كيف اعتمد مصراوي تصميماً ينسجم مع كافة الأجهزة؟
غالباً ما كان يتم تصميم مواقع الإنترنت لتتماشى مع شاشات الكمبيوتر الكبيرة مما يجعلها تبدو مشوشة ومشوّهة على الشاشات الأصغر مثل الأجهزة اللوحية والمحمول.
وفي حين تتجه الشاشات الالكترونية الى أن تصبح أصغر حجماً، تعتمد منصات نشر المحتوى الالكتروني تصاميم رقمية تتناسب مع الشاشات الصغيرة، خاصة ان الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة تعتبر اليوم الأكثر شعبية.
وفي خطوة للحاق بهذا الاتجاه العالمي، أطلقت إحدى أكبر المنصات المصرية والعربية، "مصراوي"، قبل أسابيع، نسختها التجريبية بتصميم جديد وباعتماد تغييرات جريئة في محاولة وضع تصميم يحسّن تجربة المسخدم أياً تكن الأجهزة التي يستعملها.
ونظراً الى كونه جزءاً من شركة "لينك أونلاين" LINKonline، أكبر منصة نشر رقمية في المنطقة العربية، يستفيد "مصراوي" من خبرة الشركة التي اكتسبتها منذ ١٩٩٩ والتي باتت تضم اليوم 12 موقعاً إلكترونياً عربيا وتوظّف 70 شخصاً وتصل بمحتواها الى ثلث الجمهور المصري على الإنترنت.
وتوصّل فريق "مصراوي" الى نتائج مثيرة للاهتمام بعد تنظيم جلسات نقاش واستطلاعات رأي مع الزبائن والمستخدمين.
ويقول كريم عبد القادر، مساعد مدير العلامة التجارية في "لينك أونلاين": "أدركنا أنه على الرغم من أن أغلبية مستخدمي الإنترت المصريين ما زالوا يستخدمون الشاشات الكبيرة والكمبيوتر الا أنهم يفضّلون تصفح الإنترنت على الأجهزة اللوحية والمحمول."
واعتماداً على هذه النتائج، قرر فريق "مصراوي" تغيير كل نظام التصفّح على الموقع من نظام عمودي الى أفقي. قد يجد المستخدم صعوبة في التأقلم مع هذه الطريقة الجديدة في التصفح الا أن عبد القادر يبدو متفائلاً لأن "هذا ما يريده المستخدمون" على حدّ قوله.
في حين تعزّز المنصة تجربة المستخدمين، يبقى هدفها تقليص التشويش النظري وتنظيم تخطيط المضمون وتوفير كل ما يحتاج اليه المستخدم حول مقال ما من دون الحاجة الى التنقّل على صفحات مختلفة. ويضيف عبد القادر "تجد كل ما تحتاج اليه في مجال نظرك وفي المكان الذي تتوقّع أن تقرأه وأن تجده وأن تستخدمه."
التصفّح الأفقي
يزداد التنقل الأفقي على صفحة الإنترنت زخماً كعنصراً من التصميم التفاعلي للحصول على التجربة ذاتها على صفحة الإنترنت والمحمول والأجهزة اللوحية في آن.
ويهدف مفهوم التصفّح الجديد الى توحيد التجربة على الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والمحمول. فيمكنك من خلال مسحة أفقية على الشاشة رؤية المضمون الجديد. وفي تصميم "مصراوي" الجديد يستطيع المستخدمون، على سبيل المثال، الضغط على أي مقال ثم استخدام "الأسهم الجانبية" على الشاشة أو أسهم لوحة المفاتيح والنقر بقدر ما يريدون للتمتع بالمضون.
ولا شك أن تزايد عدد المستخدمين الذين يشترون الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة وأن تحوّل الأجيال الشابة الى جمهور رقمي يقضي معظم وقته على هواتفه المحمولة قد شجعت فريق "مصراوي" الى اتخاذ هذه الخطوة الكبيرة.
ويقول عبد القادر "دفعتنا إرادتنا لابتكار شيء جديد والغوص في مستقبل الإنترنت ألا وهو الأجهزة اللوحية."
المنتجات الإعلانية المُحسّنة
في وقت تُخصص معظم الاستثمارات الإعلانية الالكترونية لفايسبوك وجوجل حالياً، لا شك أن السوق تتّسع لمنصات جديدة تقدّم صفقات إعلانية جيدة. ويقول عبد القادر "نريد أن ننافس فايسبوك وجوجل لذلك ابتكرنا منتجات جديدة."
واعتبر "مصراوي" الإعلانات عنصراً أساسياً عندما جدّد تصميمه. وباطلاق ما يعتبرونه منتجات إعلانية مُحسّنة، كبّر الفريق حجم الإعلانات لتصبح أكثر مرئية وبالتالي لتجذب المزيد من المستخدمين.
ويشعر الزبائن والمستخدمون بسعادة أكبر مع تصاميم الإعلانات الجديد. في تصميم "مصراوي" القديم، غالباً ما كانت تضيع الإعلانات بين المضمون. أما في التصميم الجديد، تتضمّن كل صفحة مساحة إعلانية كبيرة عوضاً عن مساحات صغيرة عدة مما يريح نظر المستخدمين ويتجنّب تشويش المضمون ويصل الى الزبون بشكل أفضل.
وبعد العمل في السوق الرقمية لنحو 15 عاماً، اعتاد فريق "لينك أونلاين" على تجديد تصاميم عدد كبير من منصاته بشكل منتظم. وتشهد منصة "مصراوي" تغييرات من حيث التصميم مرة كل سنتين منذ 1999.
الا أن إعادة التصميم الأخيرة تحمل أكبر التغييرات حتى الآن ومن المتوقع ألا يرتاح لها المستخدمون مباشرة. ويتوقّع الفريق أن يخسر، في البداية، بعضاً من زواره يومياً الا أن مقاييس النسخة التجريبية تشير الى العكس. وفقاً لعبد القادر، "منذ اطلاق النسخة التجريبية، تراجع معدل الارتداد بنسبة 27% وارتفع عدد الزيارات بنسبة 140% في حين أن معدل مدة الزيارة ارتفع بنسبة 55%."