ثلاث تحديات بارزة عالجها موقع 'نبّش'، إليك كيف
يواجه رواد الأعمال في الشرق الأوسط، تحديات كل يوم، إما أثناء كتابة خطة الأعمال، البحث عن استثمار، العثور على الشركاء المناسبين أو الفريق المناسب، أو جني العائدات، فالمنطقة مليئة بكل التحديات التي يمكن أن نتخيّلها. ومن السهل جدًّا أن نقول إنه لو حصلنا على استثمار من وادي السيليكون في كاليفورنيا، لكنا مارك زوكربرغ التالي.
الخبر السيئ هو أننا لسنا في كاليفورنيا ولكن الخبر المفرح هو أن كاليفورنيا لا تحتكر المواهب أو الطموحات أو الاندفاع. ولدينا أيضاً كل ما نحتاج إليه لنحوّل المنطقة إلى أكثر من مجرد سوق ناشئة. جلّ ما نحتاج إليه هو مواجهة تحدياتنا الكبرى.
نشر مختبر ومضة للأبحاث مؤخراً أول تقرير له "الخطوة التالية: كسر الحواجز أمام رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا" حيث حددنا أكثر العقبات شيوعاً والتي تواجه مؤسسي الشركات بينها، جني العائدات والحصول على الاستثمارات وبناء فريق. وبينما واجهت شخصياً كل هذه التحديات في عملي الحالي كمديرة التواصل والشراكات في منصة الأعمال الحرة "نبّش"، وفي مراكزي السابقة، تعلمت طرقاً خلاقة لتحويلها إلى فرص. استنادًا إلى تجربتي الخاصة، أقدّم لكم في هذا المقال إليكم ثلاث طرق لتحويل العقوبات إلى نجاح.
العقبة: جني العائدات
التسويق ليس علماً صعباً! فقد وجد مختبر ومضة للأبحاث أن 41% من رواد الأعمال يعتبرون أن أكبر عقبة أمام تحقيق العائدات هي تسويق منتجاتهم وخدماتهم. قد تفتقر إلى رأس المال لتوظيف أفضل فريق مبيعات وتسويق، لكن إن كنت مبدعاً ستدرك أنّه ثمة طرق أخرى للتسويق. وقد لا تكون قادراً على تحمّل كلفة مدير تسويق بدوام كامل ولكن حاول توظيف شخص بدوام جزئي للتسويق على شبكات التواصل الاجتماعي أو التسويق الإلكتروني. ففي "نبّش" استخدمنا الإعلام الاجتماعي بشكل كبير لنشر رسالتنا وتعرّفنا عبره على الكثير من الناس الذين أصبحوا الآن سفراء لعلامتنا التجارية، يساعدون في التسويق على نطاق أوسع بكثير مما استطاعه المسوّقون التقليديون. وقد أبرمنا شراكة استراتيجية مع رواد أعمال آخرين لذلك يمكننا أن نساعد بعضنا البعض. والتفكير على نطاق أكبر من نطاق المنطقة سيلهمنا أكثر ويساعدنا على الابتكار، وهذا الأخير هو مفتاح التسويق الناجح.
العقبة: العثور على استثمار
حقّق الكثير مستخدمًا القليل. يواجه رواد الأعمال في المنطقة تحديا كبيرا يتمثل في العثور على الاستثمار. علينا ببساطة أن نتعلم أن نحقق الكثير من القليل. وفي "نبّش"، استخدمنا بنجاح "التمويل الذي جمعناه لبناء منصة خلقت 3000 فرصة عمل حر في أنحاء الشرق الأوسط. وصحيح أنه من السهل أن نشكو من عدم قدرتنا على الوصول إلى تمويل تأسيسي بمليون دولار إلاّ أن العقبات أمام الحصول على رأسمال تجبر الفريق على أن يكون خلاقا. وقد وصلنا في "نبّش" إلى شركاء في أنحاء الشرق الأوسط واستخدمنا العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي للتوسع أبعد من الإمارات إلى لبنان والأردن ومصر وأطلقنا جهوداً بين القاعدة للوصول إلى أعداد مشتركين تجاوزوا الـ35 ألف في أكثر من 130 بلداً. لا تخشى من الاتصال بالمستثمرين والشركاء والمرشدين المحتملين في المنطقة وخارجها. ونحن محظوظون بما يكفي للاتصال بكثيرين خارج الإمارات. وكشركة ناشئة، حين تثبت أنك قادر على فعل الكثير بالقليل من التمويل، ستكون قادراً في نهاية المطاف على الحصول على المزيد من التمويل.
العقبة: بناء فريق
جذب مواهب من المستوى العالي ليس أمرا سهلا ولكنه ليس مستحيلا. ويكشف تقرير مختبر ومضة للأبحاث أن 63% من رواد الأعمال يعتبرون إيجاد موهبة لبناء فريق هو أكبر عقبة تواجههم. ولكن رغم أنك قد لا تكون قادراً على جذب شخص يكون مثل ستيف جوبز، ولكن إذا فكرت بطريقة خلاقة، يمكنك جذب الفريق الذي تحتاج إليه لبناء شركتك. وقد لا تكون قادراً على دفع رواتب عالية ولكن حاول جذب المواهب من خلال مشاركة قصتك وحلمك، أو عرض أسهم في الشركة. فاثنان من الأعضاء الرفيعي المستوى في "نبّش" سمعوا بقصتنا وتأثروا كثيراً بما نحاول فعله، فاتصلوا بنا مباشرة لا للحصول على وظيفة، بل لمعرفة إن كنا بحاجة إلى مساعدة. فقصتنا كانت أكبر منّا.
حين كانت شيريل ساندبرغ التي هي الآن مديرة العمليات في فايسبوك، تقيّم خياراتها المهنية الأولى، جلست مع إيريك شميدت الرئيس التنفيذي لجوجل حين كانت الشركة ناشئة. وأحضرت معها جدولاً لتقيّم عروض العمل المختلفة ومعظمها من شركات مرموقة أكثر من جوجل. عندها قدم لها شميدت ما تقول اليوم إنه أفضل نصيحة تلقتها في حياتها، حين قال "لا تكوني حمقاء. إن عُرض عليك مقعد في صاروخ، لا تسألي أي مقعد هو، اصعدي فحسب". لذلك إن كنت قادراً على إشعار موظفيك بهذا المستوى من الثقة، سترى أن الموهبة الخارقة لن تتبعك فقط، بل ستساعدك على جذب المزيد من المواهب الممتازة أيضا.
أنا أؤمن أننا إن نظرنا إلى الأمور من منظار أكبر، فنستطيع أن نحوّل بعضاً من أكبر العقبات التي تواجهنا إلى نجاح. سئل رائد الأعمال أندرو كارنيغي، أحد أنجح رواد الأعمال الذين كانوا فقراء وأصبحوا أغنياء، "لماذا الآخرون ليسوا أثرياء مثلك؟". أجاب بأن الاختلاف الكبير هو في عقلية المرء أكثر منه في العوامل التي تقيّده. وقال "ما يمكن أن ينجزه الشخص عبر استخدام ذهنه يمكن أن يمنحه كل ما يطلبه في الحياة". لذلك لنكن خلاقين ولنحوّل هذه العقبات الشائعة أمام ريادة الأعمال إلى نجاحات.