ميس الورد تبرم شراكات في المنطقة لدعم قطاع الألعاب
كان الشهران الماضيان حافلين بالأحداث بالنسبة لشركة تطوير ونشر ألعاب الهاتف الأردنية المتمرسة "ميس الورد" Maysalward. فقد أطلقت الشركة في مايو/أيار الماضي أحدث ألعابها "شاك داون 2" ShaqDown2 وفي يونيو/حزيران، وقعت على اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة الاتصالات "زين" Zain لدفع عجلة قطاع تطوير الألعاب في المنطقة عبر تزويد المطورين المستقلين بالدعم الفني والدراية اللازمة لنجاح ألعابهم.
تم إطلاق "شاك داون 2" في كافة منصات التطبيقات الرائدة app stores في مايو/أيار وهي التتمة لـ "شاك داون 1"، لعبة القتال الشهيرة بين شاكيل أونيل والأموات أو zombies. كان دور "ميس الورد" في لعبة "شاك داون" الأولى ذا طابع استشاري وترويجي، إذ ساعدت الشركة الناشرة للعبة "وان سبير" One Spear التي تعمل في الولايات المتحدة على دخول سوق الشرق الأوسط. والآن في التتمة، أوليت مهمة تطوير اللعبة بالكامل لـ "ميس الورد".
إنّ اختلاف النهج المعتمد وفقاً لرئيس "ميس الورد" التنفيذي ومؤسسها، نور خريس، واضحٌ وضوح الشمس، "فالشيء الوحيد المشترك بين "شاك داون" و "شاك داون 2" هو أنّ شاكيل يقاتل الأموات".
فأول ما تغيّر هو أنّ "ميس الورد" حولت اللعبة من تصميم ثنائي الأبعاد إلى تصميم يمكن فيه للشخصيات التنقل في بيئة ثلاثية الأبعاد بحرية كاملة، لتعطي المستخدم شعور اللعب بواسطة وحدة تحكم console (كما سيلي قريباً تحديثٌ يسمح باستخدام لوحة تحكم d-pad).
وتختلف الحبكة أيضاً، ففي "شاك داون" الأصلية، يستجيب شاك لسلسلة من هجماتٍ الأموات في مدنٍ مختلفة في أنحاء المنطقة، في حين أنّه في الجزء الثاني من اللعبة، يعود الأموات لينقلوا هجومهم إلى مسقط رأس شاك في لوس أنجلس. كما أصبح الأموات أكثر قوةً، لذا يطلب شاك المساعدة من أصدقائه جت لي Jet Li ومحمد علي.
كما تم تغيير نموذج تحقيق الأرباح من اللعبة، حيث أنّ "شاك داون 1" التي كانت قد طورتها شركة "هبتك جايمس" Hiptic Games في كاليفورنيا استخدمت نموذج دفع مقابل شراء اللعبة (99 سنتاً لتنزيل اللعبة)، في حين أنّ "شاك داون" الجديدة لعبة مجانية تستفيد من عمليات الشراء من داخل اللعبة بالإضافة إلى مبلغ ضئيل من عائدات الإعلانات التي تظهر بين مرحلة وأخرى في اللعبة (ما من إعلانات تظهر داخل المرحلة الواحدة).
في وسط بحث كلا "ميس الورد" وقطاع ألعاب الهاتف بشكل عام عن الصيغة الأمثل لجني الأموال من الألعاب، يعكس هذا التغير في نموذج تحقيق الدخل النزعة العالمية التي تبتعد شيئاً فشيء عن الدفع مقابل الألعاب لتتجه أكثر نحو الألعاب المجانية.
ويقول خريس في هذا الإطار: "من السهل تطوير أي لعبة كانت. إنّما تكمن الصعوبة في إيجاد طريقة لجني المال منها".
في ساحة الألعاب، يقوم 2 إلى 4% من المستخدمين العاديين بشكل عام بعمليات شراء من داخل اللعبة، فيما تصل هذه النسبة إلى 10% في أوساط اللاعبين المداومين أو الشبه مداومين بحسب البحوث الداخلية التي أجراها فريق "ميس الورد".
ولذلك، فإنّ الفريق يركز أكثر على تتبع عدد المستخدمين الناشطين بدلاً من عدد مرات التنزيل (لقد تم تنزيل "شاك داون 2" بعض مئات آلاف المرات حتى الآن).
وقد فسّر زياد المصري، مدير التسويق في "ميس الورد" وأحد الشركاء فيها أن "ما نركز عليه هو الحرص على أن يستمر المستخدمون في اللعب حالما ينزّلون اللعبة".
وفي حين أنّه ما زال من المبكر النظر إلى الأرقام، إلاّ أنّه يبدو أنّ "شاك داون 2" تحظى بنسبة مستخدمين نشطين متينة، بما يقارب 60 بالمئة من المستخدمين الذين يلعبونها بشكل يومي.
الشراكة مع "زين"
إلى جانب إطلاق "شاك داون 2"، كان فريق "ميس الورد" منهمكاً مؤخراً بإنشاء شراكة استراتيجية مع شركة الاتصالات "زين". وتهدف هذه الشراكة التي تمّ الإعلان عنها في منتصف يونيو/حزيران إلى تعزيز نمو قطاع تطوير الألعاب في الأردن والمنطقة كلها بشكل عام عبر مساعدة المطورين المستقلين على توسيع رقعة ألعابهم ومدّها بجودة تضمن نجاحها في السوق.
ويقول خريس: "يعود جزء من نمو شركتنا إلى أنّنا ننشر الألعاب، ولا أعني بذلك أنّنا نجمع عدد ألعاب فحسب، أي أنّنا لا نأخذ اللعبة وننشرها ونأخذ نسبة مئوية من الأرباح فحسب. كنا نبحث عن نموذج حيث يمكننا من خلال علاقتنا مع "جايمنج لاب" Gaming Lab والمعنيين في هذا القطاع، أن نرّد للمجتمع شيئاً مما ربحناه على مرّ السنوات الإحدى عشرة الماضية في مجال ألعاب الهاتف وأن نساعد المطوّرين المستقلين على الحصول على حصّة أكبر من أرباح ألعابهم".
وأضاف: "لقد شهدنا على الكثير من الأصدقاء والزملاء الذين أنشأوا شركات مستقلة لنشر وتطوير الألعاب في السنتين الماضيتين والذين سمعناهم يقولون "إنّها سوق صعبة، لقد صممنا هذه اللعبة ولا نجني منها أي ربح، فاضطررنا إلى إغلاق أبوابنا والانتقال إلى نموذج آخر". وكلّما سمعنا المزيد من هذه القصص، أدركنا أكثر الضرر الذي يصيب مجال تطوير الألعاب في الأردن".
ومن هذه المشكلة وُلدت الشراكة بين "ميس الورد" و"زين"، التي ستسعى إلى توسيع الألعاب المستقلة إلى خارج سوق الشرق الأوسط عبر استخدام خبرة وموارد وشبكات توزيع كلا الشركتين، حيث ستساعد "ميس الورد" على صقل الألعاب المستقلة الواعدة عبر تزويد المطورين بالمساعدة على كافة أصعدة اللعبة، من حبكة اللعبة إلى المكونات الفنية، بما فيها الترميز والرسومات والرسوم المتحركة وطريقة اللعب. سيستفيد المطورون المستقلون أيضاً من ترخيص "يونيتي" Unity التجاري الذي تحمله "ميس الورد" الذي سيسمح لهم بتجنب شراء تراخيص فردية باهظة الثمن.
أما من جانب "زين"، فستوفر مساهمة وتعليقات من وجهة نظر شركة اتصالات محمولة، بما فيه ملفات مستخدمي الشبكة ومعلومات وإحصائيات ذات صلة عن الهواتف المحمولة. كما تعمل شركة الاتصالات على تصميم منطقة مخصصة لتطوير الألعاب في مظلة دعم الرياديين وتشجيعهم في زين (ZINC) يُفترض أن تُفتتح في مجمع الملك حسين للأعمال في عمّان في وقت لاحق من هذا العام. كما يمكن لمطوري الألعاب الواعدين أن يعرضوا مشاريعهم على "زين" ليحصلوا على التمويل.
وفي شروط هذه الشراكة أن تُقسم العائدات بين المطوّر والناشر (زين/ميس الورد) بنسبة 70-30 لصالح المطوّر. وتتماشى هذه القسمة مع القاعدة العالمية وهي مواتية أكثر للمطوّرين من قسمة 50-50 التي تسود في المنطقة وفقاً لفريق ميس الورد.
أما المطّورون المستقلون، فهم مدعوون الآن للتواصل مع "ميس الورد" للحصول على المزيد من المعلومات.