هل ينجح تطبيق جديد بحل مشكلة زحمة السير في القاهرة؟
تُعاني مصر من مشكلة كبيرة تتعلق بالتلوث، وزحمة السير، الناتج عن إستخدام السيارات في التنقل. على مدار الفترة الماضية، عمل كثير من رواد الأعمال في مصر على إبتكار حلول جديدة لمشكلة زحمة السير، وينضم الآن هايك هاكوبيان الى هؤلاء، ولكن برؤية مختلفة، إذ يسعى الى إستخدام ثقافة المشاركة في معالجة واحدة من أكثر مشاكل مصر تعقيداً.
أطلق هاكوبيان، وإثنين آخرين من زُملائه، تطبيق "كار تاج" KarTag، للهواتف المحمولة بنظام iOS وأندرويد للمشاركة الإجتماعية للسيارات. من خلال التطبيق، يُمكن لمالكي السيارات مشاركة رحلاتهم بالسيارة مع أصدقائهم ومعارفهم على فيسبوك، على أن يقوموا بأنفسهم بتحديد السعر المطلوب لمشاركة السيارة، والطريق الذي سيتخذونه، دون تدخل من "كار تاج". ويقول هاكوبيان، "يُسهل تطبيقنا الإتصال بين من يمتلكون سيارة ومن يبحثون عن وسيلة تُوصلهم الى حيث يُريدون الذهاب. تتم العملية بالكامل بين الأصدقاء، أصدقاء الأصدقاء، وزملاء العمل والدراسة على فيس بوك".
ويضيف، موضحا مهمة "كار تاج"، "نحن نعتقد بأحقية كل شخص في الحصول على وسيلة تنقل رخيصة ويُمكن الإعتماد عليها، وأن التنقل من الممكن أن يكون رخيصا، نظيف بيئيا، ومسليا في آن".
يحمل هاكوبيان الجنسية الأرمينية، ولكنه إنتقل الى سويسرا لدراسة الفيزياء النووية، قبل أن ينتقل الى العيش في مصر منذ أربعة سنوات، حيث عمل علىمبادرات عدة في مجال التقنية.
بإنطلاقه في أيار/مايو من العام الماضي، ينضم "كار تاج" الى عدد كبير آخر من تطبيقات مشاركة السيارات في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وفي مصر على وجه الخصوص. عانت خدمات مثل Waselny في الأردن، Egypt Carpoolers وNerkabSawa في مصر، وغيرهم الكثير خلال الفترة الماضية من أجل إقناع المستخدمين بتبني فكرة مشاركة السيارات مع آخرين يريدون الذهاب الى المكان ذاته. ولكن برؤية مختلفة للمشاركة الإجتماعية، يسعى "كار تاج" الى التخلص من العقبة الإجتماعية المتمثلة في الثقة في مثل هذه الخدمات.
ويقول هاكوبيان، "لايزال مفهوم الإقتصاد القائم على المشاركة جديداً على المنطقة، وفي حين لطالما تشارك المستخدمون العرب أمورهم والخدمات التي يستخدمونها، إلا أن التقنية التي تُمكن هذا الشكل الجديد من المشاركة لا تزال جديدة في المنطقة".
على الرغم من تحميل التطبيق ١٠٠٠ مرة عبر متجر تطبيقات Google Play منذ إطلاقه في شهر أيار/مايو الماضي، إلا أن "كار تاج" لايزال يحاول الوصول الى مزيد من المستخدمين المحتملين. ويُخبرنا هاكوبيان بأنهم يعقدون الآن شراكات مع جامعات (جامعة هليوبوليس إنضمت إليهم بالفعل في وقت النشر)، شركات متعددة الجنسيات، ومنظمات عديدة، بالإضافة الى تطبيقات أخرى تعمل في مجال النقل، مثل sharemyfare.com في تركيا، وWasalny في مصر.
سيتوجب على "كار تاج" التعامل مع منافس آخر موجود بالفعل، هو PieRide، وهي شركة تُمكن الأشخاص المتجهين من والى المكان نفسه (مثل طلبة الجامعات، وزملاء العمل)، من مشاركة سيارة أو حافلة يقودها سائق محترف. يبدو هاكوبيان واثقا بأن شركته مختلفة، "في حين أن كار تاج هي خدمة إجتماعية لمشاركة السيارات، فإن PieRide تُمثل مزيج من نموذج الإشتراك في خدمات التاكسي ومشاركة السيارات". ولكنه يبدو حريصا على الإشارة الى أن الهدف العام من الخدمتين واحد: "على الرغم من إختلافهما، كلا الشركتين يهدفان الى التخفيف من مستويات الزحام في القاهرة".
في سبيل تجنب النموذج التجاري التقليدي لخدمات مشاركة السيارات، يُقدم "كار تاج" خدماته بصورة مجانية للمستخدمين، ويُوضح هاكوبيان النموذج التجاري لشركته، "نحن نحقق الأرباح عبر تقديم إصدارات خاصة من تطبيقنا للشركات الكبرى، الشركات متعددة الجنسيات، والمنظمات"، "تعتمد أسعار الخدمة على حجم الشركة، عدد الموظفين، والتعديلات التي يرغبون بإدخالها على التطبيق".
يعتز فريق "كار تاج" التوسع بالخدمة في المستقبل القريب لتشمل "خدمات أخرى للقيمة المُضافة". كما ويتطلعون الى التوسع جغرافيا، أولا في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، ثم الى مزيد من الأسواق الأفريقية، الأسيوية، وأسواق شرق أوروبا. ويقول هاكوبيان، "تلقينا إنطباعات تُفيد بأن هذا النوع من تطبيقات مشاركة السيارات - والذي يحل مشكلة الثقة من خلال إستخدام فيس بوك- يحتاج الى التوسع الى الأسواق الآسيوية، مثل أندونيسيا وماليزيا، وكذلك الى دول الإتحاد السوفيتي السابق".
ساهمت ستيفاني دارك تايلور، محررة اللغة الإنجليزية في ومضة، في كتابة هذا التقرير.