ريادة الأعمال: قصة أمس وحلم اليوم
This is the part of an ongoing series of guest articles about entrepreneurship. If you would like to contribute to this series, contact us at exec@yallastartup.org with your proposal. هذا المقال تابع لسلسلة من المقالات المستمرة عن الريادة. إذا كنت ترغب في المساهمة الرجاء إرسال رسالة إلكترونية إلى exec@yallastartup.org
بقلم عماد المسعودي
صفحات كتاب محركو الاقتصاد اليمني الذي يتناول قصص نجاح أهم 100 رجل أعمال يمني، ذكرتني ببحث قمت به قبل عدة أشهر يتعلق بتحديد شخصيات ريادية شابة في الوطن العربي، فالتشابه بين قصة رجال الأعمال اليمنيين لا تختلف كثيراً عن قصة بقية رجال الأعمال الناجحين في بقية الدول العربية. هناك نسق واضح جداً، إليكم كيف تبدأ القصة:
التاجر فلان بدأ تجارته بدكان بسيط ومتواضع يبيع منتج معين في “دكان فلان”، وبعد 20 سنة من الجهد والمثابرة، تم فتح فرع جديد للدكان، وبعد 10 سنوات أخرى تسارع النمو وأصبحت “شركة فلان” تمتلك فروع في كل المدن. من ثم دخلت الشركة في قطاع جديد وبدأت تقدم تبيع منتجات أخرى، وفي هذه المرة تم النمو بشكل أسرع بكثير، ومن ثم تم فتح شركة أخرى، ودخلت الشركة في عدة مجالات، وأخيراً تم تغيير إسمها إلى “مجموعة فلان”. الآن أصبح الشيخ أو الحاج فلان رئيس مجلس إدارة المجموعة وتولى أبناء فلان إدارة شركات المجموعة وتطويرها.
قصة التاجر فلان مليئة بالعبر، فهي تجسد المثابرة والكفاح والنجاح، ولكن يجب علينا أن ندرك بأن سوق اليوم المليئ بالمنافسة المحلية والدولية يستدعي إعادة النظر. إليكم بعض النقاط المهمة:
1 - عندما افتتح التاجر فلان دكانه كان هدفه هو تأمين مصدر رزق لعائلته، لهذا لم يفكر في النمو مباشرة، وإنما بعد وقت طويل جداً اكتشف بأن أمامه ثروة تجاهلها لمدة طويلة، وعندها فقط قرر توسيع شركته. وهنا يجب أن لا نلوم التاجر فلان، بل على العكس، يجب أن نحترم شجاعته، فبالتأكيد كان هناك أكثر من تاجر لديه دكان مشابه، لكنه الوحيد الذي قرر المخاطرة والتوسع.
2- بعد نجاح شركة فلان، اكتشف التاجر فلان بأن المنافسة المحلية ضعيفة جداً، فقرر الدخول في مجالات أخرى، ولا بأس في هذا القرار إلا أنه عادة ما يفقد مجموعة فلان للاستراتيجية المنظمة، فتجد المجموعة تبيع السيارات، ولديها بنك، ومزرعة دواجن، ومستشفى، ومصنع بسكوت. طبعاً تنويع المنتجات فيه توزيع إيجابي للمخاطر، لكنه يسبب تشتيت في نمو الشركة ويقلل من كفاءة وفعالية الفريق الإداري.
3- معظم هذه المؤسسات التجارية عبارة عن شركات عائلية، فالحاج فلان يحاول أن يورث حرفته وصنعته وتجارته لأولاده. والحقيقة، أن هناك قصص نجح الأبناء في تطوير الشركة وتوسيعها، ولكن في الغالب تتدهور مجموعة فلان بعد رحيله بعد عمر طويل. فأحياناً يولي الحاج فلان ولده إدارة الشركة بالرغم من عدم رغبة الولد، وأحياناً صغر عمر الولد وقلة خبرته تفرز قرارات متسرعة، ولا ننسى الخلافات العائلية في مجال الورث وتقسيم الأملاك وأثرها السلبي على مسيرة الحاج المرحوم “فلان”.