هل العمل كمستشار يجعلك رياديًّا بارعًا؟
يبدو مؤخرًا أنّ عددًا متزايدًا من الرياديين قرّروا إطلاق الشركات الناشئة بعد أن عملوا لبضع سنوات كمستشارين. وتعتبر بانا شومالي واحدة منهم.
عندما كانت تعمل شومالي الأردنية في شركة "ماكينزي" McKinsey في دبي، علمت جيداً أن الاستشارة ليست وظيفة أحلامها وأرادت وظيفة أكثر عملية. بعد ٦ سنوات، استقالت من وظيفتها وأطلقت "موفسوق" MoveSouq (أي سوق التنقل)، موقع يساعد المقيمين في الإمارات العربية المتحدة على التواصل مع شركات النقل ومقارنة الأسعار بسهولة.
تسهيل عملية الانتقال إلى شقة أخرى
في أواخر عام 2012 بدأت شومالي تُفكّر في إطلاق شركتها الخاصة. وعندما اشتكى لها أحد أصدقائها عن صعوبة الانتقال من شقة الى أخرى في الإمارات العربية المتحدة، وجدت الفكرة.
في نيسان/أبريل الماضي، أطلقت الموقع على الإنترنت الذي يسمح للزبائن بالتسجيل لمهمة انتقال محددة وتحديد الزمان والمكان وما هي الأغراض التي يريدون نقلها. بعدها، يعرض "موف سوق" الطلب على عدد من الشركات ثم يُعلم الزبائن عن الخيارات المتاحة لهم.
يقدم الموقع هذه الخدمة مجاناً للزبائن الا أنه يأخذ رسماً من شركات النقل مقابل خدمة ضمهم لقائمة الشركات وللتسويق. وتقول شومالي إن هذا الرسم أقل كلفة من حملات التسويق الأخرى التي قد تقوم بها هذه الشركات.
نظراً إلى أنّ "موف سوق" انطلقت منذ بضعة أشهر فقط، تمكّن الموقع من جذب عدد من شركات النقل وباقة من الطلبيات الا أنه يأمل بالتوسّع تدريجياً.
كيف ساعدها عملها كمستشارة في تأسيس شركة؟
على الرغم من أن العمل كمستشار لا يتطلب أخذ الكثير من المخاطر الخاصة، الا أن شومالي تشرح أن أوجه عدة من عملها ساعدتها في تأسيس شركتها.
- إيجاد الحلول: في كل حالة جديدة، كان علي شومالي إيجاد حلّ لمشكلة جديدة. وتقول: "تغيّر الاستشارات عقليتك وتحملك على التفكير دائماً بسبب لتحسين أمر ما."
- تأدية الواجبات: عندما أطلقت شومالي "موف سوق"، لم تكن تعرف شيئًا عن إنشاء موقع على الإنترنت أو الترويج له أو حتى عن مجال الانتقال. وبالتالي، قرأت الكثير والتقت بالزبائن وفهمت أخيراً ما تحتاج الى فهمه. وتشرح أن العمل على مشاريع متنوعة قد علّمها أن تقوم الأبحاث قبل إطلاق منتج ما.
- التكرار: أرادت شومالي أن تطلق الموقع سريعاً لتختبر الوضع وتحصل على ردود الأفعال وتقوم بالتغييرات اللازمة، وهي مقاربة تعلمتها خلال عملها في مجال الاستشارات. واستلهمت كثيراً من منهجيةالشركاتالناشئةالمرنة وعملت على تحسين الموقع بشكل مستمر. على سبيل المثال، أول ما تعلمته بفضل الاتصال بالزبائن بعد كل عملية انتقال هو أنها بحاجة الى تقسيم أفضل لموقعها لأن كل مستخدم يحمل توقعات مختلفة من كلّ شركات نقل.
- فهم كيفية إدارة فريق العمل: خلال عملها السابق، تعلمت شومالي إدارة فريق عمل. وتلتقي اليوم مع فريقها المؤلف من ٤ أشخاص مرتين يومياً أمام لوح أبيض للتركيز على "الإدراة البصرية". وقد ساعدها التركيز على الأرقام والأهداف والقيام بنقاش أسبوعي حول ما يعمل وما لا يعمل في الحفاظ على فريق مرن مثابر.
- بناء شبكة علاقات: يساعد العمل كمستشار مع مختلف الزبائن في بناء شبكة علاقات متواصلة. وقد ساعدتها شبكة علاقتها كثيراً لاسيما عند تشكيل فريق العمل لأنها ارتكزت على توصيات الذين تعرفهم وتثق بهم.
هل الأمر كافٍ؟
أكثر ما يميز شومالي هو أنها شخص منظم جداً ويبدو أنها مستعدة للتأقلم مع العقبات المختلفة. ولكن، هل استعدادها لريادة الأعمال أمر تعلمته خلال عملها كمستشارة؟ هل تحضرك منهجية البحث الجيدة ومهارات إدارة المخاطر عند اطلاق شركة جديدة؟
لا يظن أكرم بن مبارك، ريادي مغربي كان يعمل كمستشار، أن الأمر كافٍ. فحتى بعد العمل كمستشار، "لن نكون مستعدين بما يكفي(...) لأن الرياديين يجب أن يعتادوا على المجهول."
ولكن، يتّفق كلاهما على أن هناك تحدٍ واحد ليسوا مستعدين للتعامل معه" اختيار ما يريدون القيام به. يتألف اليوم من ٢٤ ساعة فقط وهم لا يملكون المال أو عدد الموظفين الكافي للقيام بكل شيء. لذلك، يجدر بالريادي أن يختار بتأنٍّ الأمور التي ستحقق أفضل النتائج وتطوير الشركة الى الأحسن.
ما رأيك؟ هل تظنّ أنّ العمل في مجال الاستشارات يهيئك لتصبح رياديًّا أفضل؟