أربع خدمات إعلانية ساعدت شركة سعودية على جذب مئتي زبون
ليست المنطقة العربية بمنئ عن ثورة الانترنت العالمية، من حيث ازدياد أهمية الاعلانات الرقمية. فقد كشفت مؤخراً دراسة لمنصة "عرب نت" أن مجموع الانفاق الاعلاني على الانترنت في هذه المنطقة وصل الى 300 مليون دولار 2013، ويتوقّع تخطيه عتبة المليار دولار عام 2017.
ومع تزايد الاهتمام بهذه الاعلانات التي تشكّل المحرّك الأساسي لنمو قطاع الانترنت في المنطقة، ظهرت العديد من الشركات المتخصصة التي تقدّم كل ّ منها خدمات خاصة للاستجابة لمطالب الزبائن من مختلف القطاعات.
ومن بين هذه الشركات، تطلّ شركة "أدنتوب" Adintop لتقديم الحلول الإعلانية الرقمية بفضل توفير الخدمات الرقمية للزبائن استناداً الى حاجاتهم ومطالبهم. ويخبرنا رفعت جبريل، مدير المشاريع لدى الشركة أنها بدأت "كمجموعة من المواقع الالكترونية التي تأسست منذ حوالي 10 سنوات وهي تنظّم الحملات الاعلانية لبعض شركات المنطقة. وعام 2012، قرر صاحب هذه المواقع، محمد المالكي الذي يملك معظمها أن يجمعها في المملكة العربية السعودية تحت مجموعة واحدة وأن يؤسس شركته الاعلانية الخاصة بعد أن حصّل المهارات والتجربة اللازمة لادارة هكذا أعمال والمنافسة في هذا المجال."
ومنذ اطلاقها، نجحت "أدنتوب" بتوسيع قاعدة زبائنها. ويقول لنا جبريل "في المراحل الأولى، عام 2012، لم يكن لدينا الا بضعة زبائن لأننا أردنا التركيز على تطوير منتجاتنا. ولكن، خلال 2013، قدّمنا خدماتنا لمئتي زبون في أكثر من 600 حملة." ويضيف جبريل أن النتائج التي سجّلتها الشركة من حيث النوعية والانتشار ساهمت في مضاعفة قاعدة زبائنهم.
ومن هذه الخدمات الحديثة التي"ركّزت "أدنتوب" عليها لتعزيز عروضها ودمج المحتوى والاعلانات على المحمول والفيديو، نذكر أربع وسائل يمكن للشركات الناشئة التي تعمل في هذا المجال الاستفادة منها أيضاً:
-
"عرض التسويق" Display Marketing: يعتمد على الرايات الاعلانية ad banners ويحتوي على نص أو شعار أو صورة. ويساهم في استهداف الزبائن ويساعد على تعقّب أداء الحملة يومياً بفضل قياس التعليقات والنقرات من أجل احتساب العائد على استثمار التسويق ROI. " تضم أدنتوب أكثر من 30 من أهمّ المواقع في المنطقة، التي تجذب أكثر من 23 مليون زائر شهرياً يتركون حوالي 750 مليون تعليق مما يلبّي متطلبات الزبائن،" يقول جبريل.
-
التسويق بالعمولة Affiliate Marketing: لا يساعد التسويق بالعمولة المعلنين على الوصول الى المستهلكين فحسب لا بل أيضاً الى تحقيق زيادة نوعية في المبيعات والأرباح. وتُعتبر "ادنتوب" من أول الشبكات التي تعتمد المشاركة التسويقية في المنطقة وولّدت أكثر من مليون عملية عام 2013، بحسب جبريل.
-
التسويق عبر البريد الالكتروني Email Marketing: الاهتمام بنماذج استهداف أعلى targeting models وزيادة قاعدة البيانات تساهم في الوصول الى شريحة الزبائن المستهدفة. بنت "أدنتوب" قاعدة بيانات لأكثر من 7 ملايين عنوان بريد إلكتروني. وتلجأ الشركة لخدمات إعلانية آمنة على غرار "مايل شيمب"Mailchimp و"ساند جريد" SendGrid.
-
"التسويق البرنامجي" Programmatic Buying: تعتبر المزايدة في الوقت الحالي) نوعاً من التسويق البرنامجي الذي يشير الى استخدام البرمجيات لشراء الاعلانات الرقمية. باختصار، أي الاعتماد على الآلة لشراء الاعلانات. ويخبرنا جبريل أن "أدنتوب" دمجت منصاتها مع أفضل حلول "المزايدة في الوقت الحالي" real-time bidding RTB في المنطقة (جوجل أدكس Google Adx وروبيكون Rubicon) لتقديم هذه الخدمة.
نجحت "أدينتوب" بفضل الخدمات التي تقدمّها بأن تكون شركة مستقلّة تعتمد، كما هو الحال في الاعلانات الرقمية، على المحتوى. وتضمّ "ادنتوب" اليوم فريقاً يتألف من 33 موظفاً في أربع دول (المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر والمغرب)، لاسيما أن الشركة تستهدف تحديداً دول مجلس التعاون الخليجي.
وحتى الآن، لم تحتج "أدنتوب" الى اللجوء الى أي استثمارات لادارة عملياتها الا أن جبريل لم يستبعد ذلك خلال العام الحالي من أجل تطوير المنتجات الجديدة كالاعلانات المدمجة بالفيديو والمحمول.
الا أن طموحات "أدنتوب" لا تعرف حدوداً لا من حيث الأسواق ولا المنتجات. فتعمل الشركة على تطوير مجموعة من المشاريع لتُطلقها مجرى هذا العام. ونذكر على سبيل المثال: البحث عن منتجات وتكونولجيا جديدة وتطوير نماذج استهداف أكثر تطوراً للوصول الى أكبر عدد من الزبائن، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة HTML5 للوصول الى أكبر عدد من مستخدمي الانترت بالطريقة الأكثر فعالية.
لا شكّ أن "أدنتوب" لا تنفرد في تقديم الحلول الاعلانية الرقمية في المنطقة العربية. فتكثر الشركات المماثلة على غرار Y2D المتواجدة في عمّأن والرياض و"ميديا سكوب" Mediascope في الأردن، الا أن "أدنتوب" قد تتميّز عن تلك الشركات لأنها "بفضل امتلاكها مواقع الانترنت تسيطر بالكامل على المحتوى وتعمل على تحسين خدمات الناشرين لتلبية متطلبات الزبائن وتتمتّع بالمرونة في تنفيذ الحملات."
ولا يسعنا الا أن نقول إن تطور سوق الاعلانات الرقمية السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحتّم ولادة شركات جديدة لتلبية الطلب المتزايد ويحتّم على الشركات المتواجدة في السوق أن تطوّر خدماتها ومنتجاتها على الدوام لئلا تسبقها القافلة الرقمية.