كيف انتقل عرب هاردوير المصري من موقع مراجعات إلى منصة تجارة إلكترونية
نادراً ما نسمح بخبر منتدى عاديّ يتحوّل إلى متجر للتجارة الإلكترونية لأن له عدد زبائن كافٍ. الا أن "عرب هاردوير" المصري نجح في ذلك ولو ببطء. وبفضل 350 ألف مستخدم مسجّل وقارئ منتظم، تتمتع شركة الأجهزة الآن بالقدرة على تحطيم أو إنجاح منتج بفضل المراجعات.
عام ٢٠٠٢، أطلق فريق من المتطوعين منتدى للأجهزة العربية على موقع إلكتروني صغير مصري مقدماً مساحة لمستهلكي الأجهزة والتقنيين لمناقشة آخر المنتجات وأحدث التكنولوجيات في مصر. بعد بناء المنصة ببطء طوال أربع سنوات، شعر الفريق أن الوقت قد حان للعمل على موقعه الخاص، "عرب هاردوير" الذي انطلق عام ٢٠٠٦ بفضل الاهتمام الكبير الذي ناله محتواهم.
خلال السنوات الثلاثة اللاحقة، توسّع مجتمعهم في مصر والمملكة العربية السعودية وفي دول أخرى في الخليج. فأطلق المؤسسيْن، ابراهيم حمدي ومحمد كمال، مختبر مراجعات عام ٢٠٠٩ لتوفير اختبارات إلكترونية عبر مقاطع الفيديو وتقييمات لمختلف الأجهزة من خلال تقديم التوصيات ومقاطع فيديو لشرح طريقة الاستعمال للمستخدمين. وفي حين واصل المجتمع توسّعه، دفع الطلب على المحتوى العادي موقع "عرب هاردوير" الى إطلاق مجلته الأولى الرقمية والمطبوعة في مصر عام ٢٠١١.
وفي أواخر العام الماضي، بعد أن أصبح الموقع أكبر مجتمع معلومات واتصالات في الشرق الأوسط، قررت أخيراً الشركة في التحوّل الى بوابة للتجارة الإلكترونية. واليوم، بفضل منصة للتجارة الالكترونية، تتحلّى الشركة بنفوذ كبير يسمح لها بدعم أو سحق شركات معينة تتطلّع إلى بيع منتجاتها في المنطقة، بحسب ما يقوله مدير العمليات، كريم مزهر.
على سبيل المثال، يقول كريم، كشف موقع "عرب هاردوير" عن موّزع مصري يبيع أجهزة ومكوّنات كمبيوتر قديمة على أنها جديدة. وحالما توقف أعضاء المجتمع في الشراء، أُجبرت الشركة على إقفال أبوابها في مصر. ويضيف "حينها أدركنا قوة موقعنا الالكتروني وأدركنا أننا نستطيع السيطرة على السوق من خلال المقالات التي نكتبها."
خدمات لسوق مُتلهّفة
قد يكون للشركة كلمتها في السوق إلا أن "عرب هاردوير" هو في الأساس موقع تجارة إلكترونية ما زالت هوامش أرباحه لا تتخطى الـ 8% في هذا القطاع.
غير أنّ "عرب هاردوير" يدرج قسمين أساسيين يعوّل عليهما المؤسسان لزيادة الهوامش.
أولاً، يعرض الموقع أجهزة "راقية" وهذا يعتبر نادراً في مصر. ويشرح كريم: نجد أن معظم الموزّعين في مصر الذين يشترون منتجاتهم من الخارج مستعدون لشراء الأجهزة المتدنية أو المتوسطة النوعية فقط بسبب كلفة الشراء العالية والتخزين العالي الجودة التي قد لا يتمكنوا من تسديدها.
لكنه يقول إن المستهلكين في مصر مستعدون لدفع المزيد مقابل منتجات عالية الجودة على غرار بطاقة الرسومات "نفيديا" Nvidia الجديدة. ويتباهى قائلاً "نحن الوحيدون في السوق القادرون على تأمين هذه المنتجات للزبائن."
ثانياً، يقدّم موقع "عرب هاردوير" أيضاً للزبائن القدرة على تعديل خصائص حاسوبهم الذي طوِّر على الإنترنت بفضل اختيار بطاقات الرسومات وبطاقة ذاكرة وإضافات أخرى، يجمعها الفريق في الشركة ويشحنها إلى الزبون. ويشرح كريم "لدينا زبائن يبتكرون حواسيب مميزة جداً."
يقول كريم إنهم من خلال فرض رسوم مرتفعة قليلاً مقابل هذه الخدمات، يسعون إلى "تغيير الفكر السائد بأن صناعة الإلكترونيات لا تولّد إيرادات عالية." ويتابع، "سنتمكّن من إثبات أن نسبة هوامش الربح ليست بين ٣ و ٥٪ فقط، لا بل قد تبلغ بين 10 و15%."
حالياً، لا تشحن الشركة الا داخل مصر عبر "أرامكس" من خلال الدفع عند التسليم أو بواسطة بطاقة ائتمان أو حتى الدفع في مكاتبها. وتستعين بموزعين من مصر أو مصنّعين في تايوان وآسيا لملء مخزنها.
وعلى الرغم من أن الشركة لم تعقد اتفاقات حصرية مع أي مصنّع، الا أن كريم يؤمن بالمجتمع ويثق بأن قيمة الشركة تكمن في المجتمع الذي بنته حولها، الى جانب قدرتها على ايصال منتجات باهظة الثمن الى السوق المصرية.
تحديّات التوسّع في مصر
الا أن الشركة واجهت مؤخراً تحديات أكبر من الدفع عند التسليم وزيادة وعي السوق وبناء الثقة. وتشهد الآن "عرب هاردوير" تراجعاً ملحوظاً في الأعمال بسبب حالة عدم الاستقرار في البلاد.
ويقول كريم "كما تعلمون، انطلقنا خلال ظروف حرب سياسية تواجهها البلاد وهذا أمر يؤثر على أعمالنا. ولكن، لحسن الحظ، ما زلنا نبيع بالرغم من كل ما يحصل لأن الأشخاص لا يريدون الخروج من منازلهم لشراء هذه المنتجات ويشعرون بآمان أكبر إن تمّ تسليمها الى منازلهم."
ومع تفاقم بعض هذه المسائل، يعتبر كريم أن التضخم في مصر يؤثر أيضاً على المبيعات.
وتكمن النتيجة في أن "عرب هاردوير" هي شركة مربحة تتمتّع بدعم مجتمع مصري واسع وهي مجبرة الآن على التوسع خارج مصر لجني عائدات مستقرة وتحقيق هامش الربح المرتفع الذي تطمح اليه. وإذا تمكّنت الشركة من ايجاد الاستثمار، تخطط لافتتاح مقر جديد في دبي واجتياح السوق الخليجية. قد تضعها هذه الخطوة في مواجهة شركات مثل "جادو بادو" Jado Pado و"سالتاب" Saletab الا أنها ستكون منافسة شيّقة لا سيما أن الشركة تدخل السوق من منظار مختلف جداً.
وفي المستقبل، تسعى إلى تحويل الزوار الذين يقرأون المحتوى على موقعها إلى زبائن يشترون منتجاتها أيضًا. هذا أمر لم يأخذه أيًا من "جادو بادو" أو "سالتاب" بعين الاعتبار وقد يشكّل ميزة إضافية للشركة عند التوسّع.