ريادية أردنية تبتكر طريقةً جديدةً للحصول على وظيفةٍ في شركة عالمية
لطالما أرادَت نينا مفلح أن تعمل لدى "إر بي أن بي" Airbnb، ولكن كما غيرها من آلاف الأشخاص، عندما بدأت بسعيها لذلك سرعان ما وجدَت أنّ الطلبات والاتّصالات مع الشركة تختفي دون أثر. بعد ذلك، أدركَت أنّ عليها اتّباع مسارٍ مختلفٍ.
بدأ الأمر بتغريدة على "تويتر"
كل شيءٍ بدأ قبلٍ عام، بعد لقاءٍ على موقع "تويتر" Twitter مع الرئيس التنفيذيّ للتسويق في شركة "إر بي إن بي"، جوناثان ميلدنهال، الذي عُيِّن حديثاً.
@ninamufleh my
email is mildenhall@mac.com - send me your best you. ;)
— Jonathan Mildenhall (@Mildenhall) May 7,
2014
لقد تجاوب ميلدنهال معها وبدَت متحمّسةً جدّاً لذلك، ولم تلبث أن أرسلت اقتراحاً كان تؤمن أنّه سيكون بارزاً: "تابعتُ هذا الأمر مع إنشائي لبيانٍ صحفيٍّ وهميٍّ بدلاً من السيرة الذاتية،" على حدّ قول مفلح في حديثٍ مع "ومضة" عبر "سكايب" Skype من سان فرانسيسكو. وتتابع قائلةً، "ردّ على بياناتي والطريقة التي قدّمتها به بالقول ‘برافو‘... ولكن بعد ذلك انتهت المحادثة."
البيان الصحفيّ الزائف الذي كتبته مفلح، وتعلن فيه عن توظيفها مع "إر بي أن بي".
ليس معجباً بك؟
"بسبب العدد الهائل لطلبات التوظيف، فهمتُ أنّ الأمر سيكون بمثابة التحدّي، حيث من بين كلّ 500 طلبٍ يتمّ اختيار واحدٍ للجولة النهائية. إنّ التحدّي يكمن في البروز إذاً،" تقول مفلح التي كانت تسعى لصيد وظيفةٍ في هذه الشركة.
قد يظنّ البعض أنّ مفلح لم تبرز إلّا مؤخّراً، ولكنّها قبل أن تنتقل إلى الولايات المتّحدة في أيّار/مايو من العام الماضي، كانت تعمل كاختصاصيةٍ في التسويق والتواصل لدي الملكة رانيا في الأردن، كما عملَت بعد ذلك في شركتها الناشئة "ذا أونلاين بروجكت" The Online Project (حيث مع هذه الشركة TOP، كانت على ارتباطٍ مع "ومضة" للعمل في قسم وسائل التواصل الاجتماعي). وبعدما أتيحَت الفرصة أمامها للخروج، قرّرَت السفر "واتّخاذ الخطوة التالية."
إنّ عمل مفلح كاستشاريةٍ بدوامٍ حرّ في الوقت الذي كانت تحاول فيه الدخول إلى "إر بي أن بي"، جعلها تبدو وكأنّها عاشقةٌ لا تريد التخلّي عن ‘حبيبها‘. وفي هذا الصدد تشير إلى أنّ فريق التسويق لدى هذه الشركة كان يستجيب دوماً لتفاعلاتها معه، وتقول "إنّهم رائعون، ولطالما كانوا يردّون عليّ بعباراتٍ رائعة مثل ‘أنتِ من الأشخاص الذين نتمنّى الحصول عليهم،‘ ولكنّ هذا لم يُترجَم إلى لقاءٍ جدّيّ."
هل كانت لعبة قدَر؟
"بعدما انتقلتُ إلى سان فرانسيسكو، بدأتُ أقوم باستضافة أشخاصٍ لديّ للحصول على فهمٍ أفضل لكامل تجربة شركة ‘إر بي إن بي‘،" كما تقول مفلح التي ساعدها هذا المكان في التفاعل أكثر مع المدير التنفيذيّ للتسويق CMO، بعدما بدا الأمر سابقاً بعيد المنال.
تضيف مفلح قائلةً، "لقد حصلتُ على طلبٍ من المدير التنفيذيّ للتسويق في ‘إر بي أن بي‘ لاستضافة عائلةٍ كانَت تقوم بزيارةٍ للمكان. كان الأمر لي بمثابة اكتشافٍ جديد." ولكنّ هذه الريادية تعود وتذكر أنّ "المدير كان من بينهم، ولم أكن أعلم بذلك بطبيعة الحال، ولكنّني عرفتُ مع الوقت. وفي تلك الأثناء، كنتُ قد حجزتُ بدوري في مكانٍ آخر، ولم ألتقِ به في ذلك الوقت." إذاً، وبالرغم من التعليقات الممتازة التي تركها المدير التنفيذيّ للتسويق على ملفّ مفلح، إلّا أنّه لا لقاء بينهما بعد.
إثر ذلك، وصل الأمر إلى مرحلةٍ دفعَت شقيقتها لتعمل على إقناعها بـ"ترك هذه الشركة والعثور على واحدةٍ أخرى،" ولكنّ مفلح أرادَت المحاولة للمرّة الأخيرة.
أمّا النهج الذي اتّبعَته ‘للمرّة الأخيرة‘ كان عبارةً عن موقعٍ مخصّصٍ لقضيّتهامع "إر بي أن بي"، حمل عنوان nina4airbnb.com، وتمكّن من جذب انتباه الإدارة في شركة "إير بي إن بي".
Ok. You floored me with this brilliance. We'll set something up
for us to meet. I love your smarts. Very much. https://t.co/EaIwOHSywo
— Jonathan Mildenhall (@Mildenhall) April
21, 2015
عمدَت مفلح إلى إنشاء تقريرٍ حول كيف يمكن لشركة اكتشاف الإقامات والاستضافة هذه أن تعزّز حضورها في الشرق الأوسط، وأبرزَت جوانب في العالم العربي شعرَت أنّه يمكن لـ"إر بي أن بي" الاستفادة منها، مثل ثقافة الاستضافة الموجودة فعلياً في المنطقة، وعدد الفعاليات والأحداث الكبير في السنوات القادمة بما فيها كأس العالم في قطر والمهرجانات المختلفة التي تزيد الطلب والحاجة إلى المساكن.
تريد مفلح مساعدة "إر بي أن بي" على تعزيز انتشارها.
قامَت شركة "إر بي أن بي" بلقاء مفلح أخيراً. وتقول هذه الريادية العربية بعد الحديث إلى "ومضة"، إنّ المقابلة سارَت على ما يرام، "وسيتبعها لقاءاتٌ أخرى تمّ تحديد مواعيد لها."
هل نحن أمام نهجٍ رياديٍّ جديدٍ في إنشاء السيَر الذاتية والحصول على وظيفة إذاً؟ شاركونا آراءكم عن هذا الأمر في قسم التعليقات أدناه.