إنتل: لم نقفل بسبب الأوضاع السياسية
في وقت تواجه فيه مصر ظروف إقتصادية غير مواتية، إحتلت أخبار فرع شركة "إنتل" في القاهرة العناوين، حيث نقلت مصادر إخبارية عديدة عبر الإنترنت نبأ يتعلق بنية الشركة إغلاق أعمالها في مصر بصفة نهائية.
سارعت "إنتل" بالرد على تلك الشائعات، مؤكدة أن الشركة "ملتزمة" بوجودها في السوق المصرية، وأن ما سيتم إغلاقه بالفعل في مصر هما وحدتي الهندسة، والأبحاث والتطوير. ونشرت الشركة في بيان صحفي: "نحن لانزال نحتفظ بالموظفين العاملين في وحدات الشركة الأخرى في مصر".
أرجع العديد من النشطاء الإلكترونيين في مصر القرار الذي إتخذته إ"نتل" الى الوضع السياسي الغير مستقر في البلاد على مدار السنوات الثلاثة الماضية. ولكن الشركة العالمية أكدت على أن قراراتها الأخيرة تنظيمية، تتعلق بطبيعة العمل، وليس لها علاقة بالأوضاع السياسية. ويشير البيان الصحفي للشركة الى ذلك الأمر، "لكي نكون واضحين بشكل كامل، فإن قراراتنا إتُخذت بهدف تحسين العمل بالشركة، ولا علاقة لها بالوضع السياسي في مصر أو في أي مكان آخر".
بنظرة تحليلية للأمر، تبدو وجهة نظر الشركة صحيحة. إذ يتزامن هذا القرار الجديد مع إجراء آخر أقدمت عليه "إنتل" الأسبوع الماضي بإغلاقها خط الإنتاج والإختبار في كوستاريكا، وهو ما نتج عنه خسارة ١٥٠٠ عامل لوظائفهم.
وخلال الإتصال مع كريم الفاتح، المدير الإقليمي لإنتل مصر، أخبرني بأن وحدتي عمل هما هندسة المنصات، ومختبرات إنتل، يتجهان الى خفض نفقات التشغيل الخاصة بهما. وأضاف أن "خفض أعداد العاملين بكل وحدة، ونقل هؤلاء العاملين الى أماكن موحدة، هي من بين الإجراءات التي تم إتخاذها لتحقيق هذا الهدف". ومن الواضح ان العاملين في مختبرات إنتل، ومجموعة إنتل الهندسية في مصر سيتأثرون بهذه القرارات الأخيرة.
وكانت إنتل قد إستحوذت على شركة "سيسد سوفت" المصرية، التي تعمل في مجال إنتاج برمجيات الشبكات، في شهر آذار/مارس عام ٢٠١١، مما أدى الى إنضمام ١٢٠ من المهندسين المصريين العاملين بالشركة الى إنتل. ويُعتقد بأن الصفقة قد ساعدت إنتل في تجهيز أجهزتها المحمولة بتقنيات الجيل الرابع LTE للإتصال بشبكات البيانات.
سيجد الكثير من هؤلاء المهندسين أنفسهم بدون وظائف وفقا لقرار إنتل الأخير. وقد أعرب أحمد العرباوي، الشريك المؤسس السابق لشركة "سيسد سوفت"، عن خيبة أمله لهذا القرار عبر صفحته الخاصة على فيسبوك، قائلا، "أخبار سيئة للغاية. نهاية حُلم. إنتل أغلقت IMC - سيسد سوفت سابقا. لقد كان هذا يوما ما طفلي الصغير. والآن لقد ذهب بغير عودة".
ولكن يؤكد الفاتح، المدير الإقليمي لإنتل في مصر، أن الشركة ستتيح فرص عمل جديدة في ميونخ وبانجالور. ويقول "سنسعى الى التمسك بالموظفين ذوي القدرات المتميزة". ويُضيف، “"ما الموظفون ممن لن نتمكن من الإحتفاظ بهم، فسيحصلون على باقة من المميزات، في إطار إتفاق الإنفصال المشترك بين الطرفين". ويُنتظر أن يستغرق تنفيذ هذه القرارات الجديدة عدة أشهر.