منصة يلا للموسيقى تعلن عن امكانية تنزيل أغان مجانية لمنافسة أنغامي
لقد أحدث تطبيق المحمول "أنغامي" Anghami ضجة كبيرة منذ أن أطلق خدمة سماع الموسيقى من دون تنزيلها في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ما جعله من بين أفضل التطبيقات في متجر "آب ستور" بين 12 بلد عربي.
يمثّل "يلا ميوزيك" Yala Music حاليًّا أكبر منافس لـ "أنغامي" في المنطقة، وقد أعلن مؤخرًا أنه سيجعل موسيقاه العربية متوفرة عالميًّا من خلال تقديم تنزيلات مجانية تستند على الإعلانات.
هذا نموذج عائدات جديد لـ "يلا ميوزيك"، انطلق عام 2010 ليقدّم لمحبي الموسيقى القدرة على سماع وتنزيل أكثر من 10 ألف أغنية لـ 5000 فنان. وبفضل مقرّها الرئيسي في فرنسا، ومكاتبها في المغرب ومصر ولبنان والإمارات، تعدّ "يلا" منصة موسيقى الأولى في المنطقة وقد سجّلت لغاية الآن مليون تنزيل.
قامت "يلا" برعاية إعلانية مع "بيبسي" Pepsi لمساعدتها على جني الأرباح، فيما تعمل على النهوض بعد فترة الركود التي شهدتها في عدد الزوار عام 2012.
سواء كانوا يتصفحون الويب أو المحمول، فسيشاهد المستخدمون العالميون إعلان فيديو مدته 20 ثانية قبل تنزيل أي أغنية موجودة مجانًا في بيانات "يلا". وتتوفر خدمة "يلا" على متجر "آب ستور"، و"أندرويد" Android، و"سامسونج" Samsung، و"نوكيا" Nokia، و"بلاكبيري" Blackberry، و"ويندوز" Windows، وله نسخة على الكمبيوتر متوفرة فقط للكمبيوترات التي تعمل على نظام "ويندوز".
يقف نموذج العائدات هذا في وجه "أنغامي"، الذي يقدّم حاليًّا قدرة غير محدودة على سماع الموسيقى مع إنترنت أو بدونه. في آذار/ مارس، سيتمّ تحديد سعر 5 دولارات في الشهر مقابل الاستماع إلى عدد يفوق المليون أغنية، مع خيار مجانيّ يخوّل المستخدم الاستماع إلى الموسيقى لعدد ساعات محدودة. وفي بلدان مثل الأردن، ستكون الخدمة مجانية لمستخدمي "أورنج" Orange، وهو نموذج ينوي "أنغامي" أن يوسّعه أكثر في كافة المنطقة العربية.
سيكون من المشوّق معرفة ما إذا كان نموذج الإعلانات أو التسجيل سيثير اهتمام المستهلكين في المنطقة. ويبقى السؤال، ما هي الطريقة الفضلى لجني الأرباح من منصات سماع الموسيقى التي ما زالت تزدهر في قطاع الموسيقى المحليّ؟
يصرّ مؤسس "يلا"، باتريك شاساني، أنّ نموذج "يلا" يتمتّع بقابلية للتعديل أكثر في السوق المحلية. ويتابع قائلاً "أنعامي هو منافس جديد. وهو يحاول تكرار نموذج موجود من قبل، شبيه بخدمات الموسيقى الغربية، في منطقة لها حاجات خاصة وتستمع للموسيقى بطريقة خاصة للغاية".
من جهته صرّح إيلي حبيب، المؤسّس الشريك لـ "أنغامي"، "لا نؤمن بنموذج يجبر المستخدم على الحصول على الموسيقى من خلال إعلان، ولا نؤمن أيضًا بالدعم المالي الناتج عن الإعلان، لذلك ستنطلق "أنغامي" على عدة أنظمة للهواتف المحمولة مخفّضة الكلفة على المستخدم".
أيّ من النموذجين ليسا فريدين من نوعهما في المنطقة العربية. وسيعتمد نجاح كلّ من المنصتين أيضًا على قوائم أغانيهما، و"أنغامي" لها الأسبقية في ذلك إذ أنها وقعت عقودًا حصرية مع أكبر شركات الموسيقى والموزعين. وفي ما وقّعت "أنغامي" حاليًّا عقودًا حصرية لنشر الموسيقى مع روتانا في لبنان والإمارات والسعودية، وقعّت "يلا" أيضًا عقد توزيع عالميّ مع روتانا. وتقدّم "أنغامي" موسيقى عالمية، أما "يلا" فما زالت متأخرة عنها بعض الشيء إذ أنها بدأت الآن في مفاوضات لعرض أغاني عالمية لفنانين عالميين خلال الأشهر القليلة المقبلة. وما سيجذب المستخدم أكثر إلى استخدام أي من المنصتين هو إضافة أداة اكتشاف للموسيقى فعالة للغاية تعمل عبر التوصيات.
ستشهد السوق الإقليمية منافسة معقدة أكثر في حال دخلتها منصة عالمية أخرى مثل "سبوتيفاي" Spotify في السويد، أو "ديزير" Deezer في فرنسا، أو "آر ديو" Rdio في السويد. وقد سمعنا مؤخرًا أنّ "ديزير" ستدخل السوق قريبًا. لكن لغاية الآن، لا يسعنا سوى الانتظار لمعرفة كيف سيتفاعل المستهلكين مع هذه المنصات.