إزدهر قطاع التجارة الإلكترونية في المغرب بشكل لافت على مدى السنتين الماضيتين، وقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في عدد مواقع التجارة الإلكترونية على الإنترنت، لا سيما مواقع الصفقات اليومية التي تقدّم حسمًا على خدماتها ومنتجاتها، بالتزامن مع دخول لاعبين كبار إلى السوق مثل "روكت إنترنت" Rocket Internet.  

وفقًا للإتحاد الوطني للتجارة الإلكترونية في المغرب FNEM، بفضل سوق "تجارة إلكترونية وبيع عن بعد" (من خلال الإنترنت، الهاتف والبريد الإلكتروني) قُدّرت قيمتها عام 2011 بنحو 504.2 مليون درهم مغربي (أي حوالي 58 مليون دولار)؛ وبفضل وجود أكثر من 102 ألف متسوق على الإنترنت، من بينهم 16.3 مليون مستخدم للإنترنت، فإن القدرة على النموّ كبيرة للغاية. واستنادًا إلى الاتحاد أيضًا، أجرى أكثر من 670 موقع تجارة إلكترونية ناشط في المغرب ما يفوق 1.29 مليون عمليّة تحويل إلكترونية عام 2011 (ارتفاع بنسبة 230% بالمقارنة مع 2010)، بمعدّل 750 درهم مغربي (حولي 87$) لعمليّة التحويل  الواحدة.  

موجة التجارة الإلكترونية المغربية هذه ركبها رائد الأعمال الموهوب كمال الركاد، عبر تأسيسه موقع الصفقات اليومية الشهير "هميزات" Hmizate، ثمّ موقع "آيتش مول" Hmall.ma الذي يمثّل أوّل سوق إلكترونية في المغرب.

منذ بضعة أيام، فتح لنا كمال الذي هو في الثلاثين من عمره أبواب شركته لمقابلة حصريّة، تحدّث فيها عن الريادة، التجارة الإلكترونية في المغرب، مخطّطاته وطموحاته.

[ملاحظة من المحرر: يشبه "آيتش مول" موقع "دكّانكوم" Dokkankom الأردني الذي كانت واجهته الإلكترونية تشبه واجهة "إي باي" e-Bay للبائعين غير الإلكترونيين، أكثر من ما يشبه الموقع المصري "بِكام" (Bkam) أو الأردني "مولنا" Mallna اللذين يجمّعان مباشرةً منتجات على الإنترنت.]

من Hmizate.ma إلى Hmall.ma

1.     ما هو "آيتش مول"؟

إنطلق موقع "آيتش مول" في أواخر شهر حزيران/يونيو 2012، وهو السوق الإلكترونية الأوّلى في المغرب التي تنقل البائعين غير الإلكترونيين إلى الإنترنت. كلّ منتج يخضع للمراقبة والتدقيق قبل إدراجه على الموقع، حرصًا منّا على تقديم أكثر الأسعار منافسةً، فضلاً عن التفاصيل الضرورية الشاملة حول المنتج، من أجل جعل عمليّة التسوّق سهلة وممتعة قدر الإمكان. نوفّر أيضًا خدمة الشحن إلى كلّ المدن المغربية في خلال 48 ساعة، مع العلم بأنّنا نركّز على أفضل الحلول اللوجستية بالتنسيق مع المورّدين لكي نقلّص أوقات التسليم قدر المستطاع.

2.    كيف طوّرت فكرة "آيتش مول"؟

نشأت فكرة "آيتش مول" عن تجربتنا مع "هميزات " (Hmizate.ma)، بحيث اكتشفنا أنّ المستهلك المغربي لا يهتمّ فقط بالعروض المبنيّة على الخدمات، بل يبغي أيضًا تسوّق سلع ماديّة، باحثًا عن التنوّع والأسعار التنافسيّة وتسلّم السلع المطلوبة عند عتبة البيت مباشرةً. لدينا منذ عام 2012 أكثر من 2500 وحدة تخزين للمنتجات، ونهدف إلى بلوغ عدد 7 آلاف وحدة بحلول نهاية السنة.

3.    ما هي نقاط الالتقاط بين "هميزات" و"آيتش مول"؟

طبعًا، حتى وإن كان فريقي عملهما منفصلين عن بعضيهما البعض، فهما يتعاونان على مستويات كثيرة، منها خدمة المستهلك والمبيعات، أضف إلى أنّ الكثير من المورّدين يعملون بالتزامن مع الموقعَين.

4.    كيف تنظر إلى التجارة الإلكترونية في المغرب بشكل عام  وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟

بفضل وجود أكثر من 7.3 مليون بطاقة مصرفيّة وائتمانيّة (بمعدّل استخدام 23%، من أصل حوالي 32 مليون نسمة)، ونسبة نمو بلغت 72% عام 2011 في مجال التجارة الإلكترونية، وتسجيل أعلى نسبة استخدام للإنترنت في إفريقيا، أي أكثر من 50%، فإن سوق التجارة الإلكترونية في المغرب مثيرة للاهتمام للغاية. عامل آخر أساسي هو أن نسبة استعمال البطاقات المصرفية أو الإئتمانية للتحويلات الإلكترونية هي 70%، بالمقارنة مع وسائل الدفع غير الإلكتروينة التي تشمل الدفع عند التوصيل أو الدفع في نقاط بيع محددة. وفي ما خلا الصفقات والعروض اليومية التي توفرت بكثرة في سوق التجارة الإلكترونية في المغرب، فثمة فرص أخرى متاحة في مجال التجارة الإلكترونية.

5.    كيف تصف مهمّة رائد الأعمال؟ أهي صعبة؟

هي أفضل وظيفة في العالم! كلّ يوم يختلف عن الآخر، كأنّك في مدينة ملاهي ترتفع وتنخفض بسرعة على ألعاب تحرّك أحاسيسك. فتفرح عندما يعجب الناس بمنتجك، ثم تقلق عندما تطرأ مشكلة ما.

6.    ما النصائح التي تسديها لمن يرغب في خوض تجربة ريادة الأعمال في المغرب وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟

اللحظة سانحة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى للإنطلاق في المغرب. لكن ما من شكّ أنّ أوّل بضعة أشهر هي الأصعب، تتخلّلها ليالٍ طويلة من الأرق، ويسيطر عليها القلق حول تجاوب المستهلك مع المنتج. مع الوقت تتحسّن الأمور، إذ تتعلّم شيئًا فشيئًا عمّا يريده المستهلك وتكيّف المنتج بحسب السوق المحليّة.

هل تخطّط للمزيد من مشاريع التجارة الإلكترونية، التكنولوجية أو غير التكنولوجية في المستقبل؟

 كلا، سنكون مشغولين كثيرًا بـ"آيتش مول" من الآن فصاعدًا.

[فيديو] شاهد المقابلة الحصريّة مع مؤسس "هميزات" و"آيتش مول" كمال الركاد.