موقع "لابقلك" يُحضر التصميمات اللبنانية إلى بيتك
يبدو أن لويز ضومط حصلت على كل تريده، فقد أنهت للتو تعليمها الجامعي وحصلت على وظيفة من شركة "جاي بي مورغان" للخدمات المالية. ولكنها اختارت أن تتخلّى عن عملها وتلاحق فكرة مجنونة خطرت ببالها خلال عطلة في نيويورك بعد أن استفاض أصدقاؤها بالإطراء على ملابسها وهي كلها من تصميم مصممين لبنانيين. حيث تساءلت لماذا لا نجعل هذه التصميمات متوفرة على الإنترنت كي يتمكّن الناس في كل مكان من شرائها؟
وهكذا ولدت فكرة لابقلِك (Lebelik) (تلفظ لابئلِك)، ولكن لن يتم إطلاق الموقع إلاّ بعد تسعة أشهر وقد أنشئت الشركة في 21 مارس/آذار 2011. علماً أن شريك لويز هو شقيقها التوأم ميشيل ولكنه يعمل معها بدوام جزئي بينما هي تدير العمليات اليومية وهو أكثر من عمل بدوام كامل.
ولابقلك هو أحد الموقعين الوحيدين في لبنان اللذين يبيعان أزياء مصممين لبنانيين على الإنترنت ما يجعل من الأسهل شراء الإبداعات المحلية من أي مكان في العالم. وفي المقابل لدى منافس "لابقلك"، فاشن ريبابلك (Fashion Republik) قاعدة زبائن أكبر تضم 20 ألف زبون وتبيع تصميمات من جميع أنحاء العالم العربي. ولكن "لابقلك" لديه لمسة راقية أكثر. فالشركة موجّهة لنساء المنطقة ذوات الذوق الرفيع والدخل المرتفع واللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و45 عاماً، حيث تقدم أزياء لمجموعة أكبر من المصممين المحليين في لبنان. وتقول ضومط "نتوجّه لنساء من جنسيات عالمية، وللأشخاص الذين يقدّرون النوعية وللرجال من الفئة العمرية ذاتها الذين يريدون التسوّق لحبيباتهم أو زوجاتهم". وفعلاً، فإن الفئة الأخيرة هي التي تعطي الموقع معظم عائداته. وتضيف ضومط "نبيع الكثير للرجال الذين يشترون هدايا، ورغم أن هؤلاء غالباً ما يشترون أقل إلاّ أنهم يشترون منتجات أغلى. ويشكل الرجال 35% من زبائننا ولكنهم مصدر أكثر من 50% من عائداتنا".
أما عن التحديات التي تواجهها إدارة شركة تجارة إلكترونية في الموضة بلبنان فتشير ضومط إلى أن التحدي الرئيسي هو الحجم الصغير للسوق. وثمة مشكلة أخرى هي أن الناس يرون المنتجات على الموقع ثم يذهبون إلى المتجر. وتقول "هذا الأمر يحصل كثيراً لأن النساء (في المنطقة) لديهن الكثير من الوقت حيث تعجبن بالمنتج وتذهبن لتجربته في المتجر، ولم يكن الأمر كذلك لو أن معظم النساء عاملات".
ثمة تحد آخر هو إقناع الناس باستخدام بطاقة الائتمان على الإنترنت وإشعارهم بالراحة لدى استخدام بطاقتهم على موقع لبناني. وتقول ضومط "سيستخدمون بطاقات الائتمان على Net-a-Porter"، مضيفة أن وجود شركاء موثوق بهم مثل بنك عودة هو عامل مساعد.
ولكن الحديث مع ضومط يجعلك تلمس المثابرة في العمل. فهي يافعة ومن الواضح أنها طوّرت نفسها أثناء بناء المشروع وتغلّبت على مخاوفها من القيام بالعمل بنفسها وبناء شركتها من الألف إلى الياء. وتعترف "ليس سهلاً أن تبدأ شيئاً من الصفر. وبما أنك تطمح إلى النجاح، لا يوجد هنا إمكانية للانسحاب لأنه سيكون عليك تصفية المتجر. هذا العمل صعب ولكنه رائع إذ يتيح لك لقاء أشخاص لم تكن تعتقد أن بإمكانك أن تلتقي بهم. واليوم بإمكاني البرمجة على أتش تي أم أل وهو أمر لم أعتقد في حياتي أني سأتمكّن من القيام به".
وأشرق وجه لويز ضومط وهي تتحدث عن المصممين. وقالت "نحن محظوظون بما يكفي للعمل مع أشخاص عظماء. فجميع المصممين محترفون ولطفاء". ومن أول المصممين الذين انضموا إلى الموقع كان المصمم اللبناني المعروف عالمياً جوني فرح الذي تقول ضومط انه بمثابة مصمم أساس (على غرار مستثمر أساس)، وتضيف "في اليوم الذي أطلقنا لابقلك قال ‘أرى أنك شابة وأرى أنك تريدين العمل وأرى أنك لبنانية وأريد أن أساعد، أين تريدين أن أوقّع؟’". واليوم أضافت لويز مجموعة من المصممين اللبنانيين وهي على وشك أن تضيف مصمماً أردنياً.
وتقول ضومط ان "الأمر الممتع في لابقلك هو أنه مع كل يوم يمر يعرف الناس عنه أكثر"، علماً أن التسويق كان بمعظمه بالتواتر فغالبية زبائنها هم أصدقاء أصدقائها. وهذا يساعد العلامة التجارية في الانتشار خصوصاً حين يتصل الرجال للحصول على هدية لحبيباتهم اللواتي تعرفهن ضومط شخصياً لذلك بإمكانها أن تقدم نصيحة بشأن ما هو أفضل كهدية. ولكن كل شهر يبدأ المزيد من الأشخاص بالشراء وهم ليسوا موجودين على شبكة وهذا الصيف سيكون لدى الشركة عرض في نادي سكاي بار الليلي للمساعدة في الترويج للموقع. وحالياً تجري ضومط 3 إلى 4 عمليات بيع في اليوم.
أما عن التطلعات، فتقول إنها تحب أن تتعاون مع مصممين دوليين معروفين مثل ريما عكرا أو إيلي صعب وجعلهم يصممون أزياء حصرية للموقع. وهي ترغب أيضاً في العمل مع مواقع أخرى مشابهة في دول أخرى.
وعلى الرغم من جميع العراقيل، تشعر ضومط بالسعادة لأنها لم تبق في عملها بـ"جاي بي مورغان" وتنصح بأن يبدأ المرء شركته الخاصة كمسار مهني. وتقول "هذا أمر مثير للاهتمام بفضل ما تتعلمه والناس الذين تلتقي بهم والشعور الذي تحصل عليه وهو أنك أنجزت شيئاً. وبغض النظر عمّا إذا نجحت أم لا فهو أمر عظيم. فقد انتقلت من الصفر إلى المرحلة باء، وصحيح أنك قد لا تصل إلى المرحلة ياء ولكن أعتقد أن فكرة تحقيق شيء هي بحد ذاتها جزء من النجاح الذي ستستمتع به".
ــــ
فرناندي تسمّي نفسها مدمنة أخبار. تتمتع بفضول لا يشبع. وقادها حبها الكبير للشرق الأوسط وخلفيتها في مجال الأمن والسياسة إلى مكان تتلاقى فيه المجالات الثلاثة: بيروت. وهي تتابع التغييرات التي تحصل في المنطقة من الثورة إلى الابتكار. بإمكانكم متابعتها على تويتر على @fernandevtets.