كيف تنظر الشبكات الاجتماعية إلى مستخدميها؟ [إنفوجرافيك]
يجعل فايسبوك كثراً بيننا يشعرون بالأمان والغموض. فإن لم يكن التعليق على الصور ومطاردة الأصدقاء والعائلة الذين يعيشون في النصف الآخر من الكرة الأرضية كافييْن، فثمة السيل الدائم من صور الهررة المضحكة ومقالات موقع "آب وورثي" UpWorthy، التي ستبقي عينيك حالمتيْن.
إلا أن لـ فايسبوك طريقة مختلفة للنظر إلى مستخدميه. فبدلاً من اعتبارك شخصًا يستخدم الإنترنت لمتابعة أخبار أحبّائه، ينظر إليك كمجموعة بيانات لها تصرّفات متوقّعة. ومارك زوكربرغ وشركته يجنون المال من خلال بيع مساحة إعلانية على صفحات المستخدمين على فايسبوك ويستهدف المعلنون فئة مستخدمين محددة. فالمستخدمون تحت عمر الثلاثين الذين يعيشون في دبي مثلاً قد يرغبوا أكثر في إنفاق المال على موقع تجارة إلكترونية رائد أكثر من المستخدمين ما فوق الستين من العمر الذين يعيشون في بيروت مثلاً. فايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي يجمع البيانات حول المستخدمين من خلال ما يشاركونه على هذه الشبكات ومن خلال التطبيقات التي يدخل إليها المستخدمون عبر استخدام حسابهم على فايسبوك والتي تتصل بالشبكة الاجتماعية عبر واجهة برمجة تطبيقات (API).
فكّر في المرة الأخيرة التي ضغطت فيها على زر "أعجبني" أو "غرّد" على مقال قرأته. فأنت بمجرّد أن فعلت ذلك، يتّصل فايسبوك أو تويتر بالموقع الذي ظهر عليه المقال عبر واجهة برمجة تطبيقات ويخّزنان "الإعجاب" ضمن البيانات. وبناء على خصائص الخصوصية في حسابك، بإمكانه أن يبيع البيانات التي يجمعها عنك للمعلنين وللتطبيقات.
أعدّت "نيويوركر" رسمًا بيانيًّا حول هذه الممارسات بناء على فئات المعلومات التي عادة ما تجمعها الشبكات الاجتماعية (فايسبوك وتويتر ويوتيوب ولينكد إن وإنستاجرام وجوجل بلاس وتامبلر) ويمكن أن تجعلها متاحة لتطبيقات أخرى.
تضع الشبكات الموجهة للموظفين مثل جوجل بلاس ولينكد إن، تركيزاً كبيراً على نقاط معينة في البيانات الخاصة بالعمل مثل تواريخ البدء والانتهاء بالوظيفة ونوع الوظيفة والصفة والمواصفات والقسم والقطاع فضلا عن الخانات الجديدة الخاصة بالسمات الشخصية. أما الشبكات الترفيهية مثل يوتيوب وإنستاجرام وتمبلر فهي تركز على ما تنشره للعلن وكم مرة ترى شيئاً معيناً أو عدد مشاهدات شيء تنشره.
وتويتر وفايسبوك اللذين جمعا ما بين المهني والشخصي، لديهما الكثير من فئات المعلومات التي قد يجعلانها متاحة للمعلنين والتطبيقات. والمعلنون على تويتر مهتمون بجوانب معتادة: الوقت، الموقع الجغرافي، عدد المتابعين والتغريدات المفضّلة، فضلاً عن بعض الفئات غير المتوقعة مثل ألوان الخلفية والجوانب.
ولكن فايسبوك هو المساحة الأكثر شخصية. فبين عشرات الفئات التي يجمع منها البيانات للمعلنين، يجمع فايسبوك أيضًا معلومات عن طائفتك وحالتك العائلية وتحويلاتك المالية ومواقفك السياسية وحتى شكل اسمك.
لا يزال بإمكاننا أن نقهقه على صور الهررة ونستمتع بأمنيات عيد ميلادنا التي تصلنا من غرباء وأصدقاء على الشبكات الاجتماعية، ولكن لن يضرّنا تذكّر كيف يستفيد فايسبوك كلّ هذه البيانات.