كيف تصبح قائد أعمال عظيماً
هل قمت بعملية التحول أم لا؟ سيساعدك خبير القيادة هذا، من خلال بعض النصائح، على تعلم كيفية التحول إلى قائد أعمال عظيم
باتي فوغان. هذه المقالة مأخوذة عن معهد سيسكو
قبل أن تصبح رائد أعمال بفترة طويلة، ألا تتذكر أنك قلت لنفسك، "ستكون لديّ أعمالي الخاصة يوماً ما!". لقد ردد الناس في سائر أرجاء العالم هذه الكلمات نفسها مع حماس في نبرتهم وبريق في أعينهم، حتى عندما لم يكن بعضهم قد تجاوز العاشرة، أو عندما ناهز بعضهم الآخر الثمانين من العمر.
ولكنك عندما فكرت في تأسيس أعمالك الخاصة، فالأرجح أن أفكارك انصبت على نوع الأعمال التي ستؤسسها. لعلك حلمت بإنشاء مطعم، أو شركة إنشاءات، أو تولي مسؤولية شركة التأمين التي تملكها العائلة. لقد فكرت في كيفية جني الأموال، وفي كيفية الاستمرار وزيادة النشاطات والتوسع، وفكرت في السبيل المناسب إلى إدارة الأعمال بصورة أفضل وأسرع من منافسيك. لعل أفكارك الأولى لم تركز على الناس الذين سيعملون تحت إدارتك، أو على أي نوع من القادة ستكون.
والأرجح أنك، عند هذه النقطة، قد برهنت على أنك صاحب أعمال ناجح، ولكن هل برهنت على أنك قائد فعال؟
إليك الطريقة التي تساعدك على معرفة الإجابة. خصص بضع دقائق من وقتك وأجب على هذه الأسئلة المتعلقة بك:
هل يُشعرك القدوم إلى العمل يومياً بالسعادة، وهل تستمتع بالعمل مع الأشخاص الذين يعملون لصالحك؟
هل خلقت بيئة عمل إيجابية لنفسك ولموظفيك؟
هل يشعر موظفوك بالراحة في طرح الأسئلة والمشكلات عليك؟ ما الذي يجعلك واثقاً من ذلك؟
هل أمنّت التركيز الأفضل للأعمال ولنفسك ولموظفيك؟
هل يعمل لديك الأشخاص المناسبون حقاً؟
إذا أجبت بالإيجاب على معظم هذه الأسئلة، فقد أصبحت قائداً فعالاً. ولكن، ماذا لو أجبت بالنفي، أو لم تكن متأكداً؟ لا تشعر بالإحباط، فأنت ببساطة مالك أعمال يحتاج إلى التطور كي يصبح قائداً.
من السهل تماماً أن يغمرك العمل والانشغال نظراً لأنك مالك أعمال، ومن السهل أن تنسى أهمية أن تكون قائداً فعالاً لأعمالك. فالتفاصيل اليومية قد توقفك عند نقطة تنسيك أن موظفيك يحتاجون إلى وقتك واهتمامك، وأنهم يحتاجون إلى التوجيه الذي لا يمكن لغيرك، كمالك أعمال، أن يقدمه لهم.
تخيل أنك قادر على الاستفادة من مساعدة صغيرة كي تغدو قائداً أفضل؟ إليك بعض النصائح المفيدة للبدء:
أن يعرف قائد الأعمال والموظفون التركيز الاستراتيجي للشركة، وكيف يمكن شرحه بوضوح وبساطة لأي شخص كان.
باعتبارك قائداً عليك أن تساعد موظفيك على إدراك العلاقة بين مواقعهم والتركيز الاستراتيجي للشركة، وأن تخبرهم بمدى أهميتهم هم، لا بمجرد أهمية مواقعهم الوظيفية.
اثنِ على موظفيك عندما يقومون بأمرٍ صائبٍ، فالتقدير يختصر المسافة نحو بناء قوة عمل مخلصة.
احرص على التواصل المنتظم مع كل من في شركتك بسبل مختلفة، ولا تكتفِ بمجرد التواصل معهم من وقت لآخر. مثلاً، باشر بعقد اجتماعات أسبوعية للعاملين، وابدأ إقامة محادثات فردية مع موظفيك، وقم بإعداد نشرة إخبارية، أو أطلق مسابقة شهرية. يوجد الكثير من السبيل التي تتيح إبقاء خطوط التواصل مفتوحة بينكم.
عزز الإحساس بالفخر لدى موظفيك من خلال الاستماع لآرائهم، عندما يكون ذلك ملائماً، أو عندما يتعلق الأمر بإجراء تغييرات في الشركة. سيقدرّون ذلك حقاً، حتى إن لم تطبق دائماً أفكارهم.
إذا قدمت لهم مكافآت جزاء أدائهم الجيد، فحاول تقديم شيء شخصي لا يتوقف عند مجرد تقديم النقود. حاول معرفة ما يحب موظفوك ممارسته في أوقات فراغهم من هوايات واهتمامات. ومن ثم، وعوضاً عن تقديم مكافأة قيمتها 1,000 دولار (يرجح أن ينفقها الموظفون في دفع فواتيرهم، وهو أمر يمكن نسيانه بسهولة)، أرسل هواة المسير في رحلة جبلية لشخصين مع إقامة في غرفة جميلة قريبة من طرق مسير رائعة. أو امنح مساعدتك المغرمة بالتسوق قسيمة تسوق من متجرها المفضل. سيتذكرون هذه اللفتات اللطيفة زمناً أطول بكثير من تذكر مكافأة نقدية، وسينظرون إليك بمحبة.
إليك آخر نصيحة ولعلها أشدّها أهمية: عندما يتعلق الأمر بالمشاعر، احرص على التجاوب مع موظفيك بدلاً من القيام بمجرد رد الفعل. مثلاً، إذا أتاك موظف قائلاً إن الأرقام قد انخفضت بمقدار 50,000 دولار، وكانت ردة فعلك، "ماذا؟ هل جننت! كيف حدث ذلك؟؟"، فمن المرجح ألا يرغب ذلك الموظف في إعطائك المعلومات في المرة القادمة. ولكن إن استجبت بقولك، "ساعدني كي أدرك كيف توصلت إلى هذا الرقم"، تكون قد أبديت اهتماماً حقيقياً وتركت موظفك يعرف أنك موجود كي تمد له يد العون.
تذكر أن التحول إلى قائد عظيم هو عملية تعلم متواصلة لا تتوقف. يستمتع القادة العظام بالتحديات والدروس المستفادة، حتى إن كانت مؤلمة.
إن نوع القائد الذي تصبو إليه أمر يتوقف عليك أنت وحدك. ولكن إن رغبت في التعلم كي تصبح قائداً عظيماً فخذ هذه النصائح الإضافية بعين الاعتبار:
أدرك موقعك الحالي كقائد. هل تحتاج إلى القيام بشيء لتحسين مهارات القيادة لديك؟
كن منفتحاً للتقييم الذاتي الناقد عندما يتعلق الأمر بمهارات القيادة.
رحّب بالتطور الشخصي والمهني من خلال اكتساب مهارات جديدة. وقم بتوظيف مدرب أعمال، وابحث عن مرشد وناصح، واقرأ الكتب التي تتناول موضوع القيادة أو انضم إلى دورات في هذا المجال.