الفريق اللبناني الرابح يشارك دروساً من مسابقة انتل وانجاز العرب
أثناء الدورة التدريبية للابتكار في ريادة الأعمال والعلوم Sci-preneurship Innovation Camp برعاية "إنتل" Intel و"إنجاز العرب" Injaz al-Arab في تموز/يوليو الماضي، قام ستة طلاب لبنانيين بإيجاد طريقة مبتكرة وغير مكلفة لحل مشكلة نقص المياه الكبرى التي تصيب المنطقة العربية، ألا وهو: استخدام مكيفات الهواء.
قد يبدو حلاً مستبعداً لكنّ دافيد أبو قرص وعبد شرقاوي ورضوان عثمان وعمر عيتاني وعدي حمادة ونسرين حمود أدركوا أن المياه المقطرة التي تتكثّف داخل مكيفات الهواء، والتي عادةً ما يتم ضخها خارجاً كمخلفات، يمكن جمعها وإعادة استخدامها. وتقول حمود، وهي طالبة إدارة أعمال في جامعة البلمند: "هذه المياه آمنة تماماً للاستخدام كماء الحنفية".
بعد إنشاء نموذج تجريبي خلال 48 ساعة ضمن المنافسة، أطلق الطلاب الستة منتجهم النهائي، Re-H2O لأول مرة آملين أن يفوزوا بالمسابقة. في حال طرح المنتج في السوق، يعلن حمادة، وهو طالب إدارة أعمال دولية في الجامعة الأمريكية اللبنانية: "سنستهدف منطقة الخليج بما أنها المنطقة الأكثر استخداماً لمكيفات الهواء".
كان التحدي يكمن في معالجة نقص المياه في المنطقة ضمن مؤتمر العلوم وريادة الأعمال الأول في المنطقة العربية (تم إطلاق أول منافسة أوروبية في العلوم وريادة الأعمال عام 2011)، وهو بمثابة جهد مشترك بين "إنتل"، شركة التكنولوجيا، و"إنجاز العرب" وهي مؤسسة تدرّب الطلاب ليصبحوا رواد أعمال. وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتمتع بنسبة 5% من سكان العالم ولكن أقل من 1% من موارد المياه العالمية تعتبر واحدة من أكثر المناطق التي تعاني من شح المياه في العالم أجمع. وقد جاء في تقرير أعدّه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تشرين الثاني/نوفمبر من السنة الماضية أن "المواطن العربي العادي يستطيع الحصول على المياه المتجددة بنسبة أقل بثماني مرات من المواطن العادي في العالم".
قامت "إنتل" و"إنجاز العرب" بجمع طلاب إدارة الأعمال بطلاب العلوم من أجل تعزيز قدرة الطلاب الشبان على معالجة هذه المشكلة بواسطة حلول يمكن تسويقها في ما بعد، على أن كل فريق تألف من ثلاثة رابحين في مسابقة إنتل الدولية للعلوم والهندسة (ISEF) وثلاثة خريجين من برنامج شركة "إنجاز" السنوي. انضم ستة وثلاثون طالباً إلى المسابقة من ستة بلدان هي الأردن ومصر والأراضي الفلسطينية ولبنان والسعودية والمغرب، وذلك من أجل رسم مستقبل جديد.
في حين عاد الآن الرابحون لمتابعة دراستهم، قال الطلاب الستّ أنهم تعلموا مهارات ستساعدهم في بناء شركات وحل مشكلات اجتماعية وبيئية عندما سيتخرجون.
- العمل الجماعي. العمل مع أشخاص
غرباء علّم أعضاء الفريق مشاركة الأفكار والاستماع إلى الآخرين
والوثوق في مهارات بعضهم البعض. تقول حمود في هذا الصدد: "في البداية
كانت المسألة صعبة بما أننا لم نكن نعرف بعضنا البعض ولم نكن معتادين
على العمل سوية، لكن الأمور تحسنت لاحقاً".
- العمل تحت الضغط. معظم الطلاب
كانوا في سنتهم الجامعية الأولى ولم يختبروا من قبل الضغط الذي تسببه
المهل الزمنية القصيرة (تقديم المشاريع والمقالات ضمن وقت قصير
مثلاً). يقول حمادة: "لقد أُعطينا مهلة زمنية ضيقة وكنا مصممين على
الفوز لذا قمنا بإعطاء أفضل ما لدينا".
- حل المشاكل. دفعت هذه المنافسة
الطلاب إلى استكشاف واختبار حلول لمشاكل عالمية مستوحاة من أحداث
صغيرة من حياتهم اليومية. تذكر حمود: "لا أتذكر تماماً من توصل أو كيف
توصلنا إلى مناقشة موضوع مكيفات الهواء، لكننا فكرنا جميعاً في
البداية في الدلاء الصغيرة المملوءة بمياه مكيف الهواء المقطّرة".
- حلول مستوحاة من حاجة
اجتماعية. أكّد كل من حمود وحمادة أن المنافسة جعلتهما
يفكران باحتمال العمل في مجال مشابه بعد أن يتخرجا. إذ أشارت حمود:
"كوني شاركت في هذه المنافسة، فإن ذلك دفعني للتفكير بطريقة مختلفة
غير تقليدية، وفتح عينيّ على أهمية إيجاد حلول للمشاكل اليومية".
وإذا كان هدف المسابقة يكمن في ترسيخ حس المسؤولية تجاه المستقبل في ذهن الجيل الجديد وتدريبه للتركيز على الحلول العالمية، فقد نجح في ذلك. يشير حمادة إلى أن: "العمل على مشروع Re-H2O خلال المسابقة جعلني أدرك أهمية إيجاد حلول للمشاكل البيئية، والآن بات لدي ما يحفزني للعمل في هذا القطاع سواء كنت جزءاً في شركة أو قمت ببناء شركة ناشئة خاصة بي."
قامت "إنتل" برعاية جولة ومضة الترويجية لفعالية "ميكس أن منتور" 2013 Mix N’ Mentor Roadshow.