تحدّى الخوف وخاطر، إحدى النصائح التي قدّمت لرواد أعمال الأردن
وصل معرض "يور ميدل إيست ستارتب رود شو" Your Middle East Startup Roadshow الذي يجول حالياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى عمّان يوم الإثنين. وقدّمت الفعالية التي انعقدت على سطح مبنى "زين" الجديد دروسًا قيمة لرواد الأعمال في الأردن.
قسّمت الفعالية التي شارك فيها السفير السويدي في الأردن (ومؤسّس يور ميدل إيست سويديان)، إلى قسمين: سلسلة نقاشات مع ضيوف مشهورين من قطاعي الشركات الناشئة والإعلام، وجلسات تدريب على عروض الشركات قام رياديان اثنان في كل واحدة منها بعرض شركتهما الناشئة أمام الجمهور وتلقيا النصائح والانتقادات البنائة.
وفي الجزء الأول، استخدمت مضيفة الفعالية ومديرة العمليات أورور بيلفرايج، نموذج مقابلة للتحقق من النجاحات والإخفاقات والدروس التي تعلّمها الضيوف بينهم مروان جمعة ومؤسس ورئيس "كينز" Kinz و"دوت جو" Dot.jo نيك غوري، ومؤسس والرئيس التنفيذي لـ"روكيتير" Rocketer نيك غوري، والمدير الإداري لـ"مايندشير" Mindshare الأردن، جاك أسمر، والمؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لـ"كريم" ماغنوس أولسن.
وقدم كل عضو من مجموعة الضيوف المتنوعة عدداً من الأفكار التي أثرت بي شخصيًّا، وعددها كبير إلى درجة لا يمكن حصرها هنا. وإليكم بعض منها:
كرّر مروان جمعة، الذي كان يتحدث إلى جمهور معظمه من الأردنيين، بأنه من أجل تحقيق النجاح، يجب على الرواد الأردنيين أن يبنوا شركات ناشئة ذات قدرة على التطوّر خارج الأردن الذي يضم عدداً قليلاً من السكان وقوة شرائية غير كافية.
من جهته، الريادي المتسلسل نيك غوري من "روكيتر" وهي شركة ناشئة بريطانية تقدم خدمة توجيه الإعلانات ووضع ملفات شخصية على فيسبوك، أعطى نصيحة قيّمة حول كيفية التوصّل إلى اتفاق مع المستثمرين المحتملين. واقترح أن يقوم الريادي إذا أمكن، ببناء علاقات طويلة الأمد مع المستثمرين قبل البحث عن استثمار، ما يسمح بتطوير الثقة بين الجانبين وللمستثمرين بفهم الشركة بشكل حقيقي كي يرتاحوا لفكرة الاستثمار فيها.
وأضاف جاك أسمر، القادم من قطاع الإعلام وليس الشركات الناشئة، عمقاً إلى الفعالية وقدم نصيحة حول كيفية تسويق الشركة لنفسها وتوسيع الوعي حول علامتها التجارية. ونظراً إلى أن معظم الشركات الناشئة لا تستطيع تحمّل كلفة الوسائل الإعلانية التي تستخدمها الشركات العادية، أشار أسمر إلى أن "هناك الكثير من الأمور المجانية" مقترحاً على الرياديين أن يسوقوا للفكرة شفهيًّا واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا.
قدّم المتحدث الأخير ماغنوس أولسون، ما يمكن أن يكون الجزء الأكثر إثارة من ذلك المساء. فخلال الحديث عن كيفية دخوله عالم الريادة، شرح المستشار السابق في الإدارة، بأنه كان لديه ورم في الدماغ استؤصل بعد سلسلة عمليات جراحية. وخرج من هذه التجربة الخطيرة بشغف لبناء شيء وبنظرة جديدة إلى الحياة. والآن لديه ثلاث نصائح للحياة يقدمها إلى رياديين وإلى أشخاص يرغبون في أن يصبحوا كذلك.
ماغنوس أولسن من "كريم" يدلي بنصائحه إلى الجمهور
"أولاً: عش حياتك (كأنك تموت غداً) وثانياً ستكونون على ما يرام فالخوف من اتخاذ قرارات صعبة أمر طبيعي، وثالثاً تحدى الخوف لأنه مثل المرض، سيمنعك من التحرك".
ساهم تنوّع الضيوف المشاركين في "يور ميدل إيست" في القسم الأول من الفعالية في جعلها فريدة في عالم فعاليات الشركات الناشئة. فقد كان هناك ريادي أردني يتمتع بخبرة سنوات وريادي بريطاني يعمل خارج البيئة الحاضنة للريادة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وريادي سويدي شاب يعيش في دبي ويعمل ضمن البيئة الحاضنة للريادة في المنطقة، بالإضافة إلى خبير في الإعلام من خارج البيئة الحاضنة للشركات الناشئة ولكنه قدم نصائح قيّمة وضرورية.
وشرحت لي بلفرايج قائلة: "تعلمت الكثير من لقاء أشخاص من قطاعات مختلفة، وأسواق وبلدان مختلفة، وأحياناً تحكى القصة نفسها ولكن إعطاءها طابعاً مختلفاً يسهّل أحياناً استخراج المعرفة منها ويجعلها مسلية أكثر وبالتالي ربما تعلمت منه بطريقة أخرى".
شارك في جلسة التدريب على العروض، التي كانت برئاسة ريم بو عبد الله المديرة الإدارية لـ"أوريكا"، لبنان، رياديان في مرحلتين مختلفتين تماماً من مسيرتهما الريادية، وتمت مقاطعتهما عند نقط مختلفة من عروضهما كي يتمكن المدربون من إبداء رأيهم والتعليق.
وأول من عرض مشروعه كانت آلاء أبو حسن التي كانت في مرحلة تطوير المفهوم في مشروعه الريادي وهو عبارة عن منصة تجميع للحزم والعروض الخاصة بالسفر من وكالات سفر أردنية. وبدأت عرضها الأول بالطلب من مروان جمعة أن يعثر على أفضل سعر إلى اسطنبول في إعلانات منشورة في الصحف، وهي خطوة حيّاها المدربون لأنها لفتت أنظارهم. وفي الختام، نصحها المدربون بأن تجعل عرض المشروع أقل تقنية لأن الهدف منه هو إثارة الاهتمام أكثر منه شرح جميع جوانب الشركة وبأنها تحتاج إلى تغيير مفهومها بطريقة تجعله قابلاً للتطور خارج الأردن.
في العرض الثاني خلال تلك الليلة، شاهد الجمهور شيئا أكثر تقدماً ومنتجاً مختلفاً. فقد قدمت سيما نجّار، الحائزة على جائزة كارتييه للمبادرة النسائية، عرضاً لموقعها "إي كيف" ekeif.com الذي يعلّم كيفية إعداد فيديو وبرهنت فعلاً كيف يجب أن يكون العرض الجيد. ولم تتلق أي انتقاد يذكر باستثناء اقتراح اولسون بأن تذكر فقط الأمور والأرقام الهامة عند عرض الفكرة.
وسيما، التي تعمل الآن على ثالث شركة ناشئة لها والتي لم تعمل أبداً في بيئة عمل ذات دوام محدد (من التاسعة حتى الخامسة)، ليست غريبة عن التحديات التي تنطوي عليها مسيرة الريادي.
وقالت لي بعد العرض: "كل شيء يشكل تحديا. بدءًا من الأمور الأساسية مثل الكهرباء إلى الشؤون المالية والإدارية. لذلك عليك أن تفهم كل شيء لأنك تبني نظاماً من الصفر".
وشددت أيضاً على الحاجة إلى المرونة. وقالت "عليك أن تعرف بأن الأمور ستتغيّر دائماً لذلك يجب أن تتكيّف مع التغيير. وهذا أمر واحد يجب أن تفعله الشركات الناشئة، فأنت إذا أغرمت بفكرة ولم تنجح فستقع في ورطة".