هل تعدّد المهام يؤثّر على إنتاجيتك في العمل؟
يبحث معظم الموظفون عن وسائل تساعدهم على إنجاز عدّة مهام في آن واحد. والأشخاص الذين يكتفون بإنجاز كلّ مهمة على حدّة، غالبًا ما يشعرون أنهم لا يبذلون جهدًا كافيًا. أمّا أولئك الذين ينجزون الكثير من المهام في الوقت نفسه، فيشعرون أنهم موهوبون. واللافت أنّ تعدّد المهام هو مهارة تبحث عنها الكثير من الشركات عند التوظيف.
لكنّ الدراسات قد أظهرت أن تعدّد المهام لا يخفّض إنتاجيتك في العمل فحسب، بل يجعلك أيضًا أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء. وفيما يسهل على الشخص إتمام مهمتين روتينيتين في آن واحد، غير أنّ إتمام مهمتين معقدتين سيدفع دماغك إلى بذل جهد أكبر، وهذا قد يؤثّر، استنادًا إلى البعض، على الذاكرة على المدى البعيد. وبهدف تقديم عمل عالي النوعية في ظلّ ضعوظات العمل، عليك تدريب دماغك ليستطيع إدارة عدّة مهام في وقت واحد.
تقدّم لنا شبكة "أخطبوط" عددًا من الأسباب التي تعلّل لمَ تعدّد المهام له سلبياته في مكان العمل:
يمنعك من التركيز على مهمة واحدة
تحتاج كلّ مهمة تعمل عليها إلى وقت محدّد لإنجازها، وإن كنت تقوم بمهمتين معًا، فهذا لا يسمى بتعدّد المهام، لأنك بدلاً من التركيز على مهمة واحدة تتنقّل بين الواحدة والأخرى. تخيّل نفسك تكتب رسالة إلكترونية فيما تتحدّث على الهاتف. يصعب جمع الأمرين معًا لأنّ كلّ مهمة تستعين بالجزء نفسه من دماغك، ما سيرهقه ويؤثر على ذاكرتك لاحقًا.
يجعلك أكثر عرضة للأخطاء
في الكثير من البلدان، من غير القانوني التحدث على الهاتف والقيادة في الوقت نفسه، وذلك لأنّ دماغ الإنسان يصعب عليه القيام بعدة مهام في آن. تعدّد المهام سيبطؤك ويجعلك أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء، بخاصة إن كانت إحدى المهام التي تقوم بها تتطلّب منك التفكير بعمق والتركيز.
يعطّل مهمة الإبداع
تعدّد المهام يجبرك على الإفراط في استخدام ذهنك وذاكرتك، الأمر الذي يمنعك من التفكير بطريقة مبتكرة، ويصعّب عملية ابتكار حلول لمشكلة ما. كما وأنّ تعدّد المهام يجعل من الصعب عليك الخروج بأفكار عفوية ومبدعة لأنه لا يفسح لك مجالاً لتحلم وتتخايل.
يؤثّر سلبًا على الذاكرة على المدى القصير
من الواضح أنّه عندما تقوم بعملين في آن واحد، ستفوتك بعض التفاصيل. ويصرّح الكثير من علماء النفس أنّ إحدى سلبيات تعدّد المهام هو أنها تؤذي الذاكرة على المدى القصير. إيقاف مهمة ما للتركيز على أخرى قد يزعج ذاكرتك ويؤذي قدرتك على التركيز مع مرور الوقت.
يضرّ بعلاقاتك الشخصية
يتشتت انتباه الموظفين في عصرنا هذا بسبب كمّ المعلومات والتفاعلات التي تقع امام نظرهم يوميًّا على شاشة الكمبيوتر. قد يؤثر ذلك سلبًا على سعادتهم إذ أن هذا العبء الكبير يضرّ بقدرتهم على التواصل بفعالية مع الآخرين. لذلك تعدّد المهام قد يؤذي علاقاتك أيضًا. فهل أنت من الأشخاص الذي يتلقون اتصالات عمل من منازلهم أو يردون على رسائل عمل فيما يجرون اتصالاً شخصيًّا مع شريكهم؟ تنبه، فذلك قد يلحق الأذى بعلاقتك مع هؤلاء الأشخاص.
تدريب الدماغ على إنجاز عدّة مهام بفعاليّة
بالرغم من أنّ تعدّد المهام بات ضرورة في أيامنا هذه، لكن هذا لا يعني أنه عليك الاستمرار في تشتيت انتباهك والتنقل بين مهمة وأخرى. بل عليك تدريب ذهنك على تعدّد المهام بطريقة فعالة وناجحة كي تنجز أكثر في وقت أقلّ. وبدلاً من أن تعمل بجهد، إعمل بذكاء.
الأساس هو معرفة متى يجب إرجاء بعض المهام الثانوية والتركيز على ما هو ضروري ومتى يجب الانتقال بين مهمة وأخرى. حاول ألا تجهد ذهنك كثيرًا إذ أنك ستستنفذ طاقتك وستنسى على الأرجح إتمام أمر معين. دوّن كافة الأمور التي تخطر في بالك وذلك سيحدّ من السهو وسيزيدك تركيزًا.
ملاحظة: استثمر صندوق "ومضة كابيتال" في أخطبوط.