موقع رحلة برايم يطلق صفقات سفر مترفة في المنطقة العربية
"يمكن لتجربة فندق سيئة أن تقضي على رحلة مثالية"، هذا ما يقوله بلاجو حمامدزييف، أحد المؤسسين المشاركين الثلاثة لموقع "رحلة برايم" RihlaPrime.com، وهو موقع لصفقات السفر المترفة يقدم حجوزات في فنادق فخمة بأسعار مخفّضة.
إنّ موقع "رحلة برايم"، الذي هو نسخة محلية عن "جيتستر" Jetsetter التابع لموقع عروض الفنادق القصيرة المهلة "جيلت جروب" Gilt Groupe، يقدّم إمكانية الاختيار بين 400 فندق فخم يمكن للزبائن أن يحجزوا فيها في أي وقت. ويُجري فريق من الخبراء في السفر مراجعة مستمرة للائحة الفنادق المعروضة، حيث يتم إزالة أسماء الفنادق التي لا تحافظ على معايير عالية من الامتياز. ويقول حمامدزييف إنّ "رحلة برايم لا تختار سوى أفضل الفنادق في العالم كي لا يضطر زبائننا إلى البحث بأنفسهم".
ازدهار قطاع السفر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
في حين تقدم مواقع أخرى مثل "يا مسافر" YaMsafer حجوزات في فنادق من جميع المستويات، لاحظ مؤسسو "رحلة برايم" أي حمامدزييف وجون فوهر ومارك مونييه، وجود "فجوة" في سوق السفر المترف على الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويقول حمامدزييف "نؤمن بأهمية التركيز على عدد أقل من الزبائن مع ضمان أن يلبّي المنتج حاجات معينة للمسافرين"، وفي الوقت نفسه جعل الفنادق الفخمة متوفرة لجمهور أوسع عبر تقديم حسومات على أسعارها.
يتم تطوير الموقع منذ فترة ومن المنطقي أن يستهدف قطاع السفر، إذ أنّها الفئة الأكثر شعبية في سوق الصفقات اليومية حيث أن 70% من المستطلعين مهتمون بشكل كبير بصفقات السفر، استنادًا إلى موقع الصفقات اليومية "كوبون" Cobone.
بهدف التركيز على سوق الشرق الأوسط، يعمل فريق عمل "رحلة برايم" بكدّ لتلائم العروض حاجات محددة للمسافرين في الشرق الأوسط، حيث يقدّم كل شيء بدءاً من فنادق في مراكش وبالي وتايلاند وبحيرة كومو واليونان مروراً بمعلومات عن تأشيرات الدخول وصولا إلى العمل على تطوير موقع باللغة العربية.
التمويل والاستثمار
صحيح أنّ الخدمات التي يقدّمها "رحلة برايم" مترفة، إلاّ أن الموقع بدأ بمقاربة تقشفية. ويوضح حمامدزييف "حين بدأنا في نيسان/ أبريل، كانت لدينا ميزانية محدودة جداً للإعلان"، وكان الفريق يعتمد على التسويق الشفهي لمشاركة العروض. والموقع الذي مُوِّل أساسًا من مدّخرات المؤسسين، هو مجاني للأعضاء ويجمع الإيرادات عبر فرض عمولة على الفنادق مقابل كل حجز".
ولكن بعد أن أثبتوا وجود اهتمام في السوق في هذا المجال، حصلوا على جولة تمويل أولى واختتموا لتوّهم جولة تمويل ثانية، مشيرين إلى أنّ أهمّ المستثمرين التأسيسيين في المنطقة هم مصدرهم الرئيسي للاستثمار.
ويجب أن يسمح لهم الاستثمار بالتوسّع في الشرق الأوسط بعد أن ركّزوا في البداية على الإمارات. والآن بعد أن أطلقوا حملة إعلان في أنحاء الشرق الأوسط، بدأوا يجذبون المزيد من الزبائن من أنحاء المنطقة أي من الخليج والمشرق وشمال إفريقيا، استناداً إلى حمامدزييف الذي هو أصلاً من مقدونيا.
التحديات الكبرى
إنّ التحدي الأكبر الذي يواجهه الموقع حتى الآن هو التحدي الذي تواجهه أية منصة مكافآت أو حسومات. ويشرح حمامدزييف أن هذا التحدي هو ببساطة أشبه بـ "مسألة الدجاجة والبيضة"، فالموقع بحاجة إلى ضمان صفقات جيدة أولاً من أجل توسيع قاعدة زبائنه، ولكن عليه أن يكسب عدداً جيداً من الزبائن من أجل تشجيع الفنادق على الانضمام إليه. ويبدو أنّ الفريق قد تجاوز هذا العائق عبر بناء عروضه هذا العام.
وثمة تحد آخر يتمثل في إبعاد الزبائن المحتملين عن نموذج وكيل السفر التقليدي ونقلهم إلى الشبكة الإلكترونية. ويشير المؤسس الشريك إلى أنّه "في الغرب، لعملاء السفر حصّة في السوق أصغر منها على الإنترنت، لكن في الشرق الأوسط لا يزال الكثير من المسافرين يعتمدون على وكلاء السفر".
ويبدو أيضاً أنّ الفريق يهدف إلى أن النجاح في الشرق الأوسط قبل الانتقال إلى أسواق أخرى. ويقول حمامدزييف إنّ "النموذج التجاري نفسه قادر على التوسّع إلى أسواق جديدة ولكن علينا أن نبقي تركيزنا متواصلاً لكي ننجح في سوقنا قبل أن نتوسّع".
وبينما تحقق مواقع صفقات السفر مبيعات جيدة في الشرق الأوسط، يجب في المقابل إعادة تقييم جدوى نموذج مواقع عروض الفنادق القصيرة المهلة على نطاق عالميّ، بخاصة مع قيام "جيلت جروب" بعرض "جيتستر" للبيع مقابل 50 مليون دولار هذا العام. وتشير مصادر إلى صعوبات ترتبط بأجور الموظفين ومعنوياتهم، لذلك فإن المشكلة في "جيتستر" قد تكون مرتبطة بالتنفيذ أكثر منه بالنموذج نفسه، ولكن مصيره فإما سيسوّق لفشل النموذج أم سيمهّد الطريق للذين يتعاملون مع الأسواق الناشئة مثل "رحلة برايم".