كيف تهدّد العملة الرقمية الوضع الراهن العالمي؟
أكد بامير جيلينبي، الشريك في "هامنغبيرد فنتشرز" Hummingbird Ventures في حديث يوم الخميس الماضي، أن "العملة الرقمية بيتكوين هي أهمّ ابتكار منذ الانترنت".
ومن أجل اكتشاف مستقبل هذه العملة الرقمية المشفرة، يطلق جيلينبي، مؤتمراً ليوم واحد الأسبوع المقبل في لندن يقتصر على الدعوات فقط ويجمع أعضاء بارزين بين مستخدمي بيتكوين، من أجل مناقشة قابليتها على الاستمرار وقدرتها على تحويل المالية العالمية بشكلها الحالي. (سجّل هنا).
ستتراوح مواضيع الجلسات بين مسائل قانونية وفرص استثمارية وحتى إمكانية أن تعتمد أيسلندا الـ "بيتكوين" كعملتها الوطنية. وبعبارة أخرى، إن كان لديك سؤال لم تجد له إجابة في فيديو بيتكوين 2013، يمكنك أن تحصل على الجواب في لندن، الإثنين في الثاني من تموز/يوليو.
ويقول جيلينبي "عليك أن تجرّبها كي تعرف ما هي. فهي ستنمو بسرعة كبيرة جداً".
إذاً ما هو الثوري في بيتكوين؟
تسمح للمستخدمين بتحويل المال بسهولة وعلى الفور، مقابل رسم يشكل نسبة صغيرة من رسم التحويل الحالي. ويقول جيلينبي إن "ملايين الناس لا يزالون من دون حساب مصرفي لأنه مكلف جداً". ويأسف لواقع أن المال يأخذ وقتاً طويلاً ليتحوّل ويترافق مع رسوم مرتفعة ما يضع نظامنا المصرفي في "القرن التاسع عشر".
يسمح بتعاملات مجهولة ولا يمكن رصدها. هذا يعني أن بإمكان المستخدمين أن يتجاوزوا ضرائب الحكومة ورسوم المصارف وربما أيضاً أي رسم تفرضه هيئة التنظيم المالي. وإلى أن تخضع "بيتكون" لأنظمة حكومية أكثر صرامة، تستخدمها الحكومة الأميركية للالتزام بقوانين مكافحة تبييض الأموال.
يمكن أن تكون مربحة جداً. يتمّ إنتاج ما مجموعة 21 مليون بيتكوين مع حلول عام 2040. وفي الوقت الرهن، ثمة حوالي 11 مليون بيتكوين في التداول تقدر بحوالي 1.1 مليار دولار وهو ما يشكل ارتفاعاً بثماني مرات في القيمة منذ بدء العام الجاري.
وبالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى تحقيق ربح سريع، قد تكون المكافآت أكبر بكثير من المخاطر. ويقول إيريك فورهيز، مؤسس "كوينابولت" Coinapult (الذي سيشارك في المؤتمر) لـ"ديلي دوت" إن "بيتكوين ستحقق آلاف الدولارات في العملة الواحدة. فعدد الصناعات والمجتمعات والعادات والتقاليد وحتى التفاعلات بين الأفراد، التي قد تُحدِث بيتكوين ثورة فيها، هائلة".
ولكن أي شيء ثوري يتضمن مخاطر أيضاً:
في تقلّب دائم. ففي حين أن سعر بيتكوين يكون 100 دولار على معظم منصات التبادل الإلكترونية، تأرجح بين 30 و266 دولار خلال الأشهر القليلة الماضية. ويعترف جيلينبي بأن "التقلّب سيستمر".
لا تُستخدم على نطاق واسع. بيتكون كما هي الآن هي سلعة أكثر منها عملة كون القليل فقط من المواقع التجارية على الإنترنت وخارجه تقبلها كوسيلة دفع مشروعة (إليكم لائحة بالتجار الذين يقبلون بيتكون).
غير أنها تتغير، فهنا رجل يبيع منزله في ألبرتا بكندا مقابل عملات بيتكون وفي لندن ثمة حانة تقبل العملة الرقمية.
ضعيفة أمام الهجمات. "أم تي غوكس" Mt. Gox هي المنصة الأصلية والأولى لتبادل العملة الرقمية التي لا تزال تجري عليها تداولات بيتكون يومياً، وقد صمدت سلسلة من هجمات لإيقافها هذا العام. ومؤخراً، أطلق قراصنة مواقع مزيفة لخداع التجار من أجل تحميل برمجيات خبيثة تخترق حساباته.
ستخضع للتدقيق. يقول مؤيدو بيتكوين إنه بسبب كون جميع التعاملات المجهولة قابلة للرصد، فمن الصعب وجود أموال مبيضة على المنصة.
ولكن كما يقول تيموثي بي لي (ليس بيرنرز لي) في "واشنطن بوست"، فإن هذا لا يعني أن التبادلات يمكن رصدها بسهولة ومعرفة هويات أصحابها ولا تزال الحكومة تملك قدرة محدودة جداً لتطبيق القانون.
ولكن يمكن للحكومات أن تلاحق المواقع المركزية بما يكفي لتتم مراقبتها. ففي عام 2009، أوقفت الحكومة الأميركية "إي غولد" e-Gold وهي عملة يمكن مبادلتها بالذهب في تعاملات مجهولة أيضاً. ومؤخراً قامت الحكومة بإغلاق "ليبرتي ريزيرف" Liberty Reserve لتبادل العملة الافتراضية بقيمة 6 مليارات دولار، لأنه كان "المصرف المفضل لدى العصابات الإجرامية".
و"أم تي غوكس" في خطر حقيقي، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2012 بأن 20% على الأقل من تعاملات بيتكوين اليومية أنفِقَت في السوق السوداء. إلاّ أن مستخدمي بيتكوين قد يكونوا قادرين على الهروب من التدقيق عبر الانتقال إلى منصات غير مركزية مثل "أوبن ترانساكشن" Open Transactions (أي التعاملات المفتوحة) أو "ريبل" Ripple (الذي سيشارك مؤسسه في المؤتمر أيضًا). وحين يحصل ذلك قد تلجأ الحكومات إلى تكتيكات أخرى.
بيتكوين في الأسواق الناشئة؟
يعتبر البعض أن كينيا مع منصتها "أم بيزا" M-PESA، الواسعة الانتشار لتبادل الأموال على الإنترنت، يمكن أن تكون سوقاً مثالية لـ"بيتكوين". ولكن اللاعبين الحاليين، أي شركة سافاريكوم للاتصالات التي تدير "أم بيزا" والحكومة الكينية، من المرجح أن يحاربا بيتكوين بكل ما أوتيا من وسائل من أجل عدم التخلّي عن الضرائب التي تفرض على تعاملات "أم بيزا" والتي تشكل 30% من الناتج المحلي الكيني.
وفي الشرق الأوسط، لن ترحب الدول التي لا توافق على تقنيات نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت VoIP، بالتأكيد باستخدام بيتكوين من دون تنظيم مكثف. ونظراً إلى أن بيتكوين قد تغيّر جذرياً موازين القوى في السياسات العالمية، على فلسطين أن تعتمدها كعملة وطنية أو أن تستخدمها دول مثل إيران أو سوريا للتحايل على العقوبات الدولية.
غير أن جيلينبي قال إن الآثار السياسية لـ"بيتكوين" ليست الموضوع الذي سيركز عليه المؤتمر في لندن، مضيفاً "نُدين ما وصلت إليه بيتكوين إلى المطورين الليبرتاريين ولكن هذه الأيام قد ولّت".
سجلوا لحضور المؤتمر يوم الإثنين الواقع في الثاني من تموز/يوليو لمعرفة المزيد عن وضع بيتكوين اليوم، ولقاء كبار المفكرين وراء هذه العملة. (اللائحة الكاملة هنا) ومن بينهم:
باتريك مورك من مؤسسة بيتكوين التي تضع معايير بيتكوين وتحميها.
شاكيل خان، مؤسس "كوين ديسك" Coindesk مصدر أخبار العملة.
نيج كودريك، المدير التنفيذي لـ"بيت ستامب" BitStamp، ثاني أكبر منصة تداول لـ"بيتكوين" (الأولى هي أم تي غوكس).
فيني لينغمان، مؤسس "غيفت" Gyft وهي بطاقة هدايا على المحمول بدأت للتو تسمح للمستخدمين باستعمال بيتكوين.
ستيفان تومتس، كبير المطورين في "ريبل" وهي شبكة ائتمان مباشر يمكن أن تسهّل تداول بيتكوين أو أن تصبح أحد أكبر منافسيها.
لوزيوس ميسر، مؤسس صندوق بيتكوين، وسيلة استثمار منظمة لتوظيف أموال بيتكوين مع مكاتب في مالطا وسنغافورة وروسيا.
سيتم نشر فيديوهات من المؤتمر على موقع "بي تي سي لندن" (btclondon.com) بعيد انطلاق المؤتمر وسننشر ملخصات عن أبرز النتائج.