براديب مينون من "ديل غوبلر": كيف نميّز موقع صفقات يومية في دبي
براديب مينون هو نصف مستثمر ونصف ريادي، وهو مؤسس
"ديل غوبلر" (Deal Gobbler)، موقع صفقات يومية مقره دبي. ومينون هو
أيضا من بين عدد متازيد من الرياديين الناجحين الذين تخلّوا عن
مسيرتهم المهنية الناجحة في وقت متأخر من حياتهم ليخوضوا غمار الريادة
بأنفسهم. وبينما كنت أنتظر مينون في بهو فندق "ميديا وان" وأنا أجلس
على الأثاث الحديث الأبيض، شعرت وكأنه الموقع المناسب للقاء مؤسس شركة
تكنولوجيا. وحين التقينا، بدا مينون وكأنه خارج للتو من سيليكون
فالي. فمع شعره الطويل الذي يتخلله الشيب، والمعطف الرياضي
والبنطال الجينز المغسول للتو، بدت حوله هالة المحارب المستعد للسيطرة
على الشرق الأوسط الرقمي. وحين يتحدث يقودك شغفه بميدان الشركات
الناشئة في المنطقة إلى الشعور بأنه سيكون أمراً غير مجدي أن يفعل
المرء شيئاً غير هذا في حياته.
الصفقات
اليومية
في مراحل سابقة من حياته، كان مينون
مصرفياً ناجحاً عاش في لندن وطوكيو، وكان يزور الشرق الأوسط بشكل
متكرر من أجل صفقات للسلع. كان أول مشروع موقع له، منصة ترويج
للموسيقيين المغمورين في الهند والمملكة المتحدة. غير أنه فشل بعد وقت
قصير من الإنطلاق، كما يعترف، قائلاً "لم يكن هناك نموذج أعمال
حقيقي".
بدأ مغامرته في مجال البيع الجماعي
في لندن، حين كان مينون يبحث عن مشروعه التالي. وحين سمع عن نجاح
Groupon، أحب فوراً نموذج العمل وحقيقة انه يناسب الاقتصاد الراكد في
ذلك الوقت. وكذلك أحب أن نموذج العمل الخاص بالصفقات اليومية يعطي
القيمة لجميع المساهمين. واختار مينون أن يقيم متجراً في دبي، لإدراكه
أن السوق البريطاني مشبع بنماذج مستنسخة عن Groupon. وبعد ذلك بوقت
قصير انطلق "ديل غوبلر" ليكون واحداً من بين أولى مواقع الصفقات اليومية التي أنشئت في
دبي.
بعد عام من العمليات الناجحة في
الشركة بدبي، يقول مينون انه "أمر مثير للتحدي في البداية ولكن بمجرد
أن تتعلم العملية، فجلّ ما تحتاج إليه هو القليل من العزم والكثير من
العمل الجاد". وهو يدير الشركة مع فريق صغير يتضم قسم التكنولوجيا
وتطوير الأعمال والعمليات وخدمة الزبائن، مع إشرافه مباشرة على العمل.
وقد زار مينون تجاراً رئيسياً في رحلات تهدف إلى تطوير الشركة وتساعد
في جميع الجوانب الداخلية للشركة من تصميم الحملة إلى خدمة
الزبائن.
ويحرص مينون على إخباري عن كيف
يقوم، حتى يومنا هذا، بالمساعدة في جميع جوانب الشركة. وفي الواقع،
كان قد انتهى لتوه من التحدث هاتفياً إلى زبونة غاضبة قبل لقائنا.
وأخبرني ان "زبونة لم تكن قادرة على استخدام قسيمة قبل انقضاء
الصلاحية، وهي تسعى الآن لاسترداد مالها. فاتصلت بها بنفسي لأقول لها
أن ديل غوبلر سيعيد لها أموالها. فأنا أريد أن أقدم تجربة، وليس
مبيعات فحسب". وأكد مينون بحزم (وحكمة) ان ما يمّيز شركته هي الخدمة،
ويروي قصصاً لتجار أشادوا بديل غوبلر لعملية إدارة استرداد الأموال
وخدمة الزبائن.
وحين طلبت منه أن يشاركني دروساً
تعلّمها من رياديين طموحين، قال "إذا كنت مصاباً بحكاك الريادة،
استثمر بكمية قليلة، أطلق مشروعك، تعلّم ومن ثم ابن". ووجه أيضاً
رسالة إلى المستثمرين، قائلاً "أوقفوا التكّهنات في العقارات التي لا
تبني قيمة مجتمعية وبدلاً من ذلك ساعدوا الرياديين بتنمية اقتصاد
الشركات الناشئة في المنطقة".
الفرص
في حين ان GoNabit أحدث ضجة كبيرة
في القطاع العام الماضي بعد أن استحوذ عليها LivingSocial، يبدو
مينون غير مثبط العزيمة حين يتعلق الأمر بالحفاظ على علاقة صحية مع
زبائنه وامتلاك حصة في السوق بالإمارات. ويقول "في الوقت الحالي نحن
فقط في الأمارات ونعمل مع فريق صغير. ولكننا قادرون على إبقاء التجار
والزبائن سعداء ونحن قادرون على نقل هذه الفلسلفة ضمن الشركة بشكل
سريع لأن فريقنا صغير. والوقت فقط سيثبت ما إذا كان الحجم الكبير
للفريق وللموقع التجاري أفضل أم حجمهما الصغير ".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان ديل
غوبلر يسعى إلى مخرج مشابه، أجاب "نحن في وضعية إيجابية فيما خص تدفق
النقد وحتى وضعية استثنائية. ولست مستعجلا للخروج إلاّ إذا كان عليّ
أن ألزم وقتي بأن أقدم فكرة أخرى".
وقد تحمّس مينون كثيراً عندما بدأ
يناقش ما قد تكون تلك الأفكار، متحدثاً بسرعة عن عدد من الفرص غير
المستغلّة في المنطقة. وقال "نحن بالكاد خدشنا السطح. فحصّة التجارة
الإلكترونية في الناتج المحلي الإجمالي صغيرة جداً لذلك هناك إمكانيات
كبيرة للنمو"، مشيراً إلى أنه يركز "بشكل حصري على المناطق حيث الطلب
فائض مع فرص الموازنة في البيع". وإذ لفت إلى أن الأسعار مرتفعة في
دبي، قال انه يؤمن بأن بإمكان التجارة الإلكترونية أن تخدم الجماهير
بشكل جيد. ويقول ان هناك الكثير من الفرص للتجارة الإلكترونية، مشدداً
على أن السفر قد يكون القطاع الذي سيخوض غماره تالياً.
مينون شخص مؤمن بالريادة الإقليمية
ومستعد للمخاطرة. وما لا يقوله حرفياً يبدو واضحاً خلال اللقاء وهي
أخلاقيات العمل الشاق لديه. ومهما كان الحقل الذي يستثمر فيه في
المرحلة التالية، لا يمكنني إلاّ أن أكون على ثقة بأنه سيكون موجوداً
هناك ليشهد على سير العملية وصولاً إلى تحقيق النهاية
السعيدة.