أداة دلالية من لبنان تعد بإحداث تحوّل في مجال البحث على الإنترنت
سيصبح إعداد تقرير أو كتابة مقالة أو أي نوع آخر من الوثائق أسهل بكثير مع CTRL "كونترول"، وهي أداة دلالية جديدة تقدمها مجموعة مطوّرين لبنانيين كإضافة (add in) لـ"مايكروسوفت وورد" وللإنترنت.
من المتوقع أن يطلق المؤسسون، الدكتور وليد سابا وإيدي توما ورامي غالي من Pragmatech وهي شركة متفرّعة من الشركة المتحدة للتنمية (يو دي سي) ، قريباً محركهم للبحث الدلالي CTRL.
وكان أعضاء المجموعة، بعد أن اكتسبوا خبرة في الخليج وكندا والولايات المتحدة وأوروبا، عادوا أخيراً إلى وطنهم الأم، لبنان، لإطلاق Pragmatech وهي شركة بحث وتطوير يقودها الدكتور وليد سابا وتضم العديد من طلابه السابقين.
يقول سابا إن "كونترول" CTRL هو محرك بحث دلالي قادر على فهم موضوع النص وتلخيصه وبالتالي إضافة روابط لمحتويات وفيديوهات ذات صلة.
يشير غالي بدوره إلى أن "بإمكان المحرّك أن يميّز بالفعل بين نوعين من الـjaguar : الحيوان (الفهد
الأميركي) والسيارة"، قبل أن يضيف سابا "أو حتى الشركة".
صحيح أن البحث الدلالي ليس جديداً لأن منافسين مثل "كوغنيشين" موجودون منذ سنوات، ولكن سابا يشرح أن ما يمنح منتجه التفوّق هو أن تحليله يذهب أبعد من المنافسة، ويقول "نحن أعلى بمستويين في التحليل، إذ نعطي المعنى للمواضيع والمعاني المعقدة ومن ثم نحلل المواضيع لفهم النقاط الرئيسية والتي هي أشياء دلالية".
ويعطي مثالاً على ذلك، التغيير المناخي والاحتباس الحراري ويقول "إنهما مجموعتان مختلفتان من الكلمات ولكن موضوعيهما مترابطان ولا يمكن لأي محرك بحث آخر أن يرصد هذه العلاقة باستثنائنا". وهذا التعقيد يسمح ل"كونترول" بأن يكون متعدد اللغات: فالعربية والإنكليزية والفرنسية والروسية كلّها معتمدة في التطبيق.
يتِمُ في الوقت الراهن تطوير هذه التكنولوجيا كإضافة (add in) في "مايكروسوفت وورد" تساعد الكتاب على تحديد المعلومات ذات الصلة بعملهم من بينها أسماء الأشخاص والأماكن والشركات والمنتجات. ومثال على ذلك، مقالة عن الأزمة السورية في تجربة إيضاحية للتطبيق تسمح لك بأن ترى بأن لافروف هو وزير خارجية روسيا وهي معلومة تم استقاؤها من ويكيبيديا.
بالإضافة إلى وضع روابط لمقالات من الإنترنت، تتضمن قاعدة المعلومات الآن العديد من المواقع الجديدة والمجلات الأكاديمية وويكيبيديا. ويضع "كونترول" أيضاً روابط لفيديوهات وصور وكلها تخضع لرخصة المشاع الإبداعي كي تتمكن من إدراجها في نصك بحريّة. وبإمكانك أن تشترك لكي تتلقّى على بريدك الإلكتروني تحديثات يومية أو أسبوعية حول مواضيع ذات صلة.
كل هذا يميّز المنتج عن (Kngine) وهو محرك بحث دلالي من مصر أطلق تطبيقاً للآيفون في أيار/مايو ومن المقرر أن يطلق تطبيقاً للآيباد قريباً. وفيما يعتبر المحركان متكافئان في مجال البحث الدلالي، يبدو أنهما حشدا جمهورين مختلفين، إذ اتجه "كونترول" إلى تطبيق للوورد يركز على تزويد الوثائق بالمعلومات، بينما صمم Kngine للإجابة على أسئلة المستخدمين بشكل تفاعلي عبر معلومات ذات صلة أكثر وأدق مما يمكن لأي محرك بحث تقليدي آخر أن يعطيها.
لسبب أو لآخر، فإن قدرة "كونترول" على إضافة روابط لفيديوهات بطريقة لا تعتمد فقط على الكلمات المفتاحية، يعتبر إنجازاً تتم الإشادة به. وكل من تحدثت إليه عن الفكرة أعطاني رداً إيجابياً وكثر سألوني كيف بإمكانهم الحصول على التطبيق. لذا يبدو أن المطوّرين يعرفون أن لديهم ما يمكن أن يكون ذهباً وهم حريصون على عدم الانطلاق قبل أن تكون خوادمهم قادرة على التعامل مع الطلب المتوقع الذي سيتبع الإطلاق الأولي المجاني للمنتج.
وعلى الرغم من أن الفريق اختبر نسخة من التطبيق في مؤتمر SemTech في كاليفورنيا العام الماضي، إلاّ أن موعد إطلاق "كونترول" لم يتقرر بعد. ويشرح توما أن المواد الضرورية مثل أجهزة التوجيه (router) لا تزال تنتظر أن تحصل على ترخيص جمركي كما أن حجم الموافقات المطلوبة للواردات الأولية عبء كبير. ويضيف سابا أن الكهرباء يمكن أن تنقطع في أي لحظة ولن يكونوا قادرين على الاتصال بآلاف المستخدمين الذين قد يحتاجونه. كما أن هناك مسائل تتعلق بالأمن وإمكانية الولوج إلى خوادم التطبيق.
يجب الإشارة إلى أن "كونترول" لـ"مايكروسوفت وورد" هو فقط أول منتج من بين العديد من المنتجات التي يتم التخطيط لها. وسيتم قريباً إطلاق إضافة (plug in) للمتصفحات تسمح بنوع مشابه من البحث البسيط، ما قد يضعه بشكل مباشر في منافسة مع Kngine. تقيم الشركة شراكة مع صحيفة "ديلي ستار" التي بدأت تجريب أداة التصفح على موقعها. ويثبت مسح سريع للمقالات الأخيرة فعالية ذلك. وقد أنتج "كونترول" ملخصات مترابطة للمقالات.
بالنسبة للخطط المستقبلية، يقول سابا إن الإعلان الدلالي هو "الكأس المقدّس للإعلان" ويقوم الفريق بتطوير برنامج سيسمح للمعلنين باستهداف محتوى حول مواضيع محددة بدلاً من إعلانات مرتبطة بكلمة مفتاحية معينة تقفز إلى الشاشة. لذلك فإن الفريق سيحتاج إلى التوسّع وتوظيف المزيد من المطوّرين. ويقول "الفريد في الفريق هو أن لدينا 5 أشخاص بإمكانهم وضع الشيفرات.. فهذا الفريق قادر على فعل كل شيء"، مشيراً إلى أنه تعلّم من طلابه السابقين أكثر مما تعلموا هم منه.
أما في ما يخص الجانب المالي للمشروع، فكل ما سيقوله الفريق هو أنهم "سعداء جداً" مع الشركة المتحدة للتنمية، وإنهم يشعرون بأنهم رياديون وليسوا موظفين. ويقول توما "نحن متحمسون جداً لهذا العمل، ومن النادر أن نغادر المكتب". ويضيف سابا "المتحدة للتنمية هي الآن صندوقنا لرأس المال المخاطر". وبمجرد انطلاق المحرك سنكون جميعاً قادرين على اختباره ورؤية ما إذا كان ما يعد به من ثورة سيتحقق.