رونالد صايغ: رياديّ تقنيّ قبل وصول الإنترنت إلى المنطقة [صوتيات]
الأفكار قد تأتي صدفة، ولكنّها تكون نتيجة تصميمٍ وعزمٍ على القيام بأمرٍ ما. وإذا أردتَ القيام بشيء، قم بما تحبّه وسترى كيف ستنجح. هكذا فعل رونالد صايغ الذي أصبح رائد أعمال ناجحاً من لبنان.
في مقابلةٍ مع "أنترنرينرجي" Entreprenergy، يحدّثنا رائد الأعمال المتسلسل الذي يدير أكثر من مشروعٍ وشركة عن مسيرته الريادية، ويبدأها بمقولته المفضّلة: "أنت جيّدٌ بقدر ما تحقّقه في نهاية المطاف." فلا يهمّ الإنجازات القديمة جدّاً، بل تلك القريبة التي تساهم في اندفاعك وتحسين نفسك.
صايغ الذي تتنوّع شركاته وأعماله بين السياحة والفنادق والهوايات، في لبنان والمنطقة، درس الهندسة وعشق الكمبيوتر منذ الصغر بالرغم من أنّ الإنترنت لم يكن موجوداً بعد.
بعد تخرّجه، عمل في شركةٍ كموظّف، ولكنّ "كلّ شيءٍ كان يدفعني للعمل كرائد أعمال، فلطالما رغبتُ في إنشاء مشروعي الخاصّ،" على حدّ قوله. وعقب ذلك، اتّخذ القرار الذي غيّر مسار حياته، فترك الوظيفة التي لم يكن مرتاحاً فيها لأنّه أراد القيام بما يحبّه، ومن ثمّ بدأ بالعمل لنفسه.
وعن هذا الأمر يقول إنّه لا يجب الخوف والتردّد في التوجّه نحو ريادة الأعمال، لأنّه "في أسوأ الحالات، إذا لم ينجح مشروعك، يمكنك العودة إلى الوظيفة."
ولكن ليسَت ريادة الأعمال وحدها ما دفعه لترك الوظيفة، بل كان يريد أيضاً أن يكون عملَه فيما يهوى ويحبّ. ويقول في المقابلة إنّ "الفكرة جاءَت بعدما أردتُ أن أحوّل هواياتي إلى أعمال؛ فكّرتُ بها مليّاً ومن ثمّ انطلقت."
وهكذا كان.
فعلاً يستحقّ التزلّج في لبنان أن يكون أكثر من هواية! (الصورة من "فايسبوك")
فقد أسّس مشروعه الأوّل "سكي ليب" SkiLeb منذ عام 1997، أي في بدايات قدوم الإنترنت إلى المنطقة. وهذا الموقع الإلكترونيّ يختصّ بالتزلّج في لبنان "تحوّل من حلمٍ إلى حقيقة." وعلى الرغم من ابتعاد صايغ في عمله الجديد عن مجال دراسته، إلّا أنّه يقول إنّ "الدراسة لا تربط المرء بمجالٍ معين، بل يجب أن يقوم بما يحبّه." وبما أنّ هذا الرياديّ اللبنانيّ يحبّ التزلّج، فقد اختاره عملاً له، وإن كان بطريقةٍ مغايرة ومحدّثة.
مهلاً! لم يتوقّف صايغ عند هذا الحدّ، بل غاص أكثر في عالم التجارة الإلكترونية حيث أنشأ موقعاً لتوصيل الهدايا والأزهار عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، هو "فلاينج روزز" FlyingRoses [أي الأزهار الطائرة].
وبعد اكتساب الخبرة في التجارة الإلكترونية، أسّس مع شركاء له موقع "هوبي جلف" HobbyGulf.com الذي يبيع عبر الإنترنت كلّ الألعاب التي يمكن التحكّم بها، مثل الطائرات والسفن وغيرها، وهو "الأوّل من نوعه في الشرق الأوسط" ويتوفّر باللغة العربية أيضاً. وحتّى هذه الفكرة التي جاءت بعد دراسةٍ للسوق والجدوى، كانت أيضاً وليدة إحدى هوايات صايغ الذي أحبّ الطائرات التي يتمّ التحكّم بها عن بعد، إضافةً إلى الحاجة لمثل هذه الألعاب بنسختها الأصلية وقطعها الإضافية في المنطقة.
"قبل وضع الكثير من الأرقام، يجب أن تتبع إلهامك وشغفك،" يقول صايغ.
مَن منكم بلا فشل؟ لا يخفي صايغ أنّه فشل أكثر من مرّةٍ، ولكنّه يفخر أنّه تعلّم في كلٍّ منها. ويذكر قصّةً عندما بنى موقعاً يقدّم خدمةً معيّنةً ولكنّه لم يركّز عليه كما ينبغي، بل اعتمد على شريكٍ له في القيام بالمهامّ، ولكنّ الأمور لم تسِر على ما يرام. "يجب أن تركّز على ما تقوم به وإلّا تفشل." وفي مرّةٍ ثانية خبرنا أنّه لم يكن يستطيع أن يقول ‘لا‘، ويضيف أنّه قدّم الكثير من الخدمات لسواه ما حرفه عم عمله الأساسيّ وأضاع تركيزه. "التركيز هو الأهمّ؛ اعرف متى تقول ‘لا‘."
لا يتركنا صايغ من دون تقديم نصيحةٍ لكلّ شخصٍ يبحث عن فكرةٍ ريادية، ويلفت إلى أنّه "يجب أن ينطلق ممّا يحبّ ومن هواياته ثمّ ينظر إلى الحاجة ويطوّرها، حتّى أنّه يمكن العمل على شيءٍ موجودٍ فعلاً وتطويره لتقديمه بطريقةٍ مغايرة."
كيف لك ألّا تسمتع بالتحكّم بطائرةٍ في الهواء؟ (الصورة من "فايسبوك")
أمّا النصيحة الأفضل التي تلقّاها هو خلال مسيرته كرائد أعمال، فيذكر أنّها تتمجور حول عدم القبول بالأمور غير الكاملة، أي أن لا تقوم بشيءٍ لمجرّد القيام به مع أنّه خاطئ. ويقول إنّه "في بداياتي، أنشأتُ برمجيةً لأستحصل منها على إحصاءاتٍ، وعرضتها على شركةٍ متعدّدة الجنسيات، فكانت النتيجة أن غضب منّي الرئيس التنفيذيّ لأنّني لم أدمج حلّاً لإدخال المعلومات الذي يتطلّب وقتاً طويلاً." وبالتالي، "بدا لي أنّ كلّ ما فعلتُه لم يكن يساوي شيئاً، لأنّني لم أقدّم عملاً متكاملاً."
يكرّر صايغ تذكيرنا بعادات النجاح لديه، وهي التفكير والحلم وتخصيص بعض الوقت للذات، "لأنّ ذلك يريح ويجعلك ترى الأمور من منظورٍ آخر."
ومن جهةٍ أخرى، يدلّنا على الموارد الإلكترونية التي يعتمد عليها لزيادة الإنتاجية، فيشير إلى "جوجل درايف" Google Drive للوصول إلى الملفّات في كلّ مكان وبشكلٍ آمن؛ وإلى "آبي جيك" Appy Geek للحصول على الأخبار التقنية وسواها بشكلٍ سريع؛ وإلى "لينكد إن" Linkedin الذي يساهم في بناء شبكةٍ للأعمال. وبالطبع، لا ينسى كتابه المفضّل وهو "جود تو جرايت" Good to Great [أي من الحسن إلى الأحسن]، لكاتبه جيم كولينز.
استمع إلى المقابلة من هنا: