ما السبيل لتوسيع البيئة الحاضنة للألعاب الالكترونية في الأردن؟
من اليسار إلى اليمين: مدير الجلسة والرئيس التنفيذي لزين، أحمد هنانده، أليسون كيلي، جريج ميتشال، جافين جولدن ورشاد صدّي
قامت شركة " زين الأردن" Zain Jordan، بالتعاون مع "جايمنغ تاسك فورس الأردن" Jordan Gaming Task Force، بجمع عددٍ من الخبراء في مجالاتٍ متعدّدة، من أجل ندوة "الألعاب نحو أردن مزدهر" كجزءٍ من سلسلة محاضري "ثينك زينك" Think ZINC. وما ساعدها على في ذلك، تدفّق القادة الدوليين في مجال الألعاب الإلكترونية إلى البلاد، لحضور “قمّة الأردن للألعاب الإلكترونية" نهاية الأسبوع الماضي.
أقيمت هذه الفعالية في مساحة زين للإبداع (زنك) Zain Innovation Campus ZINC التي افتُتِحت مؤخراً بإدارة الرئيس التنفيذي لشركة "زين"، أحمد هنانده. وشهدت العديد من المتحدثين، فكان منهم مدير علوم السينما والفيديو في "إيبيك جايمز" Epic Games, Inc، جريج ميتشل، والرسّام الرئيسي للشخصيات الخيالية في "إنزومنياك جايمز" Insomniac Games، جافن جولدن. بالإضافة إلى مستشار تطبيقات المحمول في جوجل، رشاد الصدّي، ومستشار تطوير محتوى وسائل الإعلام، أليسون كيلي.
وبالرغم من سوء الطقس في عمّان، شهدت المناقشة مشاركةً كثيفة. أمّا موضوعها الرئيسي، فكان حول امتلاك الأردن بشكل خاص والمنطقة بشكل عام لإمكاناتٍ مشروعة، تخوّلها لأن تكون بارزةً في مجال الألعاب الإلكترونية العالمية. ولكن هناك العديد من الخطوات والعمليات التي يحتاج القطاع إلى تطبيقها، لتحقيق النضوج وكسب انتباه المستثمرين والمطوّرين واللاعبين من خارج المنطقة.
ووفقاً لرشاد الصدّي من جوجل، فإنّ العملية الأهم تكمن ربّما في محاولة تسويق هذا المجال لإعادة تشكيل نظرة الشركات والمستثمرين الأجانب حول المنطقة. ويضيف شارحاً، "إنّ تحديد الاستراتيجية هو الأهمّ، أي يجب أن نحدّد استراتيجيتنا للسنوات الخمس أو العشر المقبلة. فما نحتاج إليه للسنوات الخمس المقبلة، هو الترويج لأنفسنا كمنتجين وليس فقط كمستهلكين. لأنّه بمجرّد أن نسوّق لأنفسنا على هذا الأساس، ستأتي الفرص إلينا.". وبحسب مستشار جوجل، يمكن لعملية التسويق هذه أن تنفَّذ من خلال الاستمرار في تقديم المحتوى القوي للألعاب وتوسيع مجتمع تطوير الألعاب في المنطقة.
كذلك تناول المتحدثون في الفعالية قضايا متعدّدة، تمحورت حول سبل بناء المجتمع والتعاون وخلق التأثير الفعّال. وممّا جاء في شرح جريج ميتشل من شركة "إيبيك جايمز"، "أنت تبني مجتمعاً هنا، إذاً ينبغي بناء مجتمع قويّ جداً. فالشيء الوحيد المهمّ حقاً، ليس مرتبطاً فقط بمحاولة بناء لعبة وإطلاقها أوّلاً، بل أيضاً ببناء محتوى جيّد وصلب وبناء مجتمعٍ متين يعد بالنمو. وعندما ينمو هذا المجتمع وعندما تبني الشبكات الاجتماعية الخاصة بك، ستثير مزيداً من الضوضاء وتلقى اهتماماً واسعاً، وعندها سيعلم الجميع أن هناك مجتمعاً بصدد النمو".
وضمن اهتمامه في تعزيز هذا المجتمع الناشئ، جاء في اقتراح ميتشل أنّه يجب على فرق واستوديوهات التطوير المحلية أن تنظر في إمكانية تعاونها، ولربّما تندمج في فرقٍ أكبر وأفضل تجهيزاً. عند ذلك، يمكن للمنطقة أن تبدأ بإصدار منتجاتٍ عالية الجودة.
ولا بدّ من الإشارة أخيراً، إلى أنّ التنفيذ هو ما يدعم نموّ قطاع الألعاب الإلكترونية في الأردن والمنطقة. فعندما سأل أحمد هنانده أحدَ المحاضرين، كيف تستطيع لعبةٌ وسط ألف من مثلاتها أن تحقّق نجاحاً تجارياً قوياً، أجاب جافن غولدن من شركة إنسومنياك جايمز: "لو كان هناك ألف لعبة سيئة، فلن تنجح أيّ منها. يجب أن تضمن الجودة قبل أيّ شيء، فالأمر هو في التنفيذ."