التمويل، الفريق، المنتَج: أفكار ورؤى من 'ميكس أن منتور' بيروت
حتّى أكثر الأفكار إبداعاً احتاج إلى القليل من المساعدة. (الصور من "ومضة"، سام فاخوري)
بغضّ النظر عن العاصفة الرملية التي كانت تقترب بسرعة، لقد حصلنا في "ميكس أن منتور" بيروت Mix N’ Mentor على بعض الأفكار القيّمة، عندما كان المرشدون القادمون من شركاتٍ ناشئةٍ ناجحةٍ ومن مسرّعات أعمال وشركات استثمار يستمعون إلى استفسارات روّاد الأعمال بشأن شركاتهم الناشئة.
وإليكم بعض ما تعلّمناه.
نموّ عدد المستخدِمين يكمن في خدمة العملاء
غالباً ما تشكّل أعداد المستخدِمين عامل قلقٍ بالنسبة للشركات الناشئة، فإذا لم تكن تحصل على 5 آلاف زبونٍ يكرّرون الشراء من عندك، خلال الأشهر الستّة الأولى، فأنت لست في حالٍ جيّدة.
ولكن، في بداية الأمر عليك أن تعرف من هو المستخدِم، إذ ينبغي أوّلاً أن يتمّ تحديد أيّ فئةٍ من المستخدِمين تريد الشركة الناشئة استهدافه، وذلك بحسب العمر أو الجنس أو الخلفية. وبعدما تعرف مَن تريد من المستخدِمين، يصبح من الأسهل استهدافهم. وعلى خطٍّ موازٍ، عندما يتعلّق الأمر باستهداف المستخدِمين، على الشركات الناشئة أن تتعامل مع فئةٍ كاملةٍ من المجتمع في وقتٍ واحد.
قد يكون مفهوم ‘النوعية وليس الكمّية‘ كلاسيكياً، ولكن يمكن الركون إليه لسببٍ وجيه. فبالنسبة إلى القيام بخطواتٍ لجذب المستخدِمين، أعرب زياد طرابلسي من "فايسبوك" Facebook عن امتعاضه من إسراف الشركات الناشئة في النشر على وسائل التواصل الاجتماعيّ. وبعدما أخبر الجالسين معه على الطاولة المستديرة برفضه المطلَق لصور وفيديوهات الـ"ميمس" Memes، قال لهم: "اقضوا وقتكم على إعلامٍ ذي جودة."
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تقديم ما ‘تبيعونه‘ بأحسن صورةٍ يعتبَر أساسياً لزيادة أرقام المستخدِمين. وقال هيرفيه كوفيليه من "ليب فينتشر" Leap Venture إنّ هذا قد يكون أساس المشكلة التي تعاني منها، مضيفاً أنّه "إذا استطعتَ الحصول على ألف [مستخدِم]، فهذا يعني أنك تستطيع الحصول على 10 آلاف."
فادي غندور من "ومضة كابيتال" يشارك خبراته مع روّاد الأعمال الشباب.
بناء الفريق
خلف بعض المهام مثل الحصول على التمويل وتطوير المنتَج، غالباً ما تقف مجموعةٌ من الأشخاص الذين يقومون بهذه الأعمال. وبالتالي، من أسس الشركة الناشئة الناجحة هو وجود فريق عملٍ جيّد - فإذا لم يكن لديك فريقٌ لن يعطيك أحدٌ المال.
خلال واحدةٍ من جلسات النقاش، قال فادي غندور من "ومضة كابيتال" Wamda Capital إنّ جزءاً من العثور على الأشخاص المناسبين لتوظيفهم يكمن في الثقافة والمهارات والعقلية. وأضاف أنّ الخرّيجين الجدد قد يشكّلون حلّاً في سبيل أن يكون لديك قوى عاملة تتبنّى الثقافة التي تريدها لشركتك الناشئة.
وبدوره، قام إد روبرتو من "تك ستارز" Techstars بالإشارة إلى أهمّية العلاقات بالنسبة إلى اختيار الأشخاص الذين تريدهم أن يعملوا معك، وقال إنّه "ينبغي التفكير مليّاً بما يمكن لهذا الشخص أن يقدّمه [للعلاقة]."
في هذا السياق، تمّ التأكيد أيضاً على أهمّية الشريك المؤسِّس؛ فمَن يريد أن يكون وحيداً أثناء تأسيس شركته؟ ومن جهةٍ أخرى، قال البعض إنّ إعطاء الموظّفين أسهماً في الشركة قد يكون وسيلةً رائعةً لتحفيز الموظّفين.
في كلّ الأحوال، عليك أن تعمل جاهداً سواء كنت تريد أو تحتاج ضمّ بعض الأشخاص لشركتك الناشئة.
نيكولاس ويلسون من "فايسبوك" وعبد آغا من "فاين لاب" يناقشان مسائل نموّ عدد المستخدِمين.
إذا بنيتها، سوف يأتون
توسيع الشركة، توسّعها، إنضاجها؛ مهما أردتَ تسمية عملية نموّ شركتك الناشئة، فإنّ القيام بهذه العملية يُعتبَر مصدر قلقٍ كبيرٍ لمَن يريدون الانطلاق والبدء بتجربة الشعبية الحقيقية.
في المقام الأوّل، عليك التركيز على ما تبيعه بالضبط. فالشركة الناشئة تكون قبل انطلاقها عبارةً عن 10 أفكار مختلفة ومثيرة، ولكن للنجاح فعلاً عليك التركيز على فكرةٍ واحدةٍ.
وحتّى عندما تكون في مرحلة بناء المجتمع الخاصّ بشركتك، ينبغي أن يكون لديك نموذج عملٍ قائم. كما أنّه من المهمّ أيضاً وجود نموذجٍ محدّدٍ لتحقيق الأرباح تثق به، وإذا تأخّرتَ في تنفيذه يجيب أن يكون لديك جوابٌ مقنعٌ لذلك.
بعد ذلك، لا تضيّع الوقت عندما تريد إطلاق المنتَج، فبحسب إدي مارون من "أنغامي" Anghami، "عليك إطلاق منتَجك في أقرب وقت، خصوصاً أنّك لن تعرف تماماً كيف سيتمّ استقباله وكيف سيعمل."
ومن جهته، أوصى روبرتو من "تك ستار" بالتفكير في كيفية العمل على مضاعفة عملك كلّ عام، مضيفاً أنّه "يجب أن تركّز على المهارات التي تحتاجها [لتحقيق ذلك]."
أمّا إذا كنت تريد النموّ في بلدك أو في المنطقة، فعليك أن تسافر. وقال حسن حيدر من "500 ستارتبس" 500Startups، إنّه "يجب أن تُجري المزيد من الاجتماعات. ليس بالضرورة أن تغادر لبنان، بل أن تقضي مزيداً من الوقت في التحدّث إلى العملاء."
في حين شدّد بعض المرشدين على ضرورة الانفتاح على التغيير، غير أنّ تعلّم القول ‘لا!‘ هو أمرٌ مهمّ. فوظيفة رائد الأعمال تقوم على القول ‘لا‘ أكثر من القول ‘نعم‘، سواء كان ذلك لأفكاره الخاصّة أم لأفكار الآخرين. قلْ ‘لا‘، وحسب.
نصائح من "ومضة كابيتال" وليب فينتشرز" حول الحصول على تمويل.
المال من مصادر متعدّدة
المال مهمٌّ حقّاً، فهو يمكنه بالفعل مساعدة الشركات الناشئة على الإقلاع.
ولكن..
لا تسأل عن التمويل باكراً جدّاً، خصوصاً إذا كنت لا تزال في مرحلة الأفكار وليس لديك زبائن، كما قال وليد فزع من "ومضة كابيتال"، مضيفاً أنّه "ينبغي عليك تحديد مستوى التفاعل، ومعرفة تناسب المنتَج مع السوق، وإيلاء الاهتمام للثغرة التي تعمل على سدّها، ومعرفة من هو المستخدِم الرئيسيّ لديك."
ما يجذب المستثمِرين حقّاً، هو رائد الأعمال الذي يمتلك خطّة؛ إلى أين تمضي الشركة؟ كيف تعتزم تنميتها؟ وكما قال روبرتو، إنّ المستثمِر يسأل دائماً: "هل ستصل الشركة إلى مرحلة الصفقات الكبرى؟"
من ناحيةٍ أخرى، حتّى لو لم تستفِد الشركة الناشئة من مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs لديها، فإنّ المستثمِر غالباً ما يهتمّ بفريق المؤسِّسين أكثر من المقاييس الرئيسية. "هذه الأمور مهمّةٌ جدّاً، ولكن هذا هو الوضع الذي يكون فيه المستثمِر الاستراتيجيّ مهمّاً أيضاً،" بحسب فزع الذي أشار إلى أنّ "المال موجودٌ أينما كان، ولكنّك في الحقيقة تحتاج إلى العثور على المستثمِر الذي تعرف أنّه سيكون بمثابة دليلٍ لك."
ومن الأمور التي نصح بها المرشدون بشدّةٍ أيضاً، كان الاعتماد على المال الشخصيّ، خصوصاً في مراحل التمويل التأسيسيّ. فقال أوزان سونميز من "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" KAUST، إنّه "عليك إنفاق مالِك الشخصيّ، وبناء منتَجك، واكتساب مستخدِمين يدفعون المال؛ ومن ثمّ سوف تصبح جيّداً بالنسبة إلى المستثمِرين."
ولأنّه في بعض الأحيان، قد يكون المال الكثير فكرةً سيّئةً خصوصاً لأولئك الذين ما زالوا في المرحلة التأسيسية، فإنّه من المستحسَن أن تحصل على أقلّ ما يمكنك من المال اللازم للانتقال إلى المرحلة التالية؛ فأنت تحتاج أوّلاً إلى العملاء والمنتَج.
في هذا الإطار، إنّ شركات الاستثمار المُخاطِر ليسَت دائماً الخيار الوحيد للحصول على المال. وبدلاً من ذلك، يمكنك التواصل مع موزّعي المنتَج أو مع زبونٍ يحبّ المنتَج ويرغب فعلاً في المشاركة.
إذا كنت قد شاركتَ بالفعل في "ميكس أن منتور" وتريد مشاركتنا بعض الأفكار القيّمة، نرجو أن تضيفها في قسم التعليقات أدناه.