كيف يستفيد رواد الأعمال الجدد من منافسات الشركات الناشئة؟
في حين تزدهر ريادة الأعمال في الشرق الأوسط، تزداد المنافسات على أفضل خطة عمل وشركة ناشئة في المنطقة، بعد أن يبحث المؤسسون الطموحون عن فرصة للفوز بالجوائز وبالارشاد. تمكنّت الكثير من الشركات الناشئة من إطلاق أعمالها بعد الفوز بهذه المنافسات إلا أن الفائزين غالباً ما يقدّمون منتجاً ناجحاً وقادراً على الاستمرار. وبالتالي، فهل المشاركة في هذه المنافسات تستحق العناء بالنسبة لرواد الأعمال الذين ما زالوا في مرحلة تطوير الفكرة؟
نعم، بالتأكيد. بعد المشاركة في ثلاث منافسات في لبنان هذا العام- منافسة "عرب نت" للأفكار Arabnet's Ideathon وكأس بادر للشركات الناشئة Bader's Startup Cup وجائزة موريس فاضل Maurice Fadel Prize – وبعد أن عرضت فكرة شركتي الناشئة الجديدة المتخصصة بالتجارة الإلكترونية، يا مامي Ya Mammy، تعلّمت الكثير من كل منافسة شاركة فيها. وفي ما يلي، ٦ دروس تتعلّمها الشركات الناشئة من هذه الفعاليات:
١. الشجاعة للمضي قدماً
أتتني فكرة إطلاق سوق شخصية للأهل من تجربتي الخاصة كأمّ شابة. في البداية، بدت الفكرة لامعة. ولكن، بعد مضي بضعة ساعات، بدّلت رأيي. اقترب الموعد النهائي للتسجيل في منافسة "عرب نت" للأفكار، وأردت أن أجرّب حظي. لم يكن لدي شيء لأخسره. قمت بالتسجيل عبر هاتفي المحمول فيما كان طفلي نائماً ونسيت الأمر ولم أتكلّم عن ذلك مع أحد. ومع اقتراب موعد الفعالية، لم أكن واثقة من أنني سأحظى بفرصة. وخلال "عرب نت"، قدمّت مشروعي وانهالت التغريدات من أمهات شابات وأمهات مستقبليات حول أهمية فكرتي ونلت التشجيع منهنّ للعمل جاهداً على تطويرها.
٢. تسويق الفكرة وانتشارها
من الخطأ أن نعتبر أن مجرد عرض فكرة ما سيساعدك على ايجاد مستثمرين يريدون تمويل مشروعك. فهذه حالات نادرة! وستخبركم الشركات الناشئة التي حققت نجاحاً أنها قدمت مشروعها لعدد كبير من المستثمرين قبل أن تجد المناسبين منهم. ولن تساعك الجوائز المالية التي تفوز بها في هذه المنافسات على حلّ المشكلة. فبالكاد ستغطّي نفقات شركتك الناشئة الا أنها حافز رائع للانطلاق.
بغض النظر عن الفوز أو الخسارة، سيتم عرض فكرتك بخاصة أن هذه المنافسات غالباً ما تملك قسماً قوياً للعلاقات العامة وتغطية من عدد من وسائل الاعلام. ففي النهاية، لا يضرّ أبداً أن يُذكر اسم شركتك. وإنّ تعلّم كيفية عرض فكرتك بطريقة جيدة للحصول على اهتمام أكبر لاحقاً هو مكافأة إضافية لك.
٣. الوصول الى الشبكة
أعتبر أن الفوز الأكبر في مسابقة "عرب نت" للأفكار لم تكن الجائزة المالية. لا بل التواصل مع الشخص الذي يقدّم لي حالياً الارشاد لتحقيق النجاح. من دون الفوز بالمسابقة، لكانت فرص اطلاق شركتي ضئيلة جداً. ولا شك أن الأشخاص الذين يحضرون هذه المنافسات هم أصحاب المصلحة في البيئة الريادية الحاضنة والتواصل معهم، في سياق المنافسة، مفيد جداً. ومن بين ميزات المنافسة الأخيرة، نجد أيضاً الوصول الى زبائن محتملين. عندما كنت عضواً في فريق "قرطبة" في "عرب نت ٢٠١٠"، ساعدنا عرض ماي وتواجدنا على الأرض على التواصل مع زبائن محتملين مهمين وأصحاب مصالح آخرين.
٤. القدرة على تطوير الفكرة وجني الأرباح منها
غالباً ما تتطلبّ منافسات الشركات الناشئة، خطط أعمال وتوقعات والكثير من الأمور الأخرى المملة التي قد تحتاج للكثير من الوقت، والتي قد تصرف انتباهك عن انشاء شركتك الناشئة. في البداية، تبدو خطة عمل على ٥ سنوات حلم بعيد المنال وتعتبر خطط العمل في عالم الشركات الناشئة المرنة قديمة الطراز. الا أن العمل على هذه الخطط مع مرشد للمشاركة في منافسة قد تساعدك على تحديد العناصر الأساسية كالخدمات اللوجيستية وصياغة التكاليف الصحيحة وهوامش الربح واستراتيجيات التسويق. والمحادثات المركزة مع أعضاء لجنة التحكيم والمرشدين والمنظمين وكل من يعتبرون لاعبين أساسيين في المجال تمنحك النصائح الذي تحتاج اليها للمضي قدماً في الاتجاه الصحيح.
٥. حافز للتقدّم
عندما تعمل على تطوير فكرتك لا فكرة رب عملك، يبقى أصعب الأمور البقاء متحمساً والحفاظ على التركيز. وتعتبر المشاركة في منافسة الشركات الناشئة مثالية لأنه يُطلب منك، في مواعيد محددة وقصيرة، أن تكشف النمو أو مستوى محدد من التطور. قد تبدو أحياناً هذه الأهداف غير واقعية، الا أن التجربة تحضّرك على الاعتياد على النمط الذي تحتاج اليه عندما تبدأ شركتك في العمل فعلياً. قد يساعدك الأمر أيضاً على تعلّم مقاربة الشركات الناشئة المرنة وعلى اكتشاف النشاطات الأكثر أهمية التي تحتاج الى تنفيذها وكيفية تحقيقها أسرع. وفي غياب أي تعليم رسمي عن ريادة الأعمال، تعتبر المنافسات مدرسة بحدّ ذاتها لا تُقدّر بثمن.
٦. بعض الخلاصات
ليست كل الأمور ايجابية وسهلة ولا بد ألاّ ننسى بعض التحديات التي نواجهها خلال مسيرتنا:
- معظم هذه المنافسات تحكم على الشركات الناشئة التي قطعت شوطاً كبيراً والتي ما زالت في مرحلة الفكرة من دون تفريق. فيصعب أن نعرف أي مرحلة وصلت اليها هذه الشركة في مختلف القطاعات.
- غالباً ما تكون معظم المنافسات محدودة الوقت. إلا أن المعيار الأساسي هو، في معظم الأوقات، تطور الشركة الناشئة الذي قد يكون صعب التحقيق في فترة زمنية قصيرة.
- استعد لتمضية وقت طويل تعرض أفكارك على مدى خمس سنوات عوضاً عن بناء منتجك.
وعلى الرغم من ذلك، عندما تراودك فكرة لامعة لمنتج أو خدمة ما، حتى لو بدت غير ناضجة بما يكفي بالنسبة لك، جرّب حظك لأنك لا تعرف ما تُخبؤه لك الأيام.