام الاجتماعي "ذي أونلاين بروجكت" The Online Project.
من الأمور التي جعلَت السوق السعودية مغريةً كما هي عليه الآن، هي شعبية "يوتيوب" Youtube الكبيرة في المملكة. فهذا العام، وصل "يوتيوب" لأن يصبح الموقع الثاني من حيث عدد الزيارات في هذا البلد بعد موقع "جوجل" Google للبحث، مع أكثر من 2.9 مليار مشاهدة فيديو حتّى نهاية تمّوز/يوليو.
قبل يومَين، أصدرَت وكالة الإعلام الاجتماعي الإقليمية "ذي أونلاين بروجكت"، المعروفة أيضاً بـ"توب" TOP (اختصار الأحرف الأولى للاسم بالإنجليزية)، تقريراً يقيّم مدى تغيّر سلوك المستخدِم السعوديّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ خلال العامَين الماضيَين.
وهذا التقرير الجديد الذي جاء كاستكمالٍ لتقرير سابقٍ عام 2013، حمل عنوان "إعادة تقديم المستخدم السعودي على الشبكات الاجتماعية". وبحث في شعبية كلٍّ من "يوتيوب" و"فايسبوك" Facebook و"تويتر" Twitter و"إنستغرام" Instagram في السعودية، كما سلّط الضوء على إحصائياتٍ وتغيّراتٍ تؤثّر في المشهد العام لوسائل الإعلام الاجتماعيّ.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت "توب" دراسةً عبر الفيديو تقارن بين "يوتيوب" و"فايسبوك". فموقع "يوتيوب" يحظى بمعدّلات تفاعلٍ أكبر في السعودية، حتّى أكثر من تطبيق تشارك الصور الشهير "إنستغرام".
أمّا فيديوهات "فايسبوك"، فبالرغم من أنّها تنمو من حيث تفاعل المستخدِمين والأداء، إلّا أنّ "يوتيوب" ما زال يتفوّق من ناحية البحث عن الفيديوهات.
واستناداً إلى البيانات التي تمّ جمعها، أعادَت الدراسة تحديد الأنماط السلوكية الشائعة المرتبطة بالمستخدِم السعوديّ على شبكات الإعلام الاجتماعيّ، في عام 2015:
- ما زال موقع "فايسبوك" منصّة التواصل الاجتماعيّ الأكبر من حيث عدد المستخدِمين، في حين تخطّاه "تويتر" من حيث النموّ بنسبة 25% خلال العامَين الماضيَين.
- تفضيل السعوديين للترفيه على مواقع التواصل الاجتماعيّ تحوّل إلى منصّاتٍ ناشئةٍ مثل "إنستغرام" و"سناب شات" SnapChat.
- الفيديوهات المنشورة عبر الإنترنت أصبحَت المحتوى الأكثر استهلاكاً على جميع المنصّات، خصوصاً على "فايسبوك" و"إنستغرام".
- العروض الكوميدية والرياضة، هي الفئات الأكثر شعبيةً بين الفيديوهات المشاهَدة على الإنترنت.
في حين بقي "يوتيوب" الموقع الأوّل لمشاركة الفيديوهات، إلّا أنّ نموّ الفيديوهات على "فايسبوك" و"إنستغرام" ساهم في زيادة التفاعل أكثر مع مجال الفيديوهات ككلّ. وفي هذا الوقت، لم يعد المحتوى المصوّر بطريقة الفيديو حكراً على "يوتيوب"، كما أنّ الوسوم hashtags باتت شعبيةً على "إنستغرام" كما هي على "تويتر".
بياناتٌ ورؤى
"يوتيوب" هي الشبكة الأكثر جذباً، بحيث شهدت زيادةً بنسبة 130% من ناحية المشتركين في القنوات (600 ألف)، بالمقارنة مع عام 2013. ويصل معدّل مشاهدات الفيديو الواحد إلى 105900 مشاهدة، في حين تنشر القنوات الثلاثين الأولى في السعودية مرّتَين في الشهر مع ما معدّله 4:13 دقيقة لكلّ فيديو.
بالإضافة إلى ذلك، أضاء التقرير على كيفية صعود "فايسبوك" ليصبح الموقع الرابع من حيث عدد الزيارات في السعودية، وازدياد عدد مستخدِميه من 7.8 ملايين (عام 2013) إلى 11 مليوناً هذا العام. وهؤلاء المستخدمون الذين بمعظمهم من الذكور، يشكّل المغتربون 3.2 ملايين منهم.
من جهةٍ ثانية، مقابل كلّ 6 فيديوهاتٍ منشورةٍ على "فايسبوك"، يوجد 8 روابط لفيديوهاتٍ من "يوتيوب" يتمّ نشرها على "فايسبوك". كما أنّ التفاعل الذي يلقاه الفيديو الذي يُنشَر مباشرةً على "فايسبوك"، أكثر بمرّتَين من التفاعل الذي تلقاه روابط "يوتيوب".
هذا وبينما تتساوى الواجهة الإنجليزية لـ"فايسبوك" مع الواجهة العربية، فإنّ اللغة العربية هي الأكثر استعمالاً للنشر، كما أنّ التفاعل مع المحتوى العربي يساوي تقريباً 8 أضعاف التفاعل مع المحتوى الإنجليزي. وفي حين تشكّل نسبة مستخدِمي "فايسبوك" على نظام "أندرويد" Android 48%، لا تتعدّى نسبة المستخدِمين على "آي أو إس" iOS 11%.
"تويتر" هو الموقع الخامس من حيث عدد الزيارات في السعودية، وينشط عليه نحو 9 ملايين مستخدِمٍ حتّى منتصف عام 2015. وهؤلاء، 27% منهم لم يكتبوا نبذةً تعريفيةً عنهم، و16% منهم يستعملون صورة ‘البيضة‘ التي يضعها "تويتر" لكلّ حسابٍ جديد مكان صورتهم الشخصية. أمّا نسبة التغريد للمستخدِم الواحد، فتبلغ معدّل 5 مرّاتٍ في اليوم.
شهد "إنساغرام" تصاعداً سريعاً واكتسب زخماً حتّى أصبع يحظى بالشعبية نفسها التي يمتلكها "تويتر"، وبات لديه 8.8 ملايين مستخدمٍ نشطٍ، حتّى منتصف 2015. ويبلغ معدّل عدد متابعي المستخدِم السعودي 288 متابعاً، ومعدّل من يتابعهم 511 مستخدِماً، وينشر ما معدّله 12 مشاركةً في الأسبوع.
وفي حين تتساوى المنشورات على "إنستغرام" في السعودية بين صوَر وفيديوهات، غير أنّ الفيديوهات تحظى بنسبة 73% من التفاعل.
وبالنسبة لأوقات التفاعل، فإنّ السعوديين ينشطون على "فايسبوك" بين الساعة السابعة والعاشرة مساءً، ويكون الخميس هو اليوم الأكثر نشاطاً في الأسبوع. وعلى "تويتر"، ينشطون بين التاسعة مساءً ومنصف الليل، واليوم الأكثر تفاعلاً هو السبت. أمّا على "إنستغرام"، فينشط المستخدِمون السعوديون أكثر بين السادسة والتاسعة مساءً، في حين تكون أيّام الخميس هي الأكثر نشاطاً.
ومن الجدير ذكره أنّه للحصول على كلّ هذه البيانات التي وردَت في الدراسة، عملَت "توب" على جمع البيانات وتتبّع التغريدات والتعليقات والإعجابات والمشاركات، معتمدةً على لوحات تحكّمٍ وأدواتٍ مطوَّرةٍ داخل المؤسّسة وعلى معالجتها يدويّاً.