منصة 'إعزِف' لتعليم الموسيقى تضع ثلاثة أهداف طموحة لهذا العام
بعد مرور عام على اطلاق مدرسة الموسيقى العربية عبر الانترنت، "إعزف"، استهلّ الفريق عام 2014 بتحديد ثلاثة أهداف جديدة وطموحة، بحسب المؤسس الشريك بشر أبو طالب الذي يشارك حالياً بمخيّم "500 شركة ناشئة" 500 Startups في وادي السيليكون.
السبت الماضي، أطلق الشريكان بشر أبو طالب وأيهم أبو حماد برنامجاً جديداً لتعليم الموسيقى للطلاب في المدارس الرسمية الأردنية بفضل فيديوهات "إعزف". ويطلّ هذا البرنامج بالشراكة مع برنامج الملكة رانيا، "مدرستي" وبرعاية مانحين من القطاع الخاص وصناديق دولية. واشترى البرنامج وأسس مختبرات كمبيوتر وآلات ومشرفين لتدريب الموسقى في 15 مدرسة ابتدائية رسمية في ما يعتبره أبو طالب "صحارى الموسيقى". ويقول إن "الخطة تهدف الى خلق قصة نجاح في الأردن ونشرها في الامارات العربية المتحدة وقطر (والمنطقة العربية بشكل أوسع) ففي المنطقة، نتشارك جميعنا المشكلة ذاتها ألا وهي نقص حادّ بمدارس الموسيقى والمدرّبين البارعين وتنوّع التعليم."
في هذه الأثناء، يتواجد شريك أبو طالب، أبو حماد في القاهرة، عاصمة الترفيه العربي، للعمل مع موسيقيين يتعاملون مع عدد من النجوم العرب. ويقوم مصوّر الفيديو، ابو حماد، الذي يطلق عليه أبو طالب لقب "ترانتينو العرب" بتصوير الموسيقيين الذين يعطون الدروس أمام الكاميرا ويستخدمون الأغاني الشعبية الرائجة التي لا شك أن الناس يعرفونها لتضاف هذه الفيديوهات الى كتالوج واسع اصلاً من الفيديوهات التعليمية. ويقول "نريد اللجوء الى هؤلاء النجوم الخفيين لتعليم الموسيقى لطلّابنا."
أما هدف "إعزف" الثالث فيكمن في أن يتعرّف أبو طالب الى ثقافة مخيم "500 شركة ناشئة" في وادي السيليكون ويُطبّق ما تعلّمه في "إعزف". "من الرائع أن ترى كيف انهم تمكّنوا من خلق هذه الثقافة، نتلقى المساعدة من شركات ناشئة ورواد أعمال شاركوا في الدورات السابقة وكأننا من العائلة الآن." وقد بدأ يطوّر بعض الأفكار الجديدة لاحداث التغيير في الموقع ونموذج الأعمال: "في الأسابيع الأولى، أدركت أننا أهملنا الناحية التقنية في موقعنا على الانترنت. نحتاج أن نعمل على تجربة المستخدم والميزات المدمجة."
يعتبر مفهوم "إعزف" بسيط جداً: يعطي موسيقيون محترفون دروساً للعزف على الآلات التي يتقنوها من خلال فيديهوات مسجلة مسبقاً يتابعها المستخدمون. حتى الآن، تعتمد مدرسة "إعزف" على الاشتراكات: يشتري المستخدمون باقة من 25 فيديو تعليمي مقابل معدّل 70 دولاراً. يقول ابو طالب "حالياً، نقدّم دروساً بالجيتار والبيانو والعود والطبلة وحتى الغناء العربي. وشهدنا تزايد عدد اشتراكات أفراد غير عرب يتعلّمون العود باللغة الانجليزية."
تبدو قصة بشر أبو طالب وكأنها قصة خيالية لـ "أوايسيس 500". بعد شهرين من متابعة برنامج الشركة الحاضنة في عمان، "اقترب منّي المؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة "أرامكس" (ورئيس مجلس إدارة ومضة)، فادي غندور، خلال فعالية لعرض الأفكار، ربّت على كتفَي وقال لي جملتَين لن أنساهما أبداً: "مرحباً، أنا فادي غندور. أحبّ كثيراً ما تفعلون وأريد الاستثمار." ظننت أنني أحلم! فعادة جمع الأموال مهمة أكثر صعوبة من ذلك."
الا أن "إعزف" لم تحقق النجاح بين ليلة وضحاها. تجول هذه الفكة ببال أبو طالب منذ عشر سنوات على الأقل بعد أن قررّ أن يصبح موسيقياً محترفاً وهو في التاسعة عشر من العمر، عندما انضم الى فرقة "روم" الأردنية- إحدى أهم الفرق الموسيقية في الأردن- التي جال معها كل المنطقة العربية وأوروبا والولايات المتحدة. بعد أن نال شهادة في تكنولوجيا المعلومات، تمازجت مسيرته المهنية بين الموسيقى والتكنولوجيا من دون أن يستقرّ في مجال محدد. "عملت في 12 شركة خلال 6 سنوات لأنني كنت أحاول اقناع نفسي بأنني سعيد وأنني وجدت الشركة التي أريد العمل فيها." ويضيف "أدركت، منذ وقت طويل، أنني أريد أن أكون رائد أعمال، ولكن لا يمكنك تأسيس شركة لأنك تستطيع ذلك فحسب" بالاشارة الى "200 استديو" التي أسسها موسيقيون في عمان. "إذا أردت النجاح، لا بدّ أن تقدّم حلاً لمشكلة ما."
بعد تخرّج "إعزف" من "أواسيس500"، حصلت على تمويل بقيمة 100000 دولار من "مينا فنتشور إنفاستمانتس" MENA Venture Investments التي يرأسها غندور. بعد انهاء هذه الجولة من الاستثمارات، حصلت الشركة الناشئة على جولة ثانية من التمويل بقيمة 300000 دولار من "500 ستارتبس" من وادي السيليكون و4 مستثمرين تأسيسيين. وعقب هذا النجاح الباهر، يركّز فريق "إعزف" المؤلف من 6 أشخاص على الأشهر القليلة المقبلة التي "ستكون حاسمة لنجاح شركتنا"، بحسب أبو طالب.
ويقول "كوننا جميعنا موسيقيين وسبق أن تولّينا وظائف دوام كامل ولم نكن سعداء. "إعزف" يقوّي الرباط بيننا، ويجعلنا شغف الموسيقى فريقاً قوياً." ولكن هل الشغف وحده يحمل شركة ناشئة الى النجاح؟ "الشغف مبالغ به عندما تعمل في مصرف. ولكن، إذا كنت تعمل في مجال الفنون، الشغف يخلق الوفاء ويجعل الناس يتحمسون ويعملون أكثر وبشكل أفضل."
ويؤمن أبو طالب أن نجاح "إعزف" هذا العام يعوّل على ذلك.