هل تساعد الرياضة على استكشاف دبي؟
قبل عامَين، كتبتُ في مقالةٍ لي عن تراجع مواقع الصفقات اليومية في لبنان، مستوحيةً من عملي السابق في موقع "جو نابِت" GoNabit، أوّل موقعٍ للشراء الجماعي في منطقة الشرق الأوسط. في ذلك الوقت، كانت نزعة شراء الصفقات مخفّضة الأسعار عبر الإنترنت في بداياتها بالنسبة إلى المنطقة، فرغب الجميع بالمشاركة فيها، من مقدّمي خدمات وشارين.
وبعد أن أثبت المفهوم نفسه، مهَدَّتْ المنافسة الطريق لظهور مواقع كثيرة كـ"مخصوم" Makhsoom و"سكوب سيتي" ScoopCity و"كوبون" Cobone وغيرها الكثير من التي انطلقَت في المنطقة العربية. وهَدَف مفهوم الصفقات اليومية هذا إلى إبراز مقدّمي الخدمات واستقطاب عملاء جدد لهم قد يصبحون لاحقًا عملاء منتظمين. لكنّ ولاء هؤلاء، كشارين للصفقات عبر الإنترنت، ارتبط بمطاردة الصفقات والخصومات بدلًا من ارتباطه بالتجربة بحدّ ذاتها.
والآن، يأمل رائدا الأعمال هذين أن يحلّا مسألة ولاء العملاء.
بعد العمل في شركة "مايكروسوفت" Microsoft في فرنسا لخمسة أعوام كمدير منتَجات وكمدير التسويق لاحقًا، انتقل اللبناني-الفرنسي جاد بري (الصورة إلى اليسار) إلى شركة "مايكروسوفت" في دبي في عام 2012، ولكنّه سرعان ما غادر حياة الشركات. "كنتُ بحاجةٍ إلى استراحةٍ لأفكرّ في ما أريد القيام به،" حسب ما يقول بري لـ"ومضة". ويضيف هذا الشاب الذي وجد خلال زيارته الأولى لدبي صعوبةً كبيرةً في استكشاف أمور جديدة في البلاد، أنّ "الجميع يذهب إلى برج خليفة، إلّا أنّه يمكن القيام بنشاطاتٍ أخرى كثيرة لاستكشاف دبي على أكمل وجه، خصوصاً وأنّ الطقس يبقى جيّداً فيها لسبعة أشهر." وهكذا نشأ "جايم بلاي سبورت" GamePlaySport.
في الصورة أعلاه، الشريك المؤسِّس جاد بري.
الاستمتاع في دبي إلى أقصى حدّ
انطلق موقع "جايم بلاي سبورت" فعليًا منذ عامَين تقريباً، لمساعدة الأفراد على استكشاف النشاطات الخارجية الجديدة والرياضات في دبي، ودفعهم إلى التعامل مع مقدّمي الخدمات بشكلٍ منتظمٍ في وقتٍ لاحق، ويقول برّي عنه: "إننا نجمع كلّ ما يحدث في دبي." وبالنسبة إلى الخصومات، يشير إلى أنّهم لا يرغبون في تقديمها، "فهي تولدّ المشاكل،" لافتاً إلى تجربةٍ محبطة مرّ بها بعد أن اشترى صفقةً من أحد مواقع الصفقات اليومية.
وبعدما عرض بري مشروعه الجديد على غزوان حمدان الذي كان قد شارك في تأسيس موقع "ريسترونوت" Restronaut.com، وهو منصّة اجتماعية لتناول الطعام تربط الأفراد بمجموعة متنوّعة من المطاعم، انضمّ حمدان إلى بري في منصب المدير الإبداعي.
يقدّم موقع "جايم بلاي سبورت" للمستخدِمين مجموعةً متنوّعةً من النشاطات، بدءاً من صفوف اليوجا واللياقة البدنية، مروراً بدوراتٍ في التزلّج، وصولًا إلى صيد الأسماك والملاكمة ورقص الباليه... وفي حال رغب العميل في استبدال العرض، يستطيع الاتّصال بالتاجر مباشرةً من دون العودة إلى الموقع. كما يمكن للمستخدِمين أيضاً الاطّلاع على النشاطات الجديدة التي ستبدأ في الساعات القادمة.
ولم يتمكّن بري حتّى اليوم من إحصاء عدد المستخدِمين الذين يشترون الصفقات بعد الاطّلاع عليها من خلال الموقع، إلّا أنّه ينوي إضافة خاصّيةٍ كهذه في وقتٍ قريب.
من اليسار إلى اليمين: الشريكان المؤسِّسان غزوان حمدان وجاد بري
أين هي الأموال؟
لم يجنِ الموقع أموالًا بعد، فهو يسمح للعملاء بالاطّلاع عليه ولمقدّمي الخدمات بعرض نشاطاتهم والترويج لها، بشكلٍ مجاني. بالإضافة إلى أنّ بري وحمدان لا يزالان في طور جمع ردود فعل مستخدِمي الموقع التجريبي والأندية التي تمّ التعامل معها. "كنّا بحاجة إلى التحقّق من صحّة فكرتنا فجاءَت ردود الفعل إيجابيةً،" على حدّ قول بري الذي يضيف أنّ "التعليقات كانت مفيدةً لنا. لقد أشار بعضها إلى أنّ الموقع لا يناسب كثيراً الهواتف المحمولة، لذلك عملنا لكي يتناسب الموقع مع الشاشات بكافة أنواعها."
وبسبب اعتماد الفريق على سياسة الحدّ من النفقات والاستفادة القصوى من الموارد منذ البداية، يعمل موقع "جايم بلاي سبورت" من "حاضنة واحة السيليكون" Silicon Oasis Founder الذي تتّخذ من دبي مقرّاً لها، وهو قد تلقى مؤخّراً استثماراً تأسيسياً منها. ويقول مدير الحاضنة السيد هانز كريستنسن عن هذا الموقع: "إنّ ‘جايم بلاي سبورت‘ يجعل من الحياة أبسط وأكثر صحّةً ومتعةً بالنسبة إلى المقيمين في دبي. نحن نرى أنّ مثل هذه الحلول الذكية هي المستقبل، ونرغب في دعمها وفي بناء شراكةٍ معها على المدى الطويل."
ورغم رفض بري الكشف عن قيمة الاستثمار، إلاّ أنّه أفصح عن خطط شركته الناشئة في المستقبل: "نعمل على إطلاق نموذج اشتراكاتٍ جديد يسمح للمستخدِمين بالتعامل مع عددٍ أكبر من الأندية، والمشاركة في عددٍ أكبر من النشاطات." أمّا بالنسبة إلى الكلفة، فسيتمّ تقاسمها مع مقدّمي الخدمات.
وفي محاولةٍ لتوضيح المنفعة التي سيأتي بها هذا النموذج الجديد للأندية والقاعات الرياضية، يقدّم بري مثالاً عن ملعب القفز المغلق "باونس" Bounce، حيث يشير إلى أنّ "الجميع يذهبون إلى هناك ليجرّبوه مرةّ ثمّ يعودون إليه بعد عامٍ ربما. أمّا من خلال نموذج الاشتراكات الجديد، فسيتمكّن العملاء من دفع مبلغٍ محدّدٍ شهرياً وزيارة هذا المكان بانتظام."
يشير الشريك المؤسِّس أيضاً إلى إمكانية تطوير تطبيقٍ للهواتف المحمولة يتناسب مع مختلف أنظمة التشغيل، في حين يبدو مستقبل "جايم بلاي سبورت" واعداً بفضل تعامله مع أكثر من 362 نادياً وأكثر من 55 رياضةً و1,218 نشاطاً. ولكن لإقناع المزيد من الأندية بالانضمام، لا بدّ من وضع نظامٍ لإحصاء عدد العملاء الذين ينضمّون إلى الأندية من خلال المنصّة. بالإضافة إلى ذلك، على الفريق إنفاق المزيد من الأموال على التسويق لرفع عدد الزيارات للموقع الذي يشهد "زيادةً بطيئةً في عدد الزيارات لأنّنا لم نقُم بأيّ نشاطٍ تسويقيٍّ حتى اليوم،" حسب ما يشير بري.