'تعريفة' لبرامج الولاء تسعى لثورةٍ في تجربة العملاء
مؤسِّسا "تعريفة" اسماعيل عيسى في المقدمة، ومصطفى خليفة. (الصور من "تعريفة")
وُلدت فكرة تطبيق الهواتف "تعريفة" Tarifah في الإمارات العربية المتّحدة، منذ عامٍ ونصف، كمنصّة إشراكٍ للعملاء وبرنامجٍ للولاء.
شركة "تعريفة" التي يعني اسمها في العربية "مبلغاً صغيراً من المال"، تهدف إلى تقديم تجربة تسويقٍ مصمَّمةٍ بالاستناد إلى سلوك العميل وموقعه وتاريخ مشترياته. وقد أبرَمَ المؤسِّسان الشريكان، إسماعيل عيسى ومصطفى خليفة، شراكةً مع "جوجل" Google و"سامسونج" Samsung للنفاذ إلى تحاليل متقدّمةٍ لبيانات المستهلِكين من خلال تقنيّتهما السحابية. وهذه المعلومات يمكن أن تكون قيِّمةً جدّاً بالنسبة لأصحاب الأعمال التجارية الذين يسعون إلى تزويد العملاء بحسوماتٍ مستهدفة وعروض ذات صلة بسلوكهم.
فازت الشركة الناشئة بجائزة "سامسونج" في مبادرتها "إنطلق" Samsung Launching People لعام 2014 في منطقة الخليج، في الإمارات العربية المتحدة، ما أكسب المؤسِّسان إعلاناً خاصّاً بهما على التلفزيون لإظهار كيف يحوّلان أفكارهما المبتكرة إلى حقيقةٍ باستخدام تقنيات "سامسونج". ومنذ ذلك الحين، توسّعت المنصّة إلى القاهرة "حيث ساهمَت فكرة إضفاء لمسة شخصية وتقديم معاملة فاخرة للعميل في إيجاد تجربة تسوّقٍ مصمّمةٍ حسب الطلب لتلائم العملاء"، وفقاً لخليفة.
كيف تعمل هذه الخدمة؟
تطبيق "تعريفة" الذي يمكن تنزيله من متجر تطبيقات "آبل" Apple أو "أندرويد" Android، يبيّن للمستخدِمين كيفية استكشاف العلامات التجارية وتوفير المال والاطّلاع على العروضات المخصّصة. كما أنّه يتتبع سلوك المستخدِم في التسويق وعاداته الشرائية، من خلال ملفّ العملاء وعبر الاتّصال بحسابه على "فيسبوك".
وعبر تزويدهم بعروضاتٍ فريدة، تهدف الشركة إلى زيادة معدّلات الاحتفاظ بالعملاء ودفع عملاء جدد إلى المتاجر. وهذه العروضات والحملات بدورها، يمكن أن تستهدف فئاتٍ سكّانيةً أو مواقع معينة، ما يجعلها التطبيق الوحيد الذي يحتاجه المتسوّقون؛ يمكن لـ"تعريفة" مثلاً أن تُعلِم المستخدم الذي يريد احتساء فنجان قهوةٍ مثلاً عن كافّة المقاهي في المنطقة التي تقدّم عروضاً على القهوة.
سوق برامج الولاء تتّسع حول العالم
وفقاً لـ"أيميا"
Aimia، الشركة العالمية لتحاليل برامج الولاء، فإنّ قيمة سوق
برامج الولاء العالمية لعام 2015 تُقدَّر بأكثر من 100 مليار دولار،
وتشهد زيادةً في الطلب مع قدوم جيلٍ جديدٍ من المستهلِكين الشباب. وفي
هذا السياق، مع أكثر من ألفَي تنزيلٍ و70 علامة تجارية محلّية ودولية
تتعاون مع "تعريفة"، فإنّ الشركة، بحسب رئيسها التنفيذيّ، عيسى، تهدف
إلى الاستحواذ على نسبةٍ تتراوح بين 2 إلى 3% فقط من سوق الخليج التي
تبلغ قيمتها 150 مليون دولار على مرّ السنوات الثلاث القادمة. ويقول
إنّه عبر استخدام التقنية السحابية، بإمكان التطبيق أن يقدّم تحاليل
في الوقت الحقيقيّ تسمح لتجّار التجزئة أن يقيّموا التركيبة السكّانية
للمستهلكين وسلوكهم، وأن يصمّموا تجربتهم التسوّقية على هذا الأساس.
وعندما سُئل المؤسِّسان عن أثر التقنية السحابية في التطبيق، كشفا
أنّها تسمح بالتوسّع كما أنّها تخّفض التكاليف التشغيلية، وبالتالي لن
يضطرّ المؤسِّسان إلى رفع مستوى خوادمهم مع ازياد عدد تنزيلات
التطبيق. ويضيفا أنّ المنصّة السحابية لطالما كانت خيارهما، وأنّ
"سامسونج" و"جوجل" حققتا ذلك لهما.
مؤسِّسا "تعريفة" في فعالية للشركات الناشئة.
أمّا بالنسبة إلى المستهلكين الذين تهمّهم مسألة أمن معلوماتهم الشخصية المخزّنة في السحابة، أشار عيسى إلى أنّ أمن المستهلِك لطالما كان من أبرز أولويات الشركة. فمنذ يومها الأوّل، عملَت على تشفير كافّة المعلومات، سواء من جانب المستخدِم أو الخادم، ويقول إنّه مع تقدم التقنية السحابية، سوف تصبح السحابة أكثر أمناً من الكثير من الخوادم.
نظرة على ما ينتظر الشركة
تخضع "تعريفة" الآن لتغيراتٍ كبيرةٍ بما فيها تصميم جديد وواجهة جديدة. وبمساعدة مستشارٍ للجدوى، سوف يتمّ تعديل الواجهة لتلائم حركة عين المستخدِم العادي وحركة أصابعه أكثر، ما يجعل التطبيق سهل الاستعمال. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على شراكاتٍ أخرى تأمل أن تعلن عنها في الأشهر القادمة، كما أنّها تحاول استخدام تقنية الولاء للسماح لعلاماتٍ تجاريةٍ عالميةٍ بتطوير منصّات ولائها ولوحاتها الخاصّة، بدلاً من إنشائها من الصفر. وأخيراً، سوف يتّسع التطبيق ليشمل بلدَين جديدَين في الخليج، لم يتمّ الإفصاح عنهما، بحلول نهاية العام. وفي غضون ذلك، لا تهدف "تعريفة" لأن تصبح فاعلةً في سوق برامج الولاء فحسب، بل أن تروّج لنفسها على أنّها أداةٌ تسويقية للعلامات التجارية أيضاً.
وفي الختام، قال عيسى إنّ "برامج الولاء ما زالت ضرورةً للعلامات التجارية كي تبقى مسيطرةً على المنافسة، غير أنّ العامل الرئيسيّ يكمن في دمج هذه البرامج بشكلٍ سلسٍ مع عمليات التعقّب والتحاليل والقدرة على التفاعل في الوقت الحقيقيّ، لتكوين صورة شاملة عن سلوك المستهلِك تجاه العلامة التجارية، وهذا ما تقوم به ‘تعريفة‘."