شركات الضفة الغربية وغزة تعرض أفكارها للمرّة الأولى في عَمّان
حتى الخميس الماضي، لم تلتقِ الشركات الناشئة من غزة والضفة الغربية تحت سقف واحد لتعرض أمام مستثمرين.
في "أويسس500" في عمّان، اجتمعت ثماني شركات فلسطينية ناشئة واعدة لتعرض أفكارها في قاعة صغيرة ومكتظة بالمستثمرين والداعمين الأردنيين. وشكلت هذه الفعالية، التي كانت برعاية مجموعات مثل "مرسي كوربس" MercyCorps و"أويسس500" و"إنديفور" Endeavor، أول مناسبة تجتمع فيها شركات ناشئة من الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سقف واحد رغم الاهتمام على الجانبين بتعميق التبادل بين البيئتين الحاضنتين. وقالت إليانا منطق، مديرة "غزة سكاي جيسك" Gaza Sky Geeks، وهي مسرّعة نموّ موجودة في غزة وتديرها "مرسي كوربس" لـ"ومضة" "لدى الناس في الضفة الغربية فضول ليعرفوا ما الذي يجري في غزة والناس في غزة أيضاً لديهم الفضول نفسه ليعرفوا ما الذي يجري في الضفة". وأضافت أنّ "من استطاعوا مدّ الجسور بين المجتمعين هم فقط قلة مختارة من رجال الأعمال الذين لديهم تصريح للدخول إلى غزة والخروج منها والأجانب الذين يديرون مسرّعات للشركات الناشئة مثلي".
صُمِّمت الفعالية لإطلاع مجتمع رواد الأعمال الأردني على آخر التطورات لدى نظرائهم الفلسطينيين وتسهيل التواصل بين المستثمرين والشركات الناشئة في المناطق الثلاثة.
وكمنظمة رئيسية للفعالية، افتتحت منطق، الحدث بشرح لبعض التحديات الفريدة التي تواجهها الشركات الناشئة الفلسطينية والتي تتراوح بين القيود على الحركة إلى السوق الصغير والمفكك والكلفة المرتفعة للعيش في الضفة الغربية وفي حالة غزة: شح المستثمرين والكهرباء.
وتضيف أنه على الرغم من هذه التحديات، يوجد طاقة وحماسة كبيرتين في مجتمع الشركات الناشئة الشابة. وبرزت الطاقة والحماسة أثناء تتالي الشركات الناشئة الثمانية في تقديم عروض قصيرة لمدة خمس دقائق. وكانت الأجواء في الغرفة ودودة وأطلقت الشركات الناشئة النكات في القاعة عن التحديات التي تواجهها. وأعطت العروض التي تضمنت العناصر الأساسية والمنفذة جيداً وبمعايير دولية، المستثمرين نظرة عامة لمفهوم الشركة الناشئة ومستوى تطورها والوسائل المقترحة لتحقيق العائدات.
وأعطت العروض أيضاً لمحة سريعة عن تنوّع الشركات الناشئة الفلسطينية التي تعمل في مجالات الرياضة وتحليل البيانات والقروض بدون فائدة والتجارة الإلكترونية الصغيرة النطاق والعلاج النفسي والتوظيف والسياحة.
"سوشل دايس" Social Dice، هي شركة ناشئة تهدف إلى تحسين عملية التوظيف وتبسيطها من خلال حلول تختصر الوقت والكلفة، وتحسين النتائج من خلال نظام مسح يعتمد على الوسائط الاجتماعية.
"داتريوس" Datrios، هو موقع للرياضة يعتمد على مصادر جماعية يجمع بين الرياضة والإعلام الاجتماعي ويسمح للمعجبين بالتواصل بين بعضهم البعض وخلق ملفات شخصية للمستخدمين وتوقع نتائج المباريات.
وفي مجال مشابه، "فريقك" هي منصة تسمح للمستخدمين ببناء فريق كرة القدم خاص بهم ويمكن أن يتنافسوا فيه مع خصوم آخرين على الإنترنت.
"إي جمعية"، هي منصة على الإنترنت تسهّل الحصول على قروض من دون فائدة للمسلمين، وهي تحوّل المفهوم التقليدي للجمعية إلى مفهوم رقميّ. و"جمعية" هي نظام تمويل بين الأفراد في المجتمع الواحد حيث يساهم كل واحد منهم بمبلغ محدد من المال كل شهر ليجمعوا مبلغاً يحصل عليه كل منهم بالتعاقب، ما يمسح لكل فرد بالمساهمة والحصول على مبالغ متساوية.
"فضفض" هو محاولة لإزالة وصمة العار المرتبطة بالعلاج النفسي في الشرق الأوسط من خلال الربط بين المرضى والمعالجين على منصة إلكترونية تتمتع بالخصوصية.
"حلول دي دبليو بي آي" DWBI Solutions، هي شركة ناشئة لتحليل قواعد البيانات تهدف إلى تسهيل عملية اتخاذ القرارات الإدارية العالية الشأن في الشركة، من خلال استخراج البيانات من مختلف فروع الشركات، ومن ثم إصدار تقارير إحصائية تُدمج بعدها في بوابة بيانات.
"ستور إي" Store-E، تسمح للمستخدمين بالتسوق في متاجر محلية عن طريق منصة على الإنترنت. وبإمكان المستخدمين جمع نقاط إلكترونية وكتابة مراجعات عن منتجات ومتاجر والحصول على نصائح حول التسوّق من أعضاء آخرين في المنصة.
الشركة الناشئة الأخيرة هي "زورنا"، التي تحاول تعزيز السياحة على الإنترنت في المنطقة من خلال السماح للسياح المحتملين برسم وجهاتهم السياحية كما يحلو لهم على منصة رقمية وفقاً لاهتماماتهم.
بالنسبة للشركات الناشئة، لم تكن الفعالية مجرد فرصة لتقديم عروض بل أيضاً فرصة للتواصل بين بعضها البعض. ويقول حمزة قيرش، وهو مدير مشروع في "ستور إي" أتى من القدس، إنّ "التواصل بين الشركات الناشئة في غزة والضفة الغربية أمر جديد ورائع. أنا أرى أموراً جديدة من غزة لم أرها من قبل". ويضيف "بعد رؤية عروض الليلة، يمكنني أن أقول إنّها ليست مجرد شركات ناشئة بسيطة. وهي تتجه إلى أهداف واضحة ولديها مستقبل وأنا لا أقول ذلك لأني واحد منهم. بالفعل لديها أفكار جيدة جداً".