شركة مصرية ناشئة تسهّل استهلاك المحتوى السمعي بالعربية
رغم أن البودكاست (صوتيات) يحظى بشعبية كبيرة في العالم، إلاّ أنه لم يلقَ الشعبية المطلوبية باللغة العربية، ربما بسبب نقص في خيارات الاستضافة والتوزيع. ولكن شهد هذا العام تغييرًا على هذا الصعيد، مع توسّع "إينّوفولف" Innovolve، وهي شركة ناشئة مقرها القاهرة تعتبر رائدة في البودكاست العربي على الإنترنت من خلال منصتين: "اقرأ لي" و"منصّة".
"اقرأ لي" هي بجوهرها تطبيق إخباري وأدبي يقدم بودكاست سمعياً عربياً لصحف محلية شعبية وكتب معروفة. وبفضل لائحته المثيرة للاهتمام من الشركاء الاستراتيجيين في المحتوى الذين يضمون: "الأهرام" و"الشروق" و"تحرير نيوز" و"اليوم السابع" و"سوبر ماما" و"أخبارك نت" و"عايز آكل" و"إيفنتوس" Eventtus، ومكتبة "ديوان" ومكتبة "ألف"، يعدّ هذا التطبيق مكتبة سمعية فريدة وقد تم تنزيله مئة ألف مرة منذ إطلاقه في كانون الثاني/ يناير الماضي.
"منصّة" هي المنصة الشقيقة، وهي عبارة عن موقع يستضيف بودكاست، حيث يتيح للمستمعين تحميل ملفاتهم السمعية الخاصة على الموقع كي يتمكن مستخدمون آخرون من الاستماع إليها عبر الموقع أو عبر تطبيق المحمول.
والآن أعلن التطبيق عن تلقيه جولة استثمارية ثانية من "كاي إيه إينجلز" KA Angels و"كايرو إينجلز" Cairo Angels وطرف ثالث تم التحفّظ على اسمه. وكانت الشركة قد حصلت في وقت سابق على استثمار تأسيسي من "كاي إيه إينجلز" في حزيران/ يونيو 2012. ويتوفّر تطبيقها الجديد على الآيفون والأندرويد وبلاكبيري وويندوز 8 على المحمول والكومبيوتر الشخصي.
الفريد في النسخة الأخيرة هو أنها تضع "اقرأ لي" في المكانة ذاتها مع أفضل تطبيقات البودكاست عالمياً. وتكمن أهمية ذلك ليس فقط في أن سوق البودكاست العالمية كبيرة مع تجاوز متجر آبل للتطبيقات، المليار اشتراك في البودكاست في تموز/ يوليو الماضي. ففي مصر، البودكاست العربي هو منتج نادر في سوق الطلب فيها مرتفع. والمصريون معروفون بحبّهم لقراءة الصحف والتطبيق يسمح للمستخدم بالاستماع إلى مقالات يقرأها عادة أثناء القيادة أو القيام بأمور أخرى.
كتب صوتية بالعربية
يقدم "اقرأ لي" حوالي 11 ألف مقال عربي حول مواضيع تتراوح بين الأخبار العاجلة والسياسة، ومراجعات الكتب والتكنولوجيا وريادة الأعمال والرياضة والغذاء والأمومة والفعاليات وصولاً إلى زحمة السير. والإضافة الأخيرة هي الكتب، والتي من شأنها أن تشكّل سوقاً جديدة بالكامل. فمنذ بضعة عقود لم يعد المصريون والعرب بشكل عام قرّاء نهمين للكتب لذلك فإن أشكالاً جديدة قد تشجعهم أكثر على قراءة الكتب.
وهذا ما يمكن أن يضع "اقرأ لي" في منافسة مباشرة مع "أوديبل" Audible، وهي منصة أميركية استحوذ عليها "أمازون" عام 2008 ولكن يغيب المحتوى العربي عنها. ولسبب بسيط، يجب أن تكون "إينّوفولف" قادرة على التوسع إلى سوق أكبر للمتحدثين بالعربية لم يتم دخولها بعد، رغم وجود منصات ولاعبين عالميين في هذا المجال.
منصة بودكاست محلية بالفعل
"منصّة"، التطبيق الشقيق لـ"اقرأ لي" مصمم ليستضيف البودكاست من ضمنها "اقرأ لي" التي تظهر كقناة متوفرة.
ويقول عبد الرحمن وهبة، المؤسس الشريك والمدير التنفيذي، "خلال تطويرنا (اقرأ لي)، أدركنا أن التقنية التي نخلقها لاستضافة البودكاست الخاص بنا يمكن إطلاقها كمنصة للآخرين لاستخدامها"، وهي معدّة لتكون مرنة. وأي مستخدم مهتم، يمكنه شراء نسخة من التطبيق تتضمن محتواه فقط. وبما أني أستخدم البودكاست بكثرة منذ سنوات، اختبر معظم منصاته في السوق، وقد وجدت أنه يمكن مقارنة "إينّوفولف" باللاعبين الرائدين في هذا المجال مثل "بيوند بود" BeyondPod، التي تعتمد خاصيات سائدة مثل اللوائح والتنزيل عبر الإنترنت اللاسكلي (واي فاي) فقط.
ولكن ثمة بعض العناصر التي يمكن تحسينها. فواجهة المستخدم ثقيلة ومشبعة بالرسوم الغرافيكية. كما أن مشكلة أخرى تكمن في أن تطبيقات "إينّوفولف" لا يمكنها أن تشترك في بودكاست طرف ثالث، فهي تعرض محتوى موجود لديها أصلاً. وحتى الآن يكمن عنصر التفوق لديها في العربية. وعلى فريق التطوير أن يجري الاختبارات ويسرّع إطلاق التطبيق لأن اللاعبين الدوليين لن يتجاهلوا المحتوى العربي إلى الأبد.
ولكن مجدداً، عبر إطلاق "اقرأ لي" و"منصة"، لإكمال بعضهما البعض، تبني "إينفولف" عالماً منفصلاً للبودكاست العربي. وهذا يشكّل في الواقع سوقًا عمودية بالكامل حيث يلتقي المنتجون والمستهلكون لمحتوى البودكاست العربي. وقد لا تنتشر الخدمة أبعد من المستخدمين العرب، إلاّ أنها قد تتفوق في الأوساط العربية.
ملاحظة: يشار إلى أنه في وقت كتابة هذا المقال، كانت "إينفولف" تستخدم خدماتي الاستشارية.