'منظمة روّاد الأعمال' العالمية تضمّ لبنان إلى عائلتها
"نخبة مختارة حضرت الجلسة التمهيدية لـ"منظمة رواد الأعمال في فندق "فور سيزونز" Four Seasons Hotel (الصور من ستيفاني نور برينس)
قد يصبح لـ"منظمة رواد الأعمال" Entrepreneur’s Organization (EO)، إحدى أكبر مجموعات رواد الأعمال في العالم، فرعٌ جديدٌ في لبنان قبل نهاية هذا العام. فالجلسة التمهيدية التي انعقدت يوم الأربعاء الماضي في فندق "فور سيزونز" في بيروت، عرّفَت الأعضاء المحتملين إلى الفوائد والتدريبات والتعليم والأهمّ من ذلك كله إلى الامتيازات التي يحصل عليها أعضاء "منظمة روّاد الأعمال" EO.
وقال المدير الإقليمي لـ"منظمة رواد الأعمال" في منطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفريقيا، وصاحب شركة "فلاحة أخوان ش.م.م" FALLAHA BROS LLC للأقمشة، فادي فلاحة: "نرغب في أن يكون لبنان جزءًا من عائلتنا." وأضاف، بصفته المتحدّث الأساسي في الحفل أنّه "بالاستناد إلى النتيجة التي حصلنا عليها الليلة، أعتقد أنّ ثمّة حاجة واضحة [للانتماء إلى هذه المنظمة]."
و"منظّمة روّاد الأعمال" التي تضمّ 10 آلاف عضوٍ في 147 فرعاً في 48 دولةً، بحسب فلّاحة، تشكّل واحدةً من أقدم وأكبر منظّمات روّاد الأعمال حول العالم.
وفي الفعالية التي أقيمَت قبل عدّة أيّام، تمّ الإعلان عن اختيار العضو "المتميز" علي قزم لإطلاق الفرع في لبنان. وطان قد حضر في ذلك النهار جمهور من رواد أعمال الذين تم اختيارهم بعناية، نظراً إلى مؤهلاتهم التي قد تخولهم الحصول على عضوية في المنظمة. إلا أنّ العضوية لن تكون في متناول الجميع، كما أظهرت معايير الأهلية التي وضعتها المنظمة.
فمن أجل التأهلّ، يجدر بالأعضاء أن يملكوا مؤسَّسةً تجارية لا تقلّ مبيعاتها السنوية عن مليون دولار، إنّما ذلك ليس كلّ ما في الأمر. فقد قال فلاحة (الصورة إلى اليسار): "نحن لا نهدف إلى جمع عدد كبير من الأعضاء، بقدر ما نسعى إلى الخبرة الواسعة. فلكي يتمكن رائد أعمال من تأسيس شركة من الصفر وجعل مبيعاتها تبلغ مليون دولارٍ، فإنّ ذلك يتطلّب مستوى معيناً من الخبرة."
وأكمل مضيفاً: "إنّنا نبحث عن هذه الخبرة. لا نكترث إلى مقدار الأموال التي يجنيها، إنّما نأخذ المليون دولار كمعيارٍ [وحسب]."
يمكن لروّاد الأعمال الذين يرغبون في الانضمام إلى "منظّمة روّاد الأعمال" والذين لم يحقّقوا المليون دولار بعد، المشاركة في برنامج الإرشاد الذي تنظمه المنظمة والذي يمتدّ على ثلاث سنوات. ولا تشكّل ممارسات مسرّعات النمو المعتادة كالاستثمار والمساهمة جزءاً من هذا النموذج، بل يستند البرنامج بدلاً من ذلك إلى نموذجٍ حُرٍّ من الإرشاد وتبادل الخبرات.
كما قال فلاحة الذي يقوم فلاحة يقوم حالياً بإرشاد أربع شركات، إنّ "الأعضاء يتعلّمون من خبرات الآخرين وينمون، وهذا هو مبدأ ‘منظّمة روّاد الأعمال‘ بشكلٍ عام."
ومن المبادرات الأخرى التي أطلقتها "منظّمة روّاد الأعمال"، نذكر "جائزة منظّمة روّاد الأعمال العالمية للطلبة"EO Global Student Entrepreneur Awards (GSEA) التي تتيح للطلّاب الذين يديرون بنشاطٍ عملاً خاصّاً بهم بالتقدّم للحصول على الإرشاد وفرص لبناء شبكات العلاقات والبروز وجائزةٍ من عشرين ألف دولار، إلا أنّ هذا البرنامج لا يزال غير متوفّر في المنطقة. ولكن "نحاول الآن نشره في المزيد من الفروع،" وفقاً لفلّاحة الذي يشير إلى أنّ "قرار اعتماده يستند إلى كلّ فرع على حدة، وعلى الرغم من ذلك نحن ناشطون في منطقة أفريقيا بشكل خاص."
التعليم التنفيذي والفعاليات الاجتماعية
عقدَت "منظمة رواد الأعمال" أيضاً اتفاقياتٍ مع أهمّ الجامعات، مثل "كلية لندن لإدارة الأعمال الاقتصادية"London Business School of Economics. وهذه المنظمة التي لا تقتصر على التعليم والقيادة وحسب، تمنح مزايا قيّمة وفرصاً للتواصل مع رؤساء مجالس الوزراء ورؤساء وحتى مع رهبان.
فـ"قبل عدّة سنوات،" وفقاً لفلّاحة، "زرتُ جامعة اسطنبول وحظيتُ بشرف تناول الطعام في شارع البازار الكبير الرئيسي. وبالإضافة إلى ذلك، أتيح لنا التسوّق في البازار على راحتنا عند المساء، وهو أمرٌ لا يُسمح به في العادة."
من جهةٍ ثانية، أورد عضو آخر قصّة ثانية مثيرة للاهتمام حول زيارته مؤخراً إلى مملكة بوتان كجزءٍ من فعالية اجتماعية، فقال: "استقبلنا الملك، ومن ثمّ التقينا برهبان بوذيين في ‘عش النمر‘Tiger’s Nest، وهو أمرٌ لا يتسنى للكثيرين القيام به، وهناك تلقينا الكثير من الإرشاد الروحي". ("عش النمر" موقع مقدس ومعبد بوذي في منطقة الهيمالايا في مملكة بوتان).
على صعيد شخصي
يبدو أنّ مفهوم التشارك والتعلم من تجارب الآخرين يشكل حجر الأساس لهيكلية "منظمة رواد الأعمال"، ولا سيما عندما يتعلّق الأمر بالمنتديات. لذا يعمل "مجلس" خاص لا يتعدّى عدد أعضائه إثني عشر عضواً كمرشد مهني وشخصي للأعضاء في سياقٍ لا يحكم فيه على قراراتهم. "نحن كلنا ندير شركات طوال النهار ونشعر أحيانًا أنّ عدد الأفراد الذين نستطيع مشاركتهم مشاكلنا محدودٌ، وهنا يأتي دور المنتدى،" كما قال فلّاحة.
كل المنتديات في المنظّمة تتّبع "بروتوكول الجشطالت" Gestalt protocol، وهو بروتوكول لا يستند الأعضاء بموجبه إلى المشورة المباشرة بل إلى الخبرات السابقة للأعضاء الآخرين الذي عاشوا التجربة ذاتها في وقتٍ سابق. وعن هذا الأمر قال فلاحة: "لنفترض أنّني قبضتُ على مديرٍ في شركتي وهو يسرقني. كيف عليّ أن أتعامل مع مسألةٍ كهذه؟ إذا أخبرت أحد أفراد عائلتك أو صديق طفولتك -ومعظمنا عرب ونعرف أنّ هذا ما سنفعله - قد يحكم عليك ويقول: ‘قلت لك أنّ ذلك سيحصل‘. لا يرغب أحد في أن يُحكَم عليه، لذا بدلاً من القول إنّ هذا ما كان يجدر القيام به، يخبرك الأعضاء عن تجربة مماثلة مرّوا بها وعن كيفية تعاملهم معها."
من ناحيتهم، أطلعنا أعضاء آخرون عرفوا فتراتٍ من الأزمات على قصصهم المؤثّرة، مثل ذلك العضو الذي حوصر في اليمن خلال "الحرب اليمنية" الأخيرة، والذي تمكّن من طلب المساعدة من خلال "معارفه من ذوي النفوذ".
وبعد وفاة أحد أعضاء "منظّمة روّاد الأعمال"، تولّى عضوان آخران إدارة شركته من دون أيّ مقابلٍ لمدّة عامين، قبل تسليم الشركة إلى عائلته بعدما أصبحَت "قادرةً على إعالتها طوال حياتها."
"إنّ منظّمة رواد الأعمال منظّمة متكاملة، فهي عملك وعائلتك وحياتك كلها،" بحسب فلّاحة.