كيف تبني مجتمعًا للشركات الناشئة: ما يجب فعله وما يجب تجنبه
منذ أن عدت من الكويت بعد العيش خارجًا، وأنا أسأل نفسي كيف يمكننا بناء مجتمع للشركات الناشئة في الكويت. فنحن متأخرون كثيرًا عن البلدان الأخرى في الشرق الأوسط في ما يتعلق ببناء حركة للشركات الناشئة. غير أنه من خلال تأسيسي للمدونة الإلكترونية "ستارتب كيو8" StartupQ8 وسلسلة فعاليات شهرية، بدأت أعمل على تغيير هذا الواقع. الأمر الذي ألهمني هو آخر كتاب لـ براد فيلد بعنوان "ستارتب كوميونيتيز" Startup Communities أي مجتمع الشركات الناشئة. ستجد أدناه ملخّصًا مستوحى من نصائح الكتاب، عن الأمور التي يجب فعلها والأمور التي يجب تجنبها في محاولتك لبناء مجتمع للشركات الناشئة.
ما يجب فعله:
- يجب أن يدير الرياديون مجتمع الشركات الناشئة. على الرياديون أن يتصدّروا حركة الشركات الناشئة، فعلى الرغم من أهميّة الفاعلين الآخرين، كالمستثمرين، الحكومات، الجامعات، الشركات الكبرى وموفّري الخدمات، تنحصر أهميّة هؤلاء في مجال الدعم، ولا ينبغي أن يكونوا في طليعة الحركة بحدّ ذاتها. يبدو الأمر سهلاً، لكن من الضروري تحديد منبع الحركة التحوّلية الأساسي بغية تفادي أي التباس في المستقبل.
- يجب على القادة الالتزام على المدى البعيد. يتطلّب بناء مجتمع رياديّ وقتًا طويلاً، أي 15 إلى 20 سنة على الأقلّ، وفق تقدير براد فيلد. لذا من المهمّ أن يكون القادة رياديين ينوون البقاء وبناء شركات جديدة في مدينتهم ولفترة طويلة.
- الإنتساب إلى الحركة مفتوح للجميع. لا مجال للتمييز داخل حركة ريادية. يجب أن يتمكّن أيّ كان من الإنضمام إلى الحركة وتقديم الدعم والمساعدة، بغضّ النظر عن خلفيّته، سنّه أو جنسيّته.
- يجب أن تقوم البيئة الحاضنة بنشاطات ولقاءات منتظمة. إنّ تنظيم مناسبات ولقاءات متكرّرة متواترة خاصّة بالريادة، أكانت أسبوعيّة، شهريّة أم سنويّة، يساهم في تعزيز المجتمعات المعنيّة. ولا ينبغي أن تكون اللقاءات تنافسيّة، بل متنوّعة تكمّل بعضها البعض.
- مؤسسة تسريع مميّزة. "تيك ستارز" TechStars مثال من بين أمثلة كثيرة عن مؤسسة تسريع نموّ نجحت في تحفيز مجتمع رياديّ في منطقة بولدر في مقاطعة كولورادو الأمريكية. ولا شكّ في أنّ مؤسسات تسريع النموّ غاية في الأهميّة لأنّها تجمع الرياديين والمرشدين والمستثمرين وموفّري الخدمات في مكان واحد.
- إشراك الجامعات. ينبغي إشراك الجامعات في العمليّة وفي البيئة بطريقة أو بأخرى، نظرًا إلى أنّ تطوير علاقات مع أندية الطلاّب هي بداية جيّدة لتطوير الزخم.
- أعطِ قبل أن تأخذ. أعتقد أنّ العطاء ومساعدة الآخرين من دون مقابل هما سرّ نجاح أيّ مجتمع للشركات الناشئة، وعلى الرياديين المخضرمين والناجحين، في هذا الإطار، أن يشاركوا معرفتهم مع الرياديين الشباب بشكل منفتح. وكلّما كان المجتمع منفتحًا ومستعدًّا لتشارك المعلومات، كلّما تطوّر وتحسّن بسرعة.
ما يجب تجنبه:
- لا تتذمّر من ندرة مصادر التمويل. إذا كنت تملك شركة ناشئة رائعة، فسيتهافت إلى تمويلها مستثمرون من مدن وبلدان أخرى. إنّ الشركات الناشئة المميزة تجذب المستثمرين، وليس العكس.
- لا تعتمد كثيرًا على دعم الحكومة. الحكومات بطيئة في عملها، معقّدة وتتجنّب المخاطرة والمغامرة، وهي نوعًا ما عكس الشركة الناشئة تمامًا. لذا تفادى قدر الإمكان التعاطي مع الهيئات الحكوميّة (هذه ليست نصيحة براد بل نصيحتي).
- لا تنحاز ضدّ القادمين الجدد. يجب أن يشعر الوافدون الجدد إلى مجتمعك أنّهم محاطون بأصدقاء، فحاول منع تشكلّ فرق أو زمرات مغلقة.
- لا تخلق ثقافة تتجنّب المخاطرة. الإستثمارات المحدودة المخاطر لا تولّد إلاّ عائدات منخفضة، في حين بدأت معظم الشركات الكبرى الموجودة اليوم كأفكار جنونيّة. إذا كنت تنوي فعلاً حصد شركات رائعة في مدينتك، عليك أن تشجّع على تنفيذ الأفكار المغامرة التي قد تبدو في البداية جنونية للبعض.
بناء مجتمع للشركات الناشئة ليس بالمهمّة السهلة ولن يتحقّق بين ليلة وضحاها. لكنّ الأمر لا يتطلّب إلاّ جهود شخص واحد يسعى فعلاً إلى إطلاق حركة متكاملة وإلى تحويل مدينته إلى مركز للريادة من الطراز الأوّل. براد فيلد نجح في بولدر وفريد ويلسن في نيويورك. من سيكون بطل مدينتك الجديد؟
ملاحظة مهمّة: هذه اللائحة القصيرة ولا تمثّل بأيّ شكل من الأشكال بديلاً عن كتاب "ستارتب كوميونيتيز" (Startup Communities) أي "مجتمع الشركات الناشئة"، لذلك أنصحك بقراءة الكتاب بأكمله إن كنت تنوي جديًّا أن تجعل مدينتك مكانًا لانطلاق للشركات الناشئة.