هل ستستطيع منصة أنغامي للموسيقى مواجهة منافس عالميّ؟
هل يمكن أن تصمد شركة "أنغامي" Anghami اللبنانية التي انطلقت مؤخراً أمام منافسها الدولي "ديزير" (Deezer)؟
بعد أن أعلنت "ديزير" في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2012 أنها جمعت 130 مليون دولار لتوسيع أعمالها دولياً، كشفت الأسبوع الماضي نيتها في التوسّع إلى عدة دول، بينها تقريباً كافة المنطقة العربية (الجزائر، البحرين، مصر، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، المغرب، عمان، قطر، السعودية، تونس، الإمارات واليمن).
وفي موازاة ذلك، أصبحت شركة "أنغامي" اللبنانية الناشئة لسماع الموسيقى العام الماضي، في قائمة أشهر التطبيقات لنظام تشغيل "آي" في 12 دولة عربية، وجمعت حوالي نصف مليون مستخدم خلال ثلاثة أشهر، 30% منهم يستخدمون الخدمة يومياً. ومؤخراً صُنّفت "أنغامي" من بين أفضل شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأفضل شركة ناشئة للترفيه أو التسجيلات الصوتية أو الفيديو في "أوروباس" Europas خلال عام 2013. ولكن هل لدى هذا الفريق المؤلف من 11 شخصاً ما يجب ليواجه لاعباً دولياً عمره 6 أعوام؟
الاعتماد على المحمول
إذا كان مؤسسو "أنغامي" يعرفون أمراً واحداً فهو أن الناس يستهلكون الموسيقى بشكل مختلف في كل جزء من العالم. ويشرح المؤسس الشريك إيلي حبيب أن "أنغامي" تعمل بجد لخلق تجربة فريدة للمستمعين في المنطقة العربية. فعلى سبيل المثال، غالباً ما يفضل المستهلكون في المنطقة موسيقى المحمول ليتشاركوها بسهولة مع أصدقائهم. لذلك فإن "أنغامي" متوفّرة فقط على الهواتف الذكية.
غير أن "ديزير" متوفرة على موقع إلكتروني أيضاً. وفيما تعتبر "أنغامي" أن التركيز على المحمول يميّزها عن غيرها، تتمتع "ديزير" بحضور على الهواتف الذكية وعلى شبكة الويب في الوقت نفسه. غير أن "أنغامي" تقدم خدمة سماع موسيقى على جميع منصات الهواتف الذكية تقريباً، فيما حضور "ديزير" على المحمول محدود أكثر.
ويشير حبيب إلى أن المستهلكين، لا سيما في المنطقة، غالباً ما يبحثون عن منصة سماع موسيقى لاكتشاف موسيقى جديدة. و"أنغامي" تعطي اهتماماً خاصاً بالاكتشاف والتوصيات، كما يشرح حبيب الذي يضيف "بدأنا مع وظيفة منسّق أغاني شخصي (Personal DJ) لأننا أردنا مساعدة الناس على اكتشاف الموسيقى".
وكشف لنا أن "أنغامي" تطلق خاصيات جديدة قريباً بينها نسخة عربية في وقت لاحق هذا العام وواجهات جديدة لبرمجة التطبيقات لتشجيع المطورين المستقلين على الإضافة على المنصة. وفي الوقت الحالي فإن 75% من الهواتف الذكية لمستخدمي "أنغامي" معدة بالإنكليزية و25% فقط باللغة العربية.
ويقول حبيب بتحدٍّ إن "ديزير تركّز على 180 دولة، فيما نحن على 15 وليفز الأفضل".
ومن المقرر أن تتنافس المنصتان أيضاً مع "يلا للموسيقى" Yala Music التي تأسست عام 2010 وهي متوفرة على المحمول والإنترنت في الشرق الأوسط.
الخاصيات مقابل المنوعات
قبل إطلاق "أنغامي"، حرص إيدي ماروني وإيلي حبيب على الحصول على صفقات رئيسية مع علامات إقليمية ودولية. وهما في الوقت الراهن يعرضان محتوى مرخّصاً له من شركات عربية رائدة مثل "روتانا" و"مزّيكا" و"ميلودي"، ولكن أيضاً من شركات عالمية مثل "سوني" Sony و"إي أم آي ووارنر" EMI Warner و"يونيفرسيل" Universal. وأكبر رصيد لديهم الآن هو عقد حصري لمدة ثلاث سنوات مع روتانا للاستماع إلى الموسيقى في لبنان والإمارات والسعودية.
وتقيم "أنغامي" أيضاً شراكة مع "أورنج" Orange في الأردن وهي تستعد لإطلاق شراكة قريباً مع "زين" Zein في الكويت. وستبني شراكات مع شركات اتصالات أخرى مع 3 أو 4 شركات إضافية في المنطقة، كما يقول الفريق، كما سيضعون اللمسات النهائية على صفقة مع شبكة "أم بي سي" الإعلامية. ومن خلال هذه الشراكات، تأمل "أنغامي" في بناء الثقة لدى المستهلكين قبل دخول شركات أخرى إلى السوق.
وقد أطلق الكثير من الفنانين أيضاً ألبوماتهم بشكل حصري على "أنغامي" ويأمل الفريق بأن يجذب المزيد. فهل بإمكان "ديزير"، مع قائمته الكبيرة من الموسيقى ونموذجه الصلب، أن يقلب منصة تقيم شراكات إقليمية رئيسية. إذ ان المستخدمين قد لا يرغبون في الانتقال إلى منصة أخرى بعد أن حفّظوا موسيقاهم المفضلة وقوائم الاستماع الخاصة بهم.
لدى "ديزير" أفضلية مميِّزة وهي امتلاكه قائمة موسيقى عالمية كبيرة تضم 20 مليون أغنية أو مقطوعة موسيقية متوفرة للاستماع. غير أن ذلك لا يشعِر حبيب بأي تهديد، ويقول إنّ "الجميع يقولون لدينا 20 مليون أغنية ولكن معظم الناس ينتهون بالإصغاء إلى 100 ألف أغنية. كل ما يهمّكم فعلاً هو القائمة المركزية. واليوم لدينا مليون ونصف المليون أغنية، وفي أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو سيكون لدينا 5 أو 6 ملايين أغنية". ويقول حبيب إنّ "أنغامي" تفضّل التركيز على نوعية الموسيقى وجذب المستمعين الإقليميين، لا كمية أغاني كبيرة.
منافسة صحية
قد يكون القليل من المنافسة جيد لـ"أنغامي" وللسوق. وكما سبق أن أكّدت الكثير من شركات خدمات سماع الموسيقى في الماضي، فإن المنافسة الكبرى ليست بين خدمات الموسيقى القانونية بل مع القرصنة.
ويقول حبيب "نشعر بالحماسة لدخول "ديزير" السوق. فهذا يؤكد أننا في الزمان والمكان الصحيحين. ونتطلع قدماً إلى خوض منافسة صحية. ففي نهاية المطاف، سيستفيد المستخدمون منها".
ومن المتوقع أن تتعايش الخدمتان مع بعضهما البعض بسلام لفترة من الزمن. ويصرّ حبيب على أن "نسبة الناس الذين يستمعون للموسيقى مقارنة بعدد مستخدمي الهواتف الذكية، صغيرة جداً. وبالنسبة إلينا، هذا سوق يتنامى في كافة أنحاء العالم، وهذا القطاع يعتبر ناشئا حيث يمكن أن تتغير الكثير من الأمور. وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نتنافس فعلاً وجهاً لوجه".