أتريد قسيمة حسم على سيارة رياضية؟ فرصتي يقدّم لك عروضاً يومية على الطريقة السعودية
لا تشبه العروض اليومية في المملكة العربية السعودية
العروض الأخرى في أي مكانٍ آخر. فأين يتاح لك شراء سيارة "بنتلي"
Bently على الإنترنت مع حسم بنسبة 32%؟
يقول ألبر سيلين، مؤسس فرصتي، موقع العروض اليومية
الأكبر في السعودية: "حتى بعد مضي أشهر على تلك الصفقة، ما زال
الناس يتصلون بنا ليسألوا ما إذا تبقّى لدينا أي سيارات "بنتلي" نريد
بيعها مع حسم".
يتأمل سيلين، التركي الأميريكي الذي يعيش الآن متنقلاً بين الرياض ودبي، مضيفاً: "من نحن لنسوق سيارات "بنتلي"؟" إذا كان النجاح العالمي الذي شهدته العروض اليومية في السنوات القليلة الماضية قد أثبت أيّ شيءٍ، فهو أنّ الجميع يحبّ الحسومات، وحتى المتسوّقين السعوديين الذين أنفقوا أكثر من 520 مليون دولار على الانترنت في العام 2010.
للتصدي لاحتياجات السوق السعودية، انطلق موقع "فرصتي" Fursaty في نيسان/أبريل 2012 ليقدّم حسومات على سلع أغلى ثمناً، وبخاصة على السيارات الرياضية في قسمها الملقب بـ "أفضل العروض" (Super Deals). بفضل هذه العروض واسم "فرصتي" وتصميمه المزخرف، تم إنشاؤه ليتوجه بشكلٍ خاص لسوق الخليج. وفقاً لـ سيلين: "ألواننا وعلامتنا التجارية وفريقنا كلّها محلية". فباستثناء سيلين والمدير العام التركي أولوك يوكا، كل من تبقى في الفريق هو إمّا سعودي الأصل أو وُلد في البلاد.
إلى ذلك، فإنّ 50% من أفراد فريق "فرصتي" نساء يعملن في مكاتب مخصّصة لهنّ في "فرصتي" في الرياض أو من منازلهن في جدّة والدمام. كما أنّ أغلب العاملين خريجون جامعيون جدد قد اعتادوا على نمط بيع "فرصتي" السريع، بحسب سيلين.
ويعلق سيلين قائلاً: "أجد أن النساء كادحات أكثر في عملهنّ". فهنّ يبرعن في إبرام صفقات لا يستطيع الرجال إبرامها. ويضيف: "إذا كنت تبرم صفقات للنساء، فلا يمكن للرجال دخول صالون تجميل الأظافر".
التركيز على الشراكات
عانى نموذج العروض اليومية في الشرق الأوسط كما في سائر الأسواق
الناشئة، من حركة ارتجاعية بعد أن لقي رواجاً كبيراً في بادئ الأمر.
فسوق الشرق الأوسط التي شهدت على أعدادٍ هائلة من الصفقات المبرمة
يومياً شهدت السنة الماضية إغلاق موقع "GoNabit" الذي لاقى نجاحاً
كبيراً في البداية، وذلك بعد أقل من عام على استحواذ موقع "ليفينج
سوشيل" LivingSocial عليه.
وفي حين أن المنافس "كوبون" Cobone ما زال موقع العروض اليومية الأكبر في المنطقة، يعمل موقع "فرصتي" الذي أسّسته شركة الاستشارات والاستثمار، CommitNetwork، للتفوق على منافسه بإبرام سلسلة من الشراكات مع شركات الاتصالات والمصارف لتوزيع عروضه.
وقّع موقع "فرصتي" العام الماضي اتفاقاً مع البنك
السعودي البريطاني (SABB) ليقدم حسومات حصرية لحاملي بطاقات إئتمان
SABB أيام السبت. فيما أنّ موقع العروض لا يقدم حالياً خيار الدفع
النقدي عند الاستلام، تساعد هذه الشراكة في التحفيز أكثر على استخدام
بطاقات الائتمان.
كما أبرم "فرصتي" للتو صفقةً مع شركة الاتصالات السعودية (STC) لإمداد
موقع العروض اليومية الأول لشركة الاتصالات، stc-deals.com. بدلاً
من إنفاق مبالغ هائلة على الإعلانات لاكتساب زبائن جدد، تنوي "فرصتي"
توسيع رقعة شراكاتها لتشمل جميع أنحاء السعودية ودول مجلس التعاون
الخليجي كلّها، باستثناء الإمارات العربية المتحدة، بحسب سيلين.
تحديات الدفع على الإنترنت
يراهن موقع "فرصتي"، بفضل صفقةٍ أخرى يعمل عليها مع مؤسسة البريد السعودي لإنشاء مركز تسوق إلكتروني، e-mall، على أن الشراكة هذه ستمسح له بالازدهار في سوق يُعرف عنها أنها تفضّل الدفع النقدي عند التسليم.
في حين أنّه يمكن للدفع النقدي عند التسليم (COD) أن يسفر عن قسائم غير مدفوعة وغير محصّلة، ما يخفّض من فعالية الموقع وهامش ربحه الإجمالي، غالباً ما يكون الأمر ضرورياً لتجّار التجزئة على الانترنت في السوق السعودية، إذ تُطلب هذه الخدمة في ما يناهز 70% من الطلبيات.
ويقول سيلين: "تبقى طرق الدفع التحدي الأكبر الذي نواجهه. ما زلنا نتلقى تعليقاتٍ من زبائننا عندما يحاولون الدفع نقداً في مكاتبنا في الرياض".
فيما يقدّم الموقع حالياً إمكانية الدفع عبر "باي بال" PayPal و"كاش يو" CashU، يعمل أيضاً فريقه على حلٍ جديد لدمج الخدمة مباشرة مع الحسابات المصرفية عبر الانترنت، على أمل استنفاد الخيارات الأخرى كلّها قبل اعتماد خدمة الدفع النقدي عند التسليم.
تأمل الشركة الأم CommitNetwork أن يتوسع هذا النموذج
فيما يتصدّى لنماذج تجارة إلكترونية أخرى، مثل طلب الطعام على
الانترنت التي كان "يميكسيبيتي" Yemeksepeti رائداً فيها في تركيا. إذ
من الصعب (وحتى من الغباء) أن ينظر صاحب مشاريع تركيّ إلى
التمويل الذي تلقته تلك الشركة مؤخراً من "أتلانتيك جنرال" بقيمة 44
مليون دولار وألاّ يحاول نسخ هذا النموذج في أكبر سوق للمنطقة
العربية؛ وبذلك ستطلق CommitNetwork قريباً موقعاً "أكلتي" Aklaty لهذا الهدف بالتحديد.
فيما يستمر قطاع التجارة الالكترونية في النموّ في الشرق الأوسط، تثبت
نماذج العمل بين الشركات التجارية والشراكات المبرمة مع شركات
الاتصالات عن فعاليتها في تحقيق الأرباح، في سوقٍ قد لا يكون فيه
الاعتماد على المستهلكين وحدهم الطريق الأسرع إلى جني الأرباح.
وفيما يزداد اهتمام شركات الاتصالات في تمييز نفسها، بات الآن السباق الإقليمي قائماً على رؤية من بإمكانه إبرام الصفقات أولاً واختبار الطلب.