تطبيق مصري يوفر حلقة وصل تفاعلية بين الزبون والمطعم
يتوجه مطوّروا التطبيقات الألكترونية أكثر فأكثر نحو حلّ المشاكل المتنوعة التي يعاني منها المستخدمون في حياتهم اليومية. وفي هذا الاطار، تَعِدُ شركة "سوايب آند تاب" Swipe N Tap المصرية بحلّ مشكلة الانتظار التي يعاني منها روّاد المطاعم، لتختصر وقت سير العمليات بالمطاعم، وخلق حلقة وصل تفاعلية بين الزبون والنادل والمطبخ وإدارة المطعم بلمسات بسيطة.
بعدما تأسست "سوايب آند تاب" منذ عام تقريباً كشركة مساهمة مصرية على يد أحمد عصمت ومحمد جعفر ومختار راوي وأحمد حسن، نجح المؤسسون بضم كلٍ من خالد إسماعيل والأخوين طارق وعلاء سريو كمستثمرين مغامرين. وقد نجح المستثمرون الثلاثة بالتبعية من ضم شركتي "فودافون فنتشرز" Vodafone Ventures، و"ايديا فيلوبرز" Ideavelopers، وهي صناديق إستثمار مخاطر.
وفي الأساس يتشارك طارق وعلاء سريو في الإدارة التنفيذية لشركة ساسكو، وهي شركة عائلية مصرية لصناعة القرطاسية. وانضم الأخوان سريو إلى مؤسسة "انديفر" Endeavor، كرواد أعمال من ذوي التأثير الفعال، وهي مؤسسة تعمل على تنمية إقتصاديات السوق الناشئة.
ويتحول الأخوان حالياً الإستثمار في شركات صغيرة أو ومتوسطة بنظام الإستثمار المخاطر، من خلال دراسة خطط العمل ودراسات السوق.
ويهتما طارق وعلاء بتنويع إستثمارهما. "التنوع هو سمة قطاعات الشركات الناشئة في مصر والمنطقة. وقد استثمرنا بالفعل في "جو-سوس" Go-Sos، وهي منصة لطلب مستلزمات المكاتب عبر الإنترنت، كما نملك بضعة شركات لا علاقة لها بالقطاع الرقمي، من بينهم شركة توزيع سلع إستهلاكية سريعة الدوران المعروفة باسم FMCG، وتغطي محافظات مصر كافة"، يقول طارق.
وقد جذبتهما فكرة تطبيق "سوايب آند تاب" للإستثمار فيها (بنسبة لم يرغبا في الكشف عنها) لحاجة السوق المصرية إلى أفكار جديدة. "أعتقد أن التطبيق سيلعب دوراً هاماً في تنشيط حركة المطاعم، ولاسيما في ظل ركودها الملحوظ بسبب تداعيات الأزمات السياسية على قطاع السياحة والضيافة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة"، يقول طارق.
وزاد حماس الأخوين سريو إلى فكرة التطبيق بعدما نجحا في ضم خالد اسماعيل، وهو مالك شركة "كية آي إنجيل" KI-Angel، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال الإستثمار المغامر في مصر.
وانجذب اسماعيل إلى فكرة "سوايب آند تاب" لكونها جديدة على السوق المصرية والعربية، حيث قال: "ما زالت السوق المصرية شابة وخصبة بما يكفي لإستيعاب أفكار تقنية جديدة".
وأضاف إسماعيل: "أنا أستثمر في قطاعات مختلفة لكن "سوايب آند تاب" تحديداً يتميز بقوة فريق العمل فيه من الناحية الفنية والتقنية، كما أنه يحوي واجهة مستخدم جذابة وسهلة الإستخدام، وهي أمور حفزتني على الإنضمام للفريق".
ومنذ ما يقارب ثمانية أشهر، أطلقت "سوايب آند تاب" النسخة الأولى من التطبيق الذي يأتي مدمجاً على جهاز لوحي خاص، ولم يكن مشتركاً حينها في الخدمة سوى مطعم "موري سوشي" Mori Suchi. وبعدها بأربعة أشهر أطلقت الشركة نسخة محدثة ضمت باقة من المطاعم منها "كريف" Crave، "تشيليز" Chili’s، "مكاني" Makani، "كوفي شوب كومباني" Coffeshop Company، "أروما" Aroma و"تامارا" Tamara.
التطبيق سهل الاستخدام وبالفعل يقوم بتبسيط عملية اختيار الطلبية وتقديمها. يدخل الزبون إلى المطعم ليجد الجهاز اللوحي على المائدة. يمكنه مباشرة تفقد قائمة المأكولات والمشروبات كاملة، تحديد طلباته، التحقق من القيمة النهائية للفاتورة، وتأكيد الطلبية. وبمجرد التأكيد يرن جهاز آخر في يد النادل يخبره أن زبوناً ما أنهى طلبيته فيذهب لتأكيد محتوياتها، وتظهر بعد ذلك الطلبية على شاشة في المطبخ لتبدأ عملية التحضير.
وما أن ينتهي المطبخ من إعداد الطلبية، يتلقى جهاز النادل الانذار ليأخذها إلى الزبون.
وبمجرد أن يقوم الزبون بالطلب، لن يتركه التطبيق فريسة الملل لحين وصول الطعام. فيمكنه أن يذهب إلى صفحة "فن بوكس" Fun Box لمشاهدة أفضل أهداف بطولة عالمية لكرة القدم، أو قراءة مجلة شهيرة.
ومن جهة أخرى، يسمح التطبيق لإدارة المطعم بمراقبة وتنظيم العمليات الادارية والمالية. فبفضل خدمة "تطبيق المدير" Manager App يمكن لمدير المطعم متابعة كم الموائد المشغولة وحجم الطلبيات وتوقيتها وقيمة طلبياتها المادية.
ولم يزل في جعبة المطورين الكثير من المزايا التي يعملون عليها في الوقت الحالي، مثل دمج التطبيق مع برنامج "إي آر بي" ERP الإداري والمحاسبي للمطاعم، لتسهيل حركة سير العمل، بالاضافة الى خدمة "التحليل" أو Analysis التي توضح عدد الزبائن الذين ارتادوا المطعم خلال اليوم، وتفاصيل طلبياتهم، والفواتير. هذا بالإضافة إلى "التقييم" Evaluation من قبل الزبون ليعاينها المدير لاحقاً.
ويستعد الفريق لإطلاق نسخة من التطبيق للمحمول بأنظمة "أندرويد" وiOS فيتمكن الزبون من تنزيل التطبيق على محموله الخاص بنقل كود محدد موجود على الجهاز اللوحي. "يتيح هذا الكود للزبون إستقبال إخطارات من المطعم حول أحدث العروض وبرامج المكافآت"، يقول طارق سريو، المدير التنفيذي بالشركة.
ويعتبر فريق العمل أن "فيسبوك" هو كلمة السر للوصول إلى قاعدة عريضة من المستخدمين والمطاعم في الدول العربية.
وفيما يخص الشركات المُعلنة على التطبيق فعليها أن تختار إما أن تظهر على صفحة "فن بوكس"، أو على شكل "بوب أب" Pop Up، أثناء تصفح الزبون. وحتى الآن، تمكنت الشركة من توقيع عقود إعلانية لكلٍ من شركة "فودافون" Vodafone، و"كافيكس" Cafix، و"كوانتا إيجيبت" Quanta Egypt. وتعتبر الإعلانات هي واحدة من ركيزتيٌن يعتمد عليهما المستثمرون لجني الأموال.
أما الركيزة الأخرى فهي المطاعم، التي تقوم بشراء الجهاز اللوحي مدمجاً عليه التطبيق لكل مائدة. وللحصول على أي ميزة من مزايا التطبيق سيتطلب ذلك دفع مبلغ إضافي. وقد رفض سريو الكشف عن أي أسعار بهذا الصدد، مكتفياً بالإشارة إلى أنها أسعار زهيدة في متناول الجميع.
ويسعى فريق العمل للتعاقد مع شركة صينية لتصنيع الأجهزة اللوحية، لتوفر لهم الكميّات.
وحتى الآن التطبيق مُفعّل في مصر وقطر، لكن الإدارة تجري مفاوضاتها لتعميم استخدامه في السلاسل العالمية بمطاعم المنطقة، لاسيما دول الخليج العربي وتركيا.
وقد سبقتنا دول أمريكية وآسيوية في تفعيل هذا النموذج محققة نجاحاً ملموساً، دفع المواقع المعنية بقطاع السياحة لطرح تساؤل حول ما إذا كان مستقبل النوادل المهني في خطر أمام الجهاز اللوحي المبتكر.
ورغم أن الآراء الفردية تميل إلى كون النادل واستقباله الدافىء عامل جاذب للزبائن، إلا أنه لا يمكن أن نغفل نجاح شركات مثل "ايه لا كارت" E La Carte، التي تمكنت في نهاية العام الماضي من توقيع تعاقد مع سلسلة مطاعم "ابل بيز" Apple Bee’s العالمية، لتزويدها بمائة ألف جهاز لوحي لتغطية كل فروعها عبر الولايات المتحدة مع حلول نهاية 2014، حسبما جاء على موقع "تك كرانش"Techcrunch.
وتشير دراسات "إيه لا كارت" إلى أن عرض قوائم الطعام على أجهزة لوحية للطلب، والدفع من خلالها، يساعد على رفع المبيعات بنسبة 10%، ويسرٌع الخدمة بنحو 7 دقائق للطلب الواحد، ويزيد من نسبة عدد المسجلين في برامج الولاء للمطاعم بنحو 9 أضعاف. فهل نتوقع من "سوايب آند تاب" الشىء نفسه في المنطقة العربية؟