تطبيق يثقف الأطفال ويسليهم عبر دمج الألعاب التقليدية بالتكنولوجيا
هل تريد التعرّف إلى "باتريك الحصان"، أو "بابلو البطريق الطائر"، أو "ريكي الأرنب"، أو "باغسي الحشرة"؟ لن يكون عليك قريباً إلّا تحميل تطبيق "كولور باغ" Colorbug، لتستمتع بمغامرةٍ ملوّنةٍ وتعليمية مع هذه الحيوانات.
خلال أيام معدودة، ستُطلِق الشركة الناشئة "بيكسل باغ" Pixelbug تطبيقَ "كولور باغ"، باللغتين العربية والإنجليزية، على "آيتونز" iTunes أوّلاً ثمّ "بلاي ستور" Play Store، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات. وعن هذا الأمر، يشرح لنا المؤسِّس والشريك الإداري، داني عيد، أنّ "كولور باغ" هو تطبيقٌ تعليميٌّ وترفيهيّ يعتمد على الواقع المعزّز augmented reality لإحياء القصص والرسوم بطريقةٍ سحرية .
ويخبرنا أيضاً، أنّ "بيكسل باغ" اعتمدَت منذ تأسيسها عام 2012 على إنجاز المشاريع لقاعدةٍ واسعةٍ من الزبائن، لاسيما الشركات المتعدّدة الجنسيات على غرار "نستله" Nestle و"سوني" Sony و"ليغو" LEGO و"بروكتر أند غامبل" Procter & Gamble. ولكنّها طالما كانَت تريد تغيير محور عمل الشركة نحو تصميم وإنتاج المنتَجات الخاصّة بها، لأسباب توسّعية. ويضيف أنّ الشركة الناشئة تعلّمَت الكثير من هذه المشاريع وتريد مواصلتها إلّا أنّها، بعد فهم السوق وحاجاته ومطالبه، توصّلَت إلى تصميم "كولور باغ".
الواقع المعزّز بدقّةٍ فائقة
يتّفق الشركاء الثلاثة، إيلي وداني ودنيس، على أنّ اعتماد تقنية الواقع المعزّز وتطويرها هو أبرز ما يميّز هذا التطبيق الجديد. وفي حين يقول دنيس، "طوّرنا تقنية التعرّف إلى الأنماط بسرعةٍ كبيرة،" يشدّد إيلي على أنّ التطبيق، من الألف الى الياء، تمّ تطويره داخل الشركة من قبل فريق "بيكسل باغ".
ولا شكّ أنّ اختبار التطبيق أفضل من أيّ كلام! إذ خلال لقائنا، أتيحَت لنا فرصة القيام لذلك. وتبدأ اللعب أوّلاً باختيار واحدةٍ من "صفحات الرسوم" stencils التي طوّرها المصمِّمون ومن ثمّ تبدأ بالتلوين. وحالما تنتهي، تركّز كاميرا الجهاز اللوحي على الرسمة التي تصبح، على الفور، مفعمةً بالحياة. فيظهر الرسم والألوان التي اخترتَها على الجهاز مع الموسيقى وصوت "باغزي" (الشخصية الرئيسية) الذي يُخبرك قصّة الرسم. فإذا اخترتَ، على سبيل المثال، "بابلو البطريق الطائر"، ستتعرّف على حياته وحقائق أخرى خاصّةٍ بعالمه. ويشرح لنا دنيس أنّ "التقنية العالية الدقّة وسرعة للواقع المعزز يسمحان للجهاز بالتعرّف الى الرسم أو اليد حتّى عندما تتحرّك."
حتّى الآن، طوّر فريق العمل 8 صفحات رسومٍ مختلفة المواضيع، ويستعدّون لإطلاق 5 رسوم جديدة. ويشير إيلي هنا، إلى أنّه "حالما تقوم بتحميل التطبيق، تستطيع اختيار الرسوم وطباعتها قدر ما تشاء واستخدام أيّ أنواع أقلامٍ للتلوين."
أما في ما يتعلّق بمواضيع هذه الرسوم، يشرح لنا داني أنّ بعضها أكثر تعليميةً، بينما يركّز البعض الأخرى على الترفيه. ويضيف أنّه "لدينا أيضاً رسوم نطلق عليها لقب ‘الرسوم الإعلانية‘ sponsored stencils، وذلك ضمن الخدمات التي تقدّمها ‘بيكسل باغ‘ لشركةٍ أخرى B2B. ويشرح الأمر قائلاً، "نتعاون مع شركاتٍ أو علاماٍت تجاريةٍ ونطوّر لها رسوماً معينةً لجمهورٍ مستهدَف. تعود ملكية هذا الرسم للشركات، إلّا أنّها تستخدمه من خلال منصّتنا. فعلى سبيل المثال، قمنا بذلك بمناسبة إطلاق حديقة المشرف المركزية في أبوظبي واستمتع الجميع، حتّى الكبار والراشدين، بالتلوين والتطبيق."
في الوقت الذي ستشكّل الـ"رسوم الإعلانية" فيه إحدى الوسائل لجني الأموال عبر تطبيق "كولور باغ"، سيوفّر هذا الأخير خيار شراء مجموعاتٍ من الرسوم داخل التطبيق. ويشرح لنا إيلي أنّ بعض الرسوم ستكون متوفّرةً مجّاناً، إلّا أنّ رسوماً أخرى، على غرار البنى الهندسية الشهيرة كبرج إيفل أو برج خليفة أو حتّى الرسوم عن علوم الفلك أو الأحياء، ستكون مدفوعة.
ومن أجل جذب المستخدِمين، يقوم فريق العمل بحملةٍ ميدانيةٍ واسعةٍ عبر المشاركة في العديد من الفعاليات، على غرار فعالية "ميدل إيست فيلم أند كومي كون" Middleeast Film & Comi Con الأخيرة، حيث شاركوا مع جمعية "سوبر هوب" Super Hope في حملة توعيةٍ عن السرطان وساعدوا في جمع التبرّعات بفضل تقنية الواقع المعزّز، بالإضافة إلى "يوم المبتكر" في أبوظبي وغيرها من الفعاليات. كما يستهدف فريق العمل المدارس، من خلال المشاركة في "مايكر داي" Maker Day الذي تنظّمه مدارس "جيمس" GEMS في دبي، على سبيل المثال.
ويضيف داني أنّهم يلجأون أيضاً إلى شراكاتٍ مع شركات العلاقات العامّة، للنفاذ إلى أكبر عددٍ من الأشخاص، بالإضافة إلى الاهتمام حالياً أكثر بالتسويق عبر "فايسبوك". ويشرح لنا إيلي، أنّ الاهتمام بـ"فايسبوك" يعود "لأنّك تستطيع تجزأه الجمهور المستهدَف وأن تكون محدّداً جدّاً. على سبيل المثال، تختار استهداف الأهل الذين لديهم أولاد بين 4 و10 سنوات في الإمارات العربية المتّحدة والذين يهتمّون بالفنّ والتعليم الإلكتروني.."
مشاركات وخبرة مكتسبة
المشاريع التي قامَت بها "بيكسل باغ" في مجال ريادة الأعمال، ومشاركتها في العديد من الفعاليات، أكسبتها الكثير من الخبرة وعلّمتها العديد من الدروس. فقد أُشيد بعمل الشركة الناشئة خلال جوائز المشاريع الصغيرة والمتوسط SME AWARDS عام 2013، وفازَت بالمرتبة الأولى عن فئة الإمارات العربية المتّحدة في مسابقة "غيت إن ذي رينغ" Get in the Ring عام 2014، ووَصَلَت الشركة عبر تطبيق "كولور باغ" إلى نصف النهائيات في مسابقة MIT لريادة الأعمال هذا العام، التي يُعلن عن الفائزين فيها في 20 الشهر الجاري. وتعليقاً على هذا الأمر، يقول إيلي إنّ هذا النوع من الفعاليات يجعل الجمهور يكتشف أعمال الشركة الناشئة، بالإضافة إلى أنّنا نتعلّم من ورش العمل وخبرة الأشخاص المشاركين.
خبرة "بيكسل باغ" هذه لم تلغِ التحدّيات عند تصميم تطبيق "كولور باغ"، ولاسيما من الناحية التقنية. ويقول دنيس، إنّه "عندما وُلدَت الفكرة، كنا نتساءل ما إذا يمكن تنفيذها. صمّمنا أوّلاً شخصيةً مضحكةً وسخيفةً جدّاً، ثم بدأَتْ أجزاء الأحجية تترابط فيما بينها، وبدأنا التطوير من الصفر من دون إغفال أنّ المحتوى كان تحدّياً كبيراً لأنّنا أردناه جذّاباً لأكبر عددٍ من الأطفال. كما يشير داني إلى الصعوبة والوقت الذي احتاجه الفريق للتأقلم مع تغيير محور الشركة والاستراتيجية المختلفة، وإلى الحرص على القيام بهذه النقلة بسلاسةٍ، لاسيّما مع الحاجة إلى توظيف المزيد من الأشخاص للانضمام إلى فريق العمل.
لا شكّ أنّ توفّر تطبيق "كولور باغ" وتجربته من قبل المستخدِمين وردود أفعالهم، سيكون أمراً كفيلاً لقياس نجاح التطبيق من عدمه، وما إذا كان بحاجةٍ إلى بعض التعديلات. زلكن يبقى مؤكّداً أنّ "كولور باغ" تسدّ ثغرةً كبيرةً في سوق المحتوى الخاصّ بالأطفال الذي لم ينضج بعد، إلّا أنّه يوفّر الكثير من الفرص. تضمّ السوق 100 مليون طفلٍ دون 15 من العمر في الشرق الأوسط، حسبما يشدّد كلٌّ من إيلي وداني، ويبلغ حجم التعليم الإلكتروني على المحمول نصف مليار دولار في المنطقة في حين يصل إلى 5 مليارات دولار على المستوى العالمي. كما يضيفان أنّ 30% من أطفال دول مجلس التعاون الخليجي يمضون وقتهم على ألعابٍ لا تشجع خيالهم. وحتّى الأبحاث العالمية تشير إلى أنّ أطفال اليوم لا يطوّرون، بشكلٍ صحيح، مهاراتهم الحركية بسبب الاستعمال المفرِط للتكنولوجيا. ولهذا السبب، قد يكون "كولور باغ" الذي يجمع بين الألعاب التقليدية والتكنولوجيا أحدَ الحلول لتعليم الأطفال وتسليتهم في آنٍ واحد.