مشروع سيمبليا يسعى الى دمج تصميم المستخدم في السوق المصرية
بينما تركز غالبية الشركات الرقمية المبتدئة في المنطقة العربية على جانبي البيزنس والتكنولوجيا، لا يحظى المستخدم أو الزبون بالأولوية المتوقعة رغم أنه العنصر الأساسي في نجاح أي مشروع. هناك العديد من الأمثلة على اخفاق شركات تكنولوجية لم تراعِ احتياجات ومتطلبات المستخدم.
عبد الرحمن أسامة، مصمم مواقع انترنت، كان هدفه الأول المستخدم، ولهذا تخصص منذ عام 2005 في مجال التصميم بناء على خبرة المستخدم أو User Experience Design (UX) ليركز على كيفية توصيل التكنولوجيا للمستخدم بشكل سلس وجذاب. وفي 2008، بدأ العمل مع عملاء من كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا، حتى عاد لوطنه مصر مع قيام الثورة، آملا في أن يقدم خبرته للسوق المصرية، لكن الواقع كان مغايرا.
"لم أجد اهتماما جادا بالـUX في مصر، حتى هؤلاء المقتنعين بأهميته غير مستعدين للانفاق على تحسينه لأنه مكلف"، هكذا وجد أسامة السوق المصرية، فكان الحل الذي توصل إليه، تصميم مواقع إلكترونية وتطبيقات للهواتف المحمولة بنظام الـUX حتى يظهر الفارق للجمهور من شركات وأفراد.
فأنشأ أسامة "سيمبليا" Simpleia (شركة تحت الإنشاء) لتصميم منتجات وماركات ترضي ذوق المستخدم على المستويات الذهنية أو العقلية والعاطفية وقرر البدء في انتاج منتجه الخاص ليكون عنصر جذب للشركات الأخرى لطلب الخدمة، فضلا عن كونه عملا مربحا في الوقت نفسه. واختار أسامة مجال التجارة الإلكترونية للبدء والعمل على تصميم موقع جديد يعالج جميع العيوب التي تعاني منها المواقع الموجودة حاليا لتبيان الفارق بين التصميم العادي وتصميم الـUX. ولم يكشف أسامة عن المنتج الذي سيتم بيعه عبر الموقع التجاري، وإن قال عنه إنه لا يباع حاليا على الانترنت رغم أهميته، لكنه كشف عن مفاجأة وهي أن الموقع لن يحتوي على أي اعلانات وسيعتمد فقط على دخله من صفقات البيع التي ستتم.
التصميم للمستخدم
يقول المصمم المصري: "البراند ليس مجرد شعار بل هو ثقافة ومجتمع. والتصميم ليس سؤالا عن كيف يبدو المنتج بل كيف يعمل".
وللإجابة على سؤال "كيف يعمل"، يقول أسامة إن تصميم الـUX يمر بثلاث مراحل تبدأ ببحث المستخدم User Research أي من هو المستخدم؟ وكم عمره؟ وما هي خلفيته؟ وكيف تبدو شخصيته؟ وفي أي ظروف أو سيناريو سيستخدم المنتج؟ وللإجابة على هذه التساؤلات، يتم جمع بعض المستخدمين في لقاءات ومناقشة الأمر معهم واستخلاص النتائج من الحوار المباشر.
بعد جمع المعلومات، تتم هيكلتها Information Architecture وتحديد الخصائص التي ستضاف للمنتج (الموقع أو التطبيق أو أيا كانت طبيعة المنتج الذي نصممه) والقواعد الذي سيعمل بها والمدخلات والمخرجات وما يشبه خارطة الطريق الذي سيتعامل معها المستخدم، ومن ثم تحديد الشكل النهائي للمنتج.
أما المرحلة الثالثة فهي التصميم التفاعلي Interaction Design، وهو المعتمد على وضع الأطر المحددة التي سيتشكل وفقها المنتج Wireframing، ثم يقوم المصمم التفاعلي بترجمة هذه الأطر إلى أشكال بصرية UI، آخذا في الاعتبار تتابع الألوان الذي سيستخدم وسيقود إلى تتابع أفعال معينة.
وتعد شركتي "آي دي أو" IDEO و"أدابتيف باث" Adaptive Path أشهر شركتين في هذا المجال على مستوى العالم.
تقنية بلا حدود
ويسعى أسامة في شركته، التي يعمل على تسجيلها رسميا، لضم أكبر عدد ممكن من المصممين المصريين المتخصصين في الـUX لتطوير المفهوم في السوق المصري بشكل علمي بدلا من "فهلوة" البعض، كما يقول أسامة. وعلى الرغم من أنه لا يوجد تخصص أكاديمي واضح في الـUX، إلا أن هناك بعض المجالات المرتبطة مثل التفاعل الإنساني مع الحاسوب الآلي Human Computer Interaction، والذي درسه أسامة بجامعة هارفارد الأمريكية إلا أن ظروف شخصية منعته من إكمال دراسته.
لا ينحصر هذا النوع من التصميمات فقط في المواقع وتطبيقات الهواتف المحمولة بل يشمل أيضا أشكال ماكينات الصرف الآلي التابعة للبنوك أو تقنيات جديدة مثل شاشة عرض صغيرة على الثلاجة توضح لك بعد لمسها ما تحتويه الثلاجة من منتجات وغيرها الكثير. ويضيف أسامة ان "هذه التصميمات متطورة جدا في الخارج حتى أنه بات يوجد قسم خاص بتصميم الـUX وليس فردا واحدا، بينما نحن ما زلنا نحاول اقناع الشركات بجدواها والإنفاق عليها".
ربما لا تكون الشركات الناشئة قادرة على تحمل تكاليف هذه التصميمات المتقدمة، لكن أسامة يؤكد أنها ليست "فلوس في الأرض" وإنما يزيد تصميم الـUX من نسبة نجاح المشروع لأنه يركز على المستخدم. فإذا كسبه، ضمن صاحب المشروع النجاح بنسبة كبيرة. ويطرح مؤسس "سيمبليا" إمكانية الشراكة في مشروعات ناشئة بتصميم الـUX، مؤكدا أن التركيز على المستخدم وطريقة توصيل التكنولوجيا له أهم من التكنولوجيا نفسها ولأن هذا هو أول الطريق لصناعة منتج يغير شكل حياة الانسان.