خمسة مزالق قانونية عليك أن تتجنبها
إن بدء شركتك أمرٌ مثير، لكن من السهل، أثناء تركيزك على الصورة الكبيرة، أن تسهو عن بعض الأمور الدقيقة الخاصة بتنظيم الشركة. إن هذه التفاصيل مهمة أيضاً!
إن كورتيس سمولار شريك في روبرز ماجسكي كوهن آند بنتلي (a partner at Ropers Majeski Kohn & Bentley). وقد قدم هذه المقالة إلى فنتشربيت (VentureBeat)
ثمة مزالق كثيرة يمكن أن تقع فيها الشركات الناشئة حديثاً، وإليكم هنا عرضاً للأخطار الخمسة الأكثر شيوعياً والأكثر خطراً أيضاً.
1- اختيار الكيان غير المناسب
هناك هيكليات كثيرة للشركة بما فيها (دون الاقتصار على هذه الأشكال) الملكية الفردية والشراكة البسيطة والشركة محدودية المسؤولية والشركة التضامنية. ولكل من هذه الأشكال نقاط قوة ونقاط ضعف. ففيما يخص الملكية الفردية والشراكة البسيطة تكمن نقطة القوة الرئيسية في كون الأرباح لا تخضع للضريبة إلا مرة واحدة باعتبارها دخلاً شخصياً. أما نقطة الضعف فهي عدم وجود حماية تجاه المسؤولية في حالة الملكية الفردية. أما في حالة الشراكة البسيطة فالأمر لا يقتصر على عدم وجود الحماية إذ أنه يمتد أيضاً إلى إمكانية تضرر أحد الشركاء من أي أعمال غير قويمة يمكن أن يقوم بها شريك آخر.
إن الشركة التضامنية، وهي الشكل الأكثر شيوعياً، توفر حماية للمالكين. لكن الدخل يمكن أن يتعرض لاقتطاع ضريبي مرتين: مرة على مستوى الشركة وأخرى على المستوى الفردي. وتستفيد هذه الشركات أيضاً من وجود هيكلية واضحة التحديد. تعود ملكية الشركة للمساهمين. ويقوم بأعمالها موظفون. وهناك مديرون يشرفون على الموظفين.
وتكون نسب الملكية محددة بوضوح من خلال الأسهم (رغم أنها يمكن أن تكون متعددة الطبقات ويمكن أن تكون حقوق التصويت الخاصة بها متباينة). وعموماً، فإن هذا النوع من الشركات شديد الاستقرار وهي كيانات يستطيع الناس والمستثمرون الذين هم خارجها أن يفهموها ويروها بوضوح.
وأما الشركة محدودة المسؤولية فهي نوع مختلط يقع في مكان بين الشركة التضامنية والشراكة البسيطة، لكن من مساوئها أنها "اختراع" جديد. لم يمض على هذا النوع أكثر من عشرين عاماً مما يعني أن القوانين الخاصة به مازالت في مرحلة التطور. يجري إنشاء هذه الشركة وضبطها من خلال اتفاقية التشغيل؛ وهذا عقد معقد. ومن المهم إلى درجة كبيرة أن تكون اتفاقية التشغيل مكتوبة بشكل جيد. وهذا يعني دفع أجور أعلى للمحامين. إذن، وفي حين يمكن أن تبدو هذه الصيغة جذابة فعلاً فإن تحقيقها بشكل جيد مسألة مكلفة على الأرجح.
2-ضعف تدابير الحيطة
لقد رأيت عدداً من العملاء يقولون إنهم اختاروا اسماً للشركة ثم علموا فيما بعد بوجود كيان يحمل الاسم نفسه. والمشكلة هي أن العميل يكون في هذه الحالة قد قصر في القيام بواجبه المتمثل في التأكد من عدم استخدام غيره للاسم الذي اختاره. وهذا ما يؤدي إلى مشاكل حتمية (تنشأ النزاعات خاصةً بشأن ملكية الاسم)، وقد يؤدي إلى دعاوى قضائية.
وفي تلك النقطة قد يكون الوقت متأخراً كثيراً إلى حد يجعل الشركة أو الشخص المعني تتحمل المسؤولية. يمكن تجنب هذه الحالة من خلال اتخاذ تدابير الحيطة الواجبة كما ينبغي. ويمكن القيام بذلك على مستويات متعددة. وغالباً ما تكون لدى المناطق والولايات قواعد بيانات يمكن البحث فيها للتأكد من الأسماء المتوفرة. فضلاً عن هذا، فإن مكتب العلامات التجارية وبراءات الاختراع في الولايات المتحدة يملك قاعدة بيانات قابلة للبحث على الإنترنت. يمكن لشيء من الوقاية أن يسمح بتجنب الكثير من الصداع في المستقبل.
3- المبالغة في الأموال
إذا قررت إنشاء هيكلية شركة رسمية فمن المهم إلى درجة قصوى أن تتقيد بالشكليات. بكلمات أخرى نقول إن عليك التأكد من أن شركتك تملك ما يكفي من رأس المال، ولا تخلط أبداً بين موجودات الشركة وبين ملكيتك الخاصة. إن فعل هذا يمكن أن يجعل شركتك معرضة للاتهام بأنها شركة وهمية يمكن شطبها. وهذا يعني أنك في حال مقاضاتك يمكن أن تتعرض لاستهداف شخصي وهذا ما يودي بالغاية من الشركة كلها.
4- عدم توفير حماية كافية للملكية الفكرية
من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها منذ اليوم الأول توفير الحماية الكافية للملكية الخاصة بالشركة. ويمكنك أن تفعل هذا من خلال تسجيل حق الملكية وتسجيل الاسم التجاري وحمايته، أو الحصول على حماية للاختراع لتحمي عملك. وأيضاً عليك التأكد أن العمل الذي ينجز من أجلك عن طريق الموظفين أو المتعاقدين معك هو "عمل مقابل أجر" لأن هذا يضمن أن تكون جميع نتائج العمل ملكاً للشركة.
5- عدم الإقرار بفشل الشركة
ما من أحد يرغب في التخطيط للفشل، لكن الواقع هو أن أكثر الشركات الجديدة لا تستمر فترة طويلة. فإذا وجدت فيما بعد أنك على وشك الفشل فمن المهم أن تكون لديك آلية تسمح لمالكي الشركة بالتخلص منها مع أقل قدر من الخسارة. ويمكن أن يكون سبب اتخاذ قرار إنهاء الأمر شيئاً آخر غير المشكلات المالية بطبيعة الحال. وقد يرغب المؤسسون الانطلاق إلى نوع آخر من الأعمال، أو قد يكون الأمر مجرد أن الوقت قد حان للانتقال.
لقد رأيت ذات مرة عقد شركة محدودة المسؤولية يقسم حقوق التصويت بين المؤسسين بنسبة 50/50. ولم ينص العقد على كيفية إنهاء الشركة. وعندما أراد أحد المؤسسين ترك الشركة ولم يرغب الآخر بأن يصبح مالكاً وحيداً لها حدثت مشاكل كثيرة بينهما. صحيح أن التخطيط للفشل يمكن أن يبدو شيئاً انهزامياً، لكنه يظل خطة ضرورية لمواجهة الحالة الأسوأ مع استمرار الأمل في الوصول إلى الأفضل.
إخلاء مسؤولية: إن "اسأل المحامي" هذا يناقش قضايا قانونية عامة لكنه لا يعتبر استشارةً قانونيةً بأي حالٍ من الأحوال. ولا يجوز لأي قارئ أن يفعل شيئاً أو أن يمتنع عن فعل شيء اعتماداً على المعلومات المقدمة هنا دون أن يطلب استشارة محامي في الاختصاص المعني. إن فنتشربيت، وهي الشركة كاتبة هذا النص، لا تتحمل أي مسؤولية فيما يخص أي أفعال اتخذت أو لم تتخذ استناداً إلى محتويات هذا النص.