كيف تجعل أوّل 30 ثانية من عرضك مميّزاً؟
ملاحظة: قبل بضعة أسابيع، قام ربيع الخضر من "ستانداب كومينيكايشن" Standup Communication بتقديم نصائحه حول كيفية طرح الأفكار في أقلّ من دقيقةٍ واحدة. والآن يقدّم نصائح جديدة حول تخفيض الوقت الذي تعرض فيه فكرتك إلى أقلّ من ذلك، بثلاثين ثانيةٍ فقط! لتتعلّم ذلك، اقرأ هذه الخطوات أدناه.
بصفتي مؤسِّس "ستانداب كومينيكايشن"، فقد كان من دواعي سروري تقديم ورشة عملٍ حول عرض الأفكار المتعلّقة بالأعمال، كشريكٍ لـ"ومضة" في "بيتش كوتشينج" Pitch coaching في فعالية "مكس أن منتور دبي" Mix N’ Mentor Dubai. وهذه الورشة لم تلبث أن أقنعتني مرّةً أخرى بالأهمّية التي يمتلكها الوقت لثلاثين ثانية.
ليس مصادفةً أن تكون مدّة الإعلان التلفزيوني النموذجيّ هي 30 ثانيةً، فلطالما استخدم المعلنون والمروّجون هذه المدّة الزمنية السحرية لعقود، بهدف حثّ المستهلكين على شراء المنتَجات والخدمات. مجموعة "ستاتيستيك براين" Statistic Brain التي تهتمّ كثيراً بالأرقام، ذهبت إلى حدّ القول أنّ متوسّط مدّة انتباه الإنسان في 2013 بلغ ثمانيَ ثوانٍ فقط. وها نحن نتحدّث عن معركةٍ شاقّةٍ نخوضها لإيصال فكرتنا في دقيقةٍ واحدةٍ، أو حتّى 30 ثانية!
الرغبة في التوقف عن الاستماع
عرض الأفكار المتعلّقة بالأعمال هي أقصى يمكن عمله في عملية الجذب، فهي ترتبط بالتواصل مع قلوب وعقول الأفراد من التفكير نفسه. وسواءً اهتمّ المستثمرون بالبحث عن الكسب المالي، وشركاء الأعمال بالبحث عن الإلهام، وممثّلو وسائل الإعلام بالبحث عن القصّة، فالأهمّ في أيّ عرضٍ للأفكار أن تجعل الناس مهتمّين بما تقول.
وبما أنّ الثواني الثلاثين الأولى من عملية عرض الأفكار هي الأهمّ في أدائك كلّه، فأنت لا تستطيع أن تضيع وقتك الثمين في عملية الإحماء. لماذا؟ لأنّه بعدما تبدأ للتوّ، من المرجّح أن يفقد الجمهور اهتمامه، شئتَ ذلك أم أبيت.
لا تأخذ الأمر على محملٍ شخصيٍّ، فذلك أصبح حقيقةً معروفةً في عصر تعدّد المهام والدفق الزائد للمعلومات والتصفّح على عدّة شاشات. وخطابك أمام الجمهور، يجب أن يكون سريعاً وحادّاً كالفأس، حيث ستدرك عندها أهمّية الرقم ‘30‘ السحريّ.
إذاً كيف تضمن بدايةً ممتازةً لعرض الأفكار الخاصّة بالأعمال؟
المشكلة تقودنا إلى الحلّ
في ورشة العمل التي أقامتها "ومضة" خلال "ميكس أن منتور" عن عرض الأفكار، طلبتُ من المشاركين أن يصفوا أعمالهم بجملةٍ واحدة وليس في فقرة. كما ليس في سلسلةٍ من الجمل المتتابعة، بل في جملةٍ واحدةٍ متماسكةٍ وبسيطة. هذا ما أحبّ أن أسمّيه ‘بيان تعريف‘، الذي يعرّف عملَك كحلٍّ لمشكلةٍ ما. وهذا البيان يجب أن يمثّل أيضاً نهاية الثواني الثلاثين التي تفتتح فيها عرض الأفكار الخاصّ بك.
ينبغي لما سبق أن يشكّل إفصاحاً خلّاقاً عن مشكلةٍ ما، يمكن أن تؤثّر بمجموعةٍ كبيرةٍ من الناس أو أن تؤثّر عليك شخصياً، وإلّا ما كنتَ لتصبح رائد أعمال. إذاً فالثلاثون ثانيةً الأولى من عرض الأفكار الخاصّ بك يجب أن تأخذ بعين الاعتبار سلسةً منطقيةً مثيرةً للفضول من الحقائق والمداخلات ربّما، ولكن ستكون جميعها تعبّر عن مشكلةٍ في حاجةٍ ماسّةٍ إلى حلٍّ ما.
زيادة حجم التأثير
بعدما تكتشف الحلّ (مشروعك أو فكرتك) من خلال بيان التعريف الخاصّ بك، تأكّد من استخدام كلماتٍ قويّةٍ ومؤثّرة. فالعبارات غير التي لا تحمل معانٍ غنيّة مثل "عظيم" و"رائع" لن تفيدك بشيء، ولهذا استخدم النعوت والصفات الوصفيّة والثاقبة. وعلى سبيل المثال، بدلاً من القول "منتَجٌ عظيمٌ سيستخدمه كلّ الناس،" يمكن لجملةٍ مثل "تطبيق سهل الاستخدام يبسّط التسوّق عبر الإنترنت" أن تحمل في طيّاتها معانٍ أكثر وأن يكون لها تأثيرٌ أكبر.
إذا كانت بداية عرض الأفكار معدّةً بإتقانٍ، فهذا يعني أنّها إقلاعٌ موفّقٌ: ستصل إلى الارتفاع الأنسب للرحلة في أيّ وقتٍ من الأوقات، كما ستشعر أنّك أكثر سيطرةً وثقةً. وإذا تلعثمت في أوّل ثلاثين ثانيةً فأنا أعدك بأنّك ستواجه طريقاً وعراً، لذلك تدرّب جيّداً وبشكلٍ جدّي على تكرار السطور الأولى.
يجب أن تنال استحسان الجمهور حتى يمكنك الاستمرار في كسب الانتباه.
دروسٌ من "ميكس أن منتور"
وفيما يلي سأترككم مع بعض النصائح العملية، التي شارك في تقديمها الحضور الرائعون الذين شاركوا في ورشة العمل التي قدّمتها عن عرض الأفكار خلال "ميكس أن منتور".
- أدخل مباشرةً في صلب الموضوع: تجنّب التقديم لما تريد قَوله، وقُله مباشرةً. فبدلاً من القول "أريد أن أبدأ أولاً بإخباركم قصّةً شخصيةً،" قُل "منذ ثلاث سنوات، خسرتُ صديقاً عزيزاً،" وسترى كيف سيتعلّق الجمهور بك فوراً.
- اجعل الاتّصال سريعاً: الحديث مطوّلاً عن المشكلة سيتعب الجمهور ربّما. لذلك احرص على اتّباع نهجٍ قويٍّ لمشكلتك مع سلسةٍ متتاليةٍ من النقاط، لأنّ هذا ما سيؤمّن انتقالاً أسرع لبيان التعريف الخاصّ بك في نهاية الثواني الثلاثين الأولى.
- استمتع بما ستقوله: إنّ اللحظة التي ستقول فيها بيان التعريف الخاصّ بك يمكن أن تكون المرحلة الأهمّ خلال طرحك للأفكار. خُذ وقتك في الكشف عنه، وتأكّد من أنّك تقيم لكلٍّ كلمةٍ وزنها. هل تعتقد أنّ تطبيقك "ثوريّ"؟ إذاً دعني أشعر بهذه الثورة عندما تقول ذلك.
وفي الختام، لا بدّ من القول أنّ عرض الفكرة الخاصّة بعملك يمكن أن يشكّل بوّابةً نحو النجاح المهنيّ والماليّ. وسعياً للوصول إلى هذه النهاية، يجب عليك إتقان الثلاثين ثانيةً الأولى.
استعدّ، حدّد ما تريد، وانطلق!