لماذا ترك نصيف ياهو! لمحة عن تلفزيونه الاجتماعي الجديد
الأسبوع الماضي، أعلن أحمد نصيف،
احد أوائل رواد الإنترنت في الشرق الأوسط، عن استقالته من منصب نائب
رئيس شركة "ياهو!" Yahoo والمدير التنفيذي في الشرق الأوسط
وإفريقيا بهدف إطلاق "تلفاز"، شركة ناشئة للتلفزيون
الإجتماعي.
وفي بيان لها، أعلنت "ياهو"، ان أحمد، وهو ريادي رقمي حقيقي، كان جزءاً من فريق "مكتوب" Maktoob منذ ٢٠٠١ ولعب دوراً أساسياً في نموها على مدار السنوات من خلال شراء ياهو لشركة "مكتوب" عام ٢٠٠٩. نشكر أحمد على مساهماته ونتمنى له الأفضل في مساعيه المستقبلية."
ويُطلق أحمد شركة "تلفاز" بالتعاون مع تامر راشد، المدير التنفيذي ورئيس "مريل لينش" السابق في الشرق الأوسط وإفريقيا الذي أسس مؤخراً "هامتاب" Humtap، منصة لتبادل تسجيلات الموسيقى الأصلية. وستقدم "تلفاز" للمستخدمين فرصة "تبادل ومناقشة واكتشاف المضمون التلفزيوني بطريقة سهلة وبديهية ومسلية" مع التركيز على الأسواق الناشئة.
ويعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجهها شركة ناشئة للتلفزيون الاجتماعي اكتساب قاعدة مستخدمين كافية لجعل التجربة تستحق الاهتمام وجذب هؤلاء المستخدمين لئلا يزوروا منصات أخرى. قد ينطبق الأمر على أي شركة ناشئة ولكن، عندما تعتمد قيم المنصة على المحادثات الاجتماعية، يصبح الأمر أكثر دقة لنجاح المنصة من المرة الأولى وللعمل سريعاً للحفاظ على الجمهور.
وبفضل منصة بسيطة تعمل على الإنترنت والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، يأمل أحمد وتامر تجنب عقبة استخدام الأدوات التي توفرها مثلاً الأجهزة التلفزيونية الذكية أثناء العمل سريعاً على كسب حصة من السوق من خلال اطلاق الشركة أولاً في المنطقة العربية وإفريقيا مع مكاتب في كاليفورنيا ودبي.
وفي ما يلي، لمحة عن ما يقدمه التلفزيون الإجتماعي للأسواق الناشئة:
لماذا أرتدتم اطلاق منصة نلفزيون اجتماعي للأسواق الناشئة؟
أحمد: لا شك أن مشاهدة التلفزيون فيما ننظر الى شاشة ثانية ظاهرة عالمية الا أن الفرصة واضحة في الشرق الأوسط بفضل ثلاثة عوامل:
١. الاستهلاك الكبير للتلفزيون. خلال السنوات القليلة الماضية، ارتفع استهلاك المحمول في حين لم ينخفض استهلاك التلفزيون. يمضي الأفراد ساعات إضافية على أجهزة أخرى.
٢. استعمال مرتفع للهواتف الذكية. فاق استخدام الهواتف الذكية كل ما رأيناه في الأسواق الناضجة: معظم الدول الخليجية تحتل خانة المئات. في حين، تسعى الدول الأخرى باللحاق بالمركب. في مصر، نجد حوالى ٧٠٪ من الهواتف في حين أن اقتناء الهواتف الذكية يتراوح بين ١٥ الى ٢٠٪ ورتفع سريعاً.
٣. استخدام كبير لوسائل الإعلام الإجتماعية. تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى على يوتيوب في العالم من حيث الالتزام. أما في ما يتعلق بفايسبوك، فتحتل دول كتركيا ومصر المرتبة العاشرة أو الخامسة عشرة. ويظهر نمو تويتر السريع جلياً وحتى عدد الأشخاص الذين يمضون وقتاً على منتديات النقاش يعتبر فرصة كبيرة.
تامر: في عدد كبير من المواقع، يتصل الأشخاص بالشبكة مباشرة من أدواتهم الذكية من دون استخدام الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر مما يزيد من التفاعل الإجتماعي.
ما الفرق بين مشاهدي البرامج في المنطقة والمشاهدين الآخرين؟
تامر: إذا نظرنا الى الإحصاءات، نجد أن الأفراد في الشرق الأوسط يشاهدون البرامج المباشرة أكثر من الأفراد في الولايات المتحدة حيث يشاهدون أكثر مقاطع الفيديو على الطلب أو موقع "نتفليكس" Netflix . ويميل الأفراد الى مشاهدة التلفزيون في مجموعات في حين أن التجربة أكثر عزلة في الولايات المتحدة.
أحمد: وفي رمضان، يشاهد الجميع المسلسلات، إنها تجربة اجتماعية. في الأسواق الناشئة، لن يخسر التلفزيون مكانته في أي وقت قريب.
من السهل عادة فتح نقاش اجتماعي حول أبرز البرامج التلفزيونية على غرار "عرب أيدول". كيف تتوقعون جذب الكثير من المشاهدين خلال عرض البرامج العادية؟
أحمد: في الواقع، نجد دائماً برنامجاً تلفزيونياً مهماً في المنطقة العربية. أكان برنامج "عرب أيدول" الأخير أو "ذي فويس" أو باسم يوسف أو البرامج المباشرة، سيكون لدينا دوماً موضوع للنقاش.
تامر: أحد المواضيع الذي نحاول ايجاد حل له هو أن البرامج التلفزيونية باتت تعتمد على تطبيقاتها الخاصة. ولكن، مع تواجد عشرات البرامج المختلفة، أتريد حقاً التسجيل على تطبيق تلو الآخر أو تريد التوجه الى مكان واحد للتواصل مع أصدقائك؟
هل هناك أمر خاص ألهمه تغيير النظام والنزاع خلال السنوات الأخيرة في المنطقة العربية لاطلاق تلفاز؟
تامر: أظن أننا رأينا مدى تأثير فايسبوك وتويتر في الأحداث الأخيرة خلال السنوات الماضية. ويستخدم الأفراد وسائل الإعلام الإجتماعية للحصول على الأخبار. في مصر، يعتمد المواطنون على تويتر أكثر من الأخبار الحكومية. نريد توسيع هذه التجربة.
هل ستقدمون الإعلانات مباشرة على المنصة؟ وهل ستكمّل الإعلانات على "تلفاز" الإعلانات التلفزيونية أو الخروج من سوق الإعلانات التلفزيونية التي تسيطر، في المنطقة العربية على مجال الإعلانات؟
أحمد: نركّز أولاً على تجربة المستخدم. ولذلك، من المهم، اياً تكن الإعلانات التي نقدّمها، أن نكون مهمة بالنسبة للمستهلك.
تامر: لن تقضي الإعلانات الرقمية على التلفزيونية منها لا بل ستساعد "تلفاز" المحطات التلفزيونية بثلاث طرق:
١. يمكننا أن نطلع مدراء القنوات التلفزيونية على من يشاهد برامجها ومتى وكيف بفضل بيانات غنية.
٢. يمكننا مساعدة القنوات التلفزيونية على زيادة نسبة المشاهدين لاسيما أن الأشخاص الناشطين اجتماعياً غالباً ما يشجعون أصدقاءهم.
٣. يمكننا أن نقدّم مضموناً مميزاً للمزيد من المشاهدين وجذبهم الى هذه التجربة
من بين أهم المواضيع التي تم التطرق اليها في مؤتمر "عرب نب" هو أن المضمون المميّز مبدأ "ميت" أو كما شرحه عبدالرحمن طربزوني من جوجل: "المضمون المميّز هو كل ما تريد مشاهدته." ما رأيكما بالمضمون المميز في "تلفاز"؟
أحمد: يتغيير المضمون المميّز مع تغيير الجمهور. إذا كان مستخدم مهتم بمضمون ما، قد يكون مميزاً بالنسبة له أو لها بغض النظر عن نوعية إنتاجه. ولا أظن أن التميّز مرتبط بمنصة معينة. نشهد جمهوراً واسعاً لمقاطع فيديو تعرض على يوتيوب والوسائل السمعية أو حتى على قناة "أم بي سي".
تامر: في الولايات المتحدة، يكمن المضمون المميز في المضمون الإضافي التي تشاهده بعد البرنامج الأصلي عل غرار برامج " وراء الكواليس". ونطمح الى التركيز عليها في "تلفاز".
بدأت "جوجل ناو" بتقديم أخبار اجتماعية مرتبطة بالبرامج التلفزيونية الا أنه يفترض بك وصل جهازك بشبكة التلفزيون نفسها للحصول على التحديثات المباشرة. هل تواجه "تلفاز" المشكلة ذاتها؟
أحمد: سأشرح لك الأمر على النحو التالي: إذا كنت تملك تلفزيون بالأبيض والأسود من الستينيات، ستعمل التكنولوجيا التي نستخدمها بشكل جيد أيضاً.
هل ألهمك العمل مع ياهو في هذه المغامرة الجديدة؟
أحمد: التحقت بـ"مكتوب" عام ٢٠٠١ بعد أشهر من تأسيسيها. ولذلك، فطالما كنت، خلال مسيرتي، مقرّباً من البيئة الريادية في الشرق الأوسط.
مؤخراً، أحسست بالحاجة الى العودة الى جذوري والعمل في مجال الشركات الناشئة. وتوفّر هذه المنطقة مساحة رائعة. لا تشكّل منطقة الشرق الأوسط بما فيها تركيا وإفريقيا محط اهتمام الكثير من الشركات الدولية الا أنها ستحظى باهتمامها قريباً لأن الجمهور ينمو هنا. وسنشهد مضاعفة الانفاق في المجال الرقمي عاماً بعد عام. بدأت أنا وتامر في مناقشة فكرة "تلفاز" قبل أشهر. ونعتبر أن الفكرة متينة نظراً لأتنها تجمع الرقمي والمحمول والتلفزيون.
تامر: بعد العمل في نيويورك ووال ستريت طوال ٢٥ عاماً ثم الانتقال الى دبي كرئيس لشركة مريل لينش في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فكّرت بتأسيس شركة ناجحة لحسابي الخاص وليس لحساب شركة كبيرة.
متى ستًطلق "تلفاز"؟
تامر: نركّز حالياً على المنتج. ولن نُطلق المشروع الا عندما نتأكد أننا سنقدم منتجاً فعالاً يستجيب لتوقعات المستخدم.