مستقبل التكنولوجيا الخضراء: ما هي الابتكارات التي تلوح في الأفق؟
لقد سمعت على الأرجح عن الأبنية الخضراء والشركات الخضراء والمنتجات الخضراء والحياة الخضراء، وبالخضراء نعني كلّ ما هو صديق للبيئة، ولكن هل سمعت بالتكنولوجيا الخضراء؟ إن سمعت بها، فهل فهمت بالضبط ما الذي يجعل التكنولوجيا "خضراء"؟
صادفنا الكثير من الأشخاص الذين كانت لديهم أسئلة مشابهة حول "التكنولوجيا الخضراء"، ما هي؟ وما هي أوجه استخدامها؟ وما إذا كنت تستخدمها من دون أن تعرف حتى!
إن وضعنا التعريف العلمي المعقّد جانباً، فإن التكنولوجيا الخضراء هي ببساطة أي تكنولوجيا فعالة ومحافظة على البيئة. وإن لم تكن واثقاً مما تعنيه، فإن أحد الأمثلة على ذلك هو الطابعة التي تستخدم طاقة وحبراً أقل عند الطباعة، وتعطي في الوقت نفسه النتائج التي تتطلع إليها. هذه هي التكنولوجيا الخضراء ـ إنها التكنولوجيا الذكية والمحافظة على البيئة!
شهدت التكنولوجيا الخضراء نمواً في ستينات وسبعينات القرن الماضي كردة فعل على الأسعار المرتفعة للنفط، والإدراك الواسع النطاق بأن الوقود الأحفوري قد ينفد قريباً. وأصبحت حركة الاستدامة البيئية والتكنولوجيا الخضراء سريعًا أمرين مترابطتين، يشكلا طريقة لا تضمن فقط الحصول على عالم أكثر نظافة، بل أيضاً الحصول على حضارة تتميز بالاستدامة الذاتية ولا تستنزف نفسها بيئياً.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن التكنولوجيا الخضراء لا تتعلق فقط بتوربينات الرياح والألواح الشمسية والوقود البديل، بل إن مجالات تطبيقها تمتد إلى تشييد المباني والمشتريات المستدامة وحتى الكيمياء الخضراء. وفيما يلي بعض الأمثلة اللافتة على التكنولوجيا الخضراء:
1 ـ رذاذ شمسي
من المعروف أن الألواح الشمسية تستخدم لتحويل أشعة الشمس إلى طاقة ولكنها باهظة الثمن في أغلب الأحيان وضخمة وليست جذابة بشكل خاص. وهنا يأتي الرذاذ الشمسي الذي طوّرته شركة نروجية اسمها "إنسول" EnSol والذي يتم رشّه على نوافذك العادية، ليحوّلها إلى ألواح شمسية تحوّل أشعة الشمس إلى طاقة بإمكانك استخدامها لتزود منزلك بالطاقة. والجانب الأفضل في هذا كلّه أن الرذاذ شفاف!
2 ـ القوة في الخطوة
حين تفكّر الشركات في مصادر الطاقة البديلة، تتطلّع إلى الشمس وطاقة الرياح، إلاّ أن "باورليب" Powerleap أي خطوة القوة، قررت أن تقوم بالعكس تماماً. فالفكرة البديلة لديها تستخدم الطاقة الداخلية التي ينتجها البشر عند السير على الأقدام، لاستخراج الطاقة. ومن الأمثلة الجيدة على الأماكن حيث يمكن تطبيق هذه التكنولوجيا هي محطات القطار وأرصفة المشاة والحدائق العامة.
3 ـ نظام التدفئة لـ"ساينس سيتي" أو "مدينة العلوم" (Science City):
في الكثير من أجزاء العالم، تستخدم كمية كبيرة من الطاقة لتبريد المنازل في الصيف، ويستخدم القدر نفسه لتدفئة هذه المنازل في الشتاء. وفي سويسرا قامت "ساينس سيتي" Science City، وهي جزء من حرم "المعهد السويسري الفدرالي للتكنولوجيا" في زوريخ، بتطوير نظام رائد يخزّن حرارة الصيف تحت الأرض ليقوم في الشتاء بضخها لتدفئة المنازل.
نظرة خاطفة إلى المستقبل
إليك فكرة عمّا يمكن توقعه في المستقبل القريب من التكنولوجيا الخضراء:
توربينات السقف: توربينات رياح تعمل فقط على سقف منزلك.
طاقة قطار الأنفاق: جمع طاقة الرياح التي تخرج من القطارات المارة من أجل شحن أجهزتك.
الأوراق الشمسية: أوراق شمسية صغيرة بسعر معقول تغطي بها سطح المبنى من أجل تحويل أشعة الرياح إلى طاقة.
هذه ليست أفكارًاً فحسب، بل مشاريع في طور الإعداد وهذه ليست سوى البداية. فهل سوف نرى سيارات طائرة في المستقبل القريب أيضاً؟ أمر مشكوك به. ولكن الأمر الأكيد هو أن التكنولوجيا المقبلة تبدو خضراء أكثر بكثير.