رائدة أعمال فلسطينية تتحدى المجتمع وتٌغني عالم الأطفال الافتراضي
بدأت الفلسطينية أمال خالد حميد، البالغة من العمر اليوم 29 عاماً، مشوار ريادة الاعمال عند اطلاقها "رؤيانا الفنية" عام 2007، للتصميم والانتاج الفني والاعلامي الخاص بالأطفال.
شعرت أمال في تقييد أحلام الطفولة الفلسطينية والمتعة، فأرادت انشاء عالم افتراضي لهم من خلال توظيف الرسوم المتحركة ودمجها في العالم الحقيقي بطريقة فنية لتكوين رؤية جديدة. من هنا أتت فكرة المشروع من طبيعة عملها في الفضائيات ومجال الانتاج الفني والاعلامي منذ عام 2004.
وأطلقت الشركة الناشئة من منزلها ومن ثم بدأت البحث عن جهات داعمة للتنفيذ، الى ان سمعت عن انشاء حاضنات اعمال وتكنولوجيا في غزة وانضمت الى حاضنة الأعمال والتكنولوجيا Business and Technology Incubator (BTI) في غزة.
مشاريع "رؤيانا الفنية"
من اهم وابرز المشاريع التي أنجزتها "رؤيانا الفنية" نذكر "كرتون كيدز" الذي تم تنفيذه بتمويل من مؤسسة "انقاد الطفل السويدية" في قطاع غزة، لتعليم الاطفال انتاج الرسوم المتحركة، واستهدف الاطفال المتضررين من الحرب. مشروع "البوم يلا نرسم" والذي تم انتاجه وعرضه على فضائية "طيور الجنة" للاطفال بالاضافة لانتاج مجموعة أفلام وثائقية لمعهد "الامل للايتام" و"جمعية تاهيل جبالي" وغيرها من مؤسسات الطفولة. وآخر مشاريع "رؤيانا" هو برنامج "ألوان" الذي تم عرضه في فضائية "الكتاب" في قطاع غزة لمدة دورتين برامجينين (مدة عام) مدته ساعة ونصف وكان يعرض مباشرة على الفضائية كل يوم جمعة.
امرأة في عالم الأعمال
كانت الامور جيدة بالنسبة لأمال الى ان سافرت عام 2010 الى البحرين للمشاركة في المسابقة العربية لخطط الاعمال حيث صُنّفت بالمرتبة السادسة على مستوى الوطن العربي، ولكن مكتبها في غزة تعرض خلال فترة سفرها للسرقة فخسرت كل الأجهزة ورأس مالها واضطرت للبدء من الصفر مما ادى الى اغلاق مكتب "رؤيانا الفنية" لمدة عامين.
عملت أمال خلال هذه الفترة كمديرة مونتاج في فضائية الاقصى بالاضافة الى وضع خطة مستقبلية للعمل على المشروع مجدداً. وفي عام 2012 باشرت أمال العمل من جديد وحصلت على عقد لفضائية "الكتاب" لانتاج برنامج "الوان".
أما الأن تعمل أمال على مشروع “بانوراما فلسطينية”، كأحد مشاريع شركة "رؤيانا الفنية"، ويهدف لدعم قطاع السياحة في فلسطين وذلك من خلال جولات افتراضية للمناطق ما يتيح للمستخدم فرصة ممتازة للتجول دون عناء الرحلة اليها من خلال الموقع الالكتروني، وتقديم معلومات عن تلك الاماكن. "مشروع بانوراما فلسطينية ينطلق من واقع ان فلسطين من الدول التي تتمتع باماكن سياحية وتاريخية اثرية، وللحنين لتلك الارض رائحة مختلفة يتوق اليها كل من لا يستطيع الوصول لتنشقها، بذلك يكون المشروع بمثابة مرجع اول للاماكن السياحية والاثرية والتاريخية في فلسطين،” بحسب أمال.
حصلت أمال على رأس المال المرة الاولى من خلال منحة الاحتضان عام 2007 ومنحة اخرى للعام الجاري لمشروع “بانوراما فلسطينية”. وكون والمعدات تابعة لانظمة الاحتضان فلم تبق معها بل كان عليها العمل عليها وارجاعها يومياً، بالأضافة الى نقص الخبرة في قطاع غزة في مجال احتضان المشاريع ومساعدتها على انجاح فكرة جديدة. ولكنه تمكنت من اختراق السوق المحلية من خلال زيارات ميدانية مكثفة واقناع المؤسسات والشركات لعرض الخدمات الخاصة بها بالاضافة للمشاركة في مناقصات.
أما بالنسبة للتحدي الاكبر التي واجهته أمال وهو كونها انثى في مجتمع ذكور، فالامر لم يكن سهلاً خاصة في السفر والتنقل، بحكم ان الاسرة والمجتمع والبيئة المحيطة محافظة جدا فموضوع السفر كان مرفوضا بتاتا، ومن جانب آخر واجهت أمال صعوبة في التفاوض مع الرجال في عالم الاعمال، مضيفة: "كان مرهق ومتعب جدا التفاوض مع رجال الأعمال، خاصة انهم احيانا ينتظروا من المرأة التنازل، فكان الامر صعباً ولكنني لم استسلم ولم اخسر،” تقول أمال.
”من تجربتي تعلمت انك ان لم تكن قادراً على إنجاح مشروعك بنفسك فلن تستطيع النجاح ابداً، حتى لو نجحت بفضل الاخرين فانك سوف تسقط بسبب الاخرين، ولكن ان نجحت بنفسك فلن تفشل الا اذا اتخذت قرار فشلك بنفسك." كما وترى أمال ان التمهّل قبل اتخاذ قرارالريادة، فعدم النجاح في مثل هذا الامر يمكن ان يؤثر على الشخص وخاصةً تأثر العاطفة في هذا المجال، مضيفة انه “علينا اتخاذ هذا القرار بعد دراسة معمقة لما نريد فعله وكيفية تطبيق الفكرة، ومن اين نبدأ واين نريد الوصول، فعليك الاجابة عن كل هذه الاسئلة قبل البدء، بالأضافة لأخذ العائلة بعين الاعتبار ومن المهم العمل من اجلها، من دون جعل العمل وحده الهدف الاول."
و”تتوجه أمال لرائدات الأعمال الفلسطينيات قائلة: “تذكري انك انثى وان لك خصوصيتك، فحافظي عليها رغم كل تحديات عالم الرجال وحافظي على قوتك وشخصيتك، فعالم الاعمال لا يعرف ولا يميز ان كنت رجل او امرأة.”