الهاتف المحمول محفظة نقودنا قريباً؟
هل نودّع العملات والإيصالات ونعتمد على الهاتف؟ (الصورة من issaasad.me)
كيف سيبدو شكل المحفظة في المستقبل؟
هذا السؤال يشغل أذهان شركات مثل "آبل" Apple و"جوجل" Google و"سامسونج" Samsung لسنوات. ولعلّ الجواب ببساطةٍ سيكون: الهاتف الذكي. ولكن في حين تتّفق جميع هذه الشركات على أنّ الهواتف الذكية هي المستقبل، إلّا أنّ لديهم آراء مختلفة حول ما هو هذا المستقبل.
لقد ألقينا نظرةً على كيفية تسويق كلٍّ من هذه العلامات التجارية لمنتَجاتها، وسلّطنا الضوء على بعض السمات الفريدة لخدماتهم. ومع المنافسة الشرسة والمليارات من الدولارات إلى جانبها، فإنّ معركة التفوّق في مجال المحفظات قد بدأت في عام 2015.
الدفع من خلال "أندرويد"
على الرغم من أنّها لم تصل إلى السوق حتّى الآن، لكنّ حملة التسويق للدفع من خلال "أندرويد" Android بدأت بالفعل مع إعلانٍ جديدٍ وجذّاب. وتمحور موضوع الحملة حول توفير طريقةٍ سريعةٍ وآمنةٍ للدفع، لأيّ شخصٍ كان، وفي أيّ سيناريو.
ومن المجالات التي تبرز في هذا الإعلان، التركيز على الدفع من خلال "أندرويد" ضمن تطبيقات الهواتف النقّالة in-app payments، ومن المرجّح أنّ هذا المجال سيكون أساساً للدفع عبر هذه الهواتف. وفيما انتشرَت القدرة على الدفع ضمن التطبيقات على مدى العامَين الماضيَين، إلّا أنّ ربط هذه العملية بعمليّات الشراء الحقيقية سيجعل الشراء ضمن التطبيقات متاحاً لمستخدِمين أكثر.
الدفع مع "سامسونج"
في هذه المرحلة، لا يزال الدفع مع "سامسونج" غامضاً. مع أنّ هذه الخاصّيّة برزَت في هاتف "سامسونغ" الجديد "جالاكسي إس6 إيدج" Galaxy S6 Edge، غير أنّها متأخّرةٌ مقارنةً مع الميّزات وتصاميم المنتَجات الأخرى بشكلٍ عام. في إطار ذلك، يبدو أنّ "سامسونج" ركّزَت على تسويق خيارات الدفع على الهاتف واظهارها كميزةٍ للجهاز بدلاً من منتَجٍ مستقلّ. ولذلك، هُم يعرفون إنّه لإنجاح الدفع من خلال هواتفهم، على "ساسونج" أن تجعل هواتفها الذكية ناجحة.
وفي ظلّ التركيز الشديد على الشعار الجديد NEXT IS NOW ["المستقبل الآن"]، تحرص "سامسونج" على تسليط الضوء والقول إنّ عملية الدفع بواسطة الهاتف المحمول ليسَت مجرّد ميزة، بل هي جزءٌ من التجربة الكلّية لـ"سامسونج". ويبدو هذا الاسلوب واضحاً في الإعلان التجاري أدناه:
الدفع مع "آبل":
في العقد الماضي، أظهرَت "آبل" مهاراتها في جعل منتَجاتها جذّابة، ولا أحد يستطيع أن ينكر جهودهم الناجحة للغاية. وبالتالي، يبدو أنّ "آبل" تضع نفسها في موازاة "أندرويد" بالنسبة لخاصّيّة الدفع من خلال الهواتف الذكية، مقدّمةً خيارات دفعٍ سهلةً وسريعةً وآمنة.
وسوف تضمّ عملية الدفع من "آبل" أيضاً خاصّيّة الدفع ضمن التطبيق، ولكنّ هذه الميزة لا تشمل المدفوعات من شخصٍ إلى شخص، ما يعني أنّ هذه الدفوعات سوف تتمّ من قبل تطبيقات الطرف الثالث third party apps.
نموّ المدفوعات من خلال الهواتف النقّالة
كيف ستبدو المدفوعات من خلال الهواتف النقّالة في العام القادم؟
على الرغم من عدم وجود أرقامٍ وتواريخ حقيقية، هناك بعض المعلومات المتداوَلة التي تعطي فكرةً عن هذا النموّ.
في "مؤتمر آبل العالميّ للمطوّرين" WWDC لهذا العام، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، أنّ الدفع مع "آبل" سوف يكون متاحاً ابتداء من تموز/يوليو في مليون مكان. وبالإضافة إلى ذلك، نتوقّع أن تحقّق "جوجل" و"سامسونج" أرقاماً مماثلةً بعدما تعلن عن مميزاتها في وقتٍ لاحقٍ من العام الجاري.
وفي الشرق الأوسط، يمكن أن نتوقّع اهتماماً كبيراً من المحلّات التجارية، فضلاً عن شركات التجارة الإلكترونية التي تتطلّع للاستفادة من الانتشار الكبير للأجهزة الذكية بين السكّان في المنطقة. وبعدما يتمّ دمج طريقة الدفع عبر الهاتف النقّال بالمتاجر في العالم الحقيقي، فمن المرجّح أن نشهد المزيد من الاطمئنان لعمليات الشراء عبر الإنترنت.
تغيير سلوك المستهلِك سوف يأخذ وقتاً طويلاً. ولكن مع تزايد القبول، إضافةً إلى دفعةٍ قوّيةٍ لهذا المجال من الشركات الناشئة، فربّما يكون عام 2015 هو العام الذي تشتري فيه لأوّل مرّة عبر هاتفك النقّال.