English

ماذا تعني الحاجة المتزايدة إلى الأجهزة القابلة للارتداء في المنطقة للشركات الناشئة؟

English

ماذا تعني الحاجة المتزايدة إلى الأجهزة القابلة للارتداء في المنطقة للشركات الناشئة؟
إن المستثمرين على استعداد لتمويل الشركات الناشئة في مجال تطوير الأجهزة القابلة للارتداء طالما أنها تمتلك مقومات النجاح والرؤية المبتكرة (الصورة عبر بيكساباي Pixabay).

يتطوّر سوق الأجهزة القابلة للارتداء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطوّراً متسارعاً. فوفقاً للأرقام الصادرة عن "مؤسسة البيانات الدولية International Data Corporation"، وهي مزوّد عالمي للمعلومات والخدمات الاستشارية والأحداث لأسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد شهدت شحنات الأجهزة القابلة للارتداء زيادة بنسبة 30% على أساس سنوي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

يستحوذ قطاع التكنولوجيا الصحية على جزء كبير من سوق الأجهزة القابلة للارتداء. فبحسب معرض ومؤتمر الرعاية الصحية "آراب هيلث Arab Health"، وهو أحد أضخم ملتقيات المتخصصين في الرعاية الصحية والتجارة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن 45% من سكان دول مجلس التعاون الخليجي يرون في تكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء، مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية أو الساعات الذكية، وسيلةً فعالةً لمتابعة حالتهم الصحية.

يقول هاميش كلارك، الشريك في الصناعات الصحية بمنطقة الشرق الأوسط في شركة "برايس ووترهاوس كوبرز PwC"، إن الناس في الشرق الأوسط أصبحوا أكثر وعياً بالشؤون الصحية ويتخذون تدابير فعالة لتحسين صحتهم بسبب انتشار الأمراض المتعلقة بنمط الحياة السائد والتي تصيب قطاعاً عريضاً من السكان في المنطقة. ووفقاً لإحصاءات الشركة، فإن نصف عدد الأشخاص الذين يموتون من مرض السكري في الشرق الأوسط هم دون سن 60 عاماً، فضلاً عن تزايد ظهور مرض السكري من النوع 2 لدى الشباب صغار السن.

هاميش كلارك (الصورة عبر برايس ووترهاوس كوبرز).

يضيف كلارك: "ليس فقط إن المستهلكين اليوم أكثر تعليماً من الأجيال السابقة، بل أنهم مهتمون بالوصول إلى البيانات المتخصصة والمتيسرة التي تُتيح لهم متابعة حالتهم الصحية من حيث اللياقة البدنية والتغذية وحتى أنماط النوم ليتسنى لهم اتخاذ القرارات المهمة التي تتعلق بصحتهم". وكما ورد في الدراسة الاستطلاعية "كير إنيوير Care Anywhere" التي أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز في عام 2016، فإن الثورة التكنولوجية والانتشار المتزايد لتقنية إنترنت الأشياء يؤديان إلى تحقيق طفرات تحطم الحواجز التي تعترض مجال الرعاية الصحية وتتيح تقديم الرعاية في أي مكان وفي كل مكان. ومن العوامل المهمة الأخرى التي تزيد من استخدام الأجهزة القابلة للارتداء هو إمكانية الاتصال بالهاتف الذكي، إذ أشار 78% من الأشخاص الذين يقتنون أجهزة قابلة للارتداء تتصل بهواتفهم الذكية إلى زيادة استخدامهم لتلك الأجهزة فقط بسبب إمكانية الاتصال تلك.

غياب الأجهزة محلية الصنع

هناك نجمان إقليميان من بين النجوم القليلة التي سطعت في سماء هذا المجال؛ أولهما رائد الأعمال اللبناني زياد سنكري الذي قام، بالتعاون مع تقنيات "ميكروسوفت أزور Microsoft Azure" السحابية، بتطوير جهاز قابل للارتداء – "كارديو دياجنوستيك CardioDiagnostics" - يعمل باستخدام تقنية القياس المتنقل عن بعد، ما يسمح لأطباء القلب بمراقبة المرضى عن بعد ولفترات زمنية مطوّلة، وبالتالي الكشف عن أي مشاكل في مرحلة مبكرة والمساعدة في إنقاذ الأرواح. ولدينا أيضاً رائدة الأعمال اللبنانية هند حبيقة التي ابتكرت جهاز "إنستابيت Instabeat"، وهو جهاز حائز على براءة اختراع يعمل على مراقبة أنشطة السباحة، إذ يمكن تركيبه على نظارات السباحة ويستطيع رصد معدل ضربات القلب وتتبع اللفات والجولات والتوقيتات.

ورغم الطلب المتزايد على الأجهزة القابلة للارتداء، إلا أن العلامات التجارية العالمية مثل "سامسونج Samsung" و"أبل Apple" و"فيتبيت Fitbit" لا تزال مهيمنة على السوق، حيث تحتفظ الشركات الثلاثة بحصص سوقية تبلغ 13% و12% و11% على التوالي، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن مؤسسة البيانات الدولية. كما أن الأجهزة محلية الصنع والشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء ليست كثيرة مثل الشركات الناشئة في مجال تطوير البرمجيات والخدمات.

وفي معرض حديثه إلى ومضة، أوضح إركي ألتونين، المدير التنفيذي لمنصة "ستارت أيه دي startAD"، وهي منصة للابتكار وريادة الأعمال تعمل على دعم الشركات الناشئة في دولة الإمارات العربية المتحدة في كل مرحلة من مراحل تطورها، أن عوائق الدخول إلى السوق هي التي تحول دون زيادة أعداد الشركات الناشئة المحلية في مجال تطوير الأجهزة القابلة للارتداء.

ورغم تضاعف أعداد مراكز الابتكار ومختبرات التصنيع، فإن المنطقة لا تزال بحاجة إلى مزيد منها لتعزيز تنمية الشركات الناشئة في مجال تصنيع الأجهزة. ويضيف ألتونين: “إن هذا هو السبب وراء إتاحتنا الوصول المجاني إلى مختبرنا الخاص بتصميم النماذج الأولية والمعروف باسم "الورشة"، حيث يمكن لأي شخص في الإمارات بناء نماذجه الأولية والتعرف على الطباعة ثلاثية الأبعاد والبرمجة واكتساب كافة المهارات الفنية الأساسية اللازمة لتأسيس الشركات الناشئة في مجال تطوير الأجهزة القابلة للارتداء".

تشكِّل المتطلبات الرأسمالية عبئاً آخر. ويستطرد ألتونين في هذه المسألة قائلاً: "لا تستطيع فرق العمل في المراحل المبكرة بناء منتجاتها بدون تمويل تأسيسي، لأننا نحتاج دائماً إلى قدرٍ من التمويل على الأقل لإنتاج أي شيء مادي. أما فيما يتعلق بتطوير البرمجيات في المقابل، فإن كل ما تحتاج إلى معرفته هو كيفية كتابة القليل من الرموز البرمجية". بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تزداد التكلفة الأولية لتأسيس الشركات الناشئة في مجال تطوير الأجهزة مقارنة بالشركات الناشئة في مجال تطوير البرمجيات. وكثيراً ما يظن الناس أنه من السهل نسخ المنتجات المادية، ولكن الواقع يثبت عكس ذلك تماماً، كما يشير ألتونين إلى ذلك، حيث يقول: "دائماً ما يستغرق الأمر الكثير من الوقت لبناء أي شيء، وغالباً ما لا يقتصر الأمر على مجرد المكونات المادية فحسب، ولكن يشتمل أيضاً على مكونات برمجية مرتبطة بها بشكل متكامل. وكل هذا يتطلب مجموعة مهارات خاصة لا يمكن اكتسابها بسهولة أو بسرعة".

تزايد أعداد المراكز الإقليمية لتطوير الأجهزة

قدمت منصة "ستارت أيه دي" من مقرها في "جامعة نيويورك أبوظبي New York University Abu Dhabi (NYUAD)" الدعوة إلى الشركات الناشئة المبتكرة للتقدم والمشاركة في أول منصة متخصصة في إطلاق مشاريع تطوير الأجهزة في الإمارات، ضمن برنامج شامل لريادة الأعمال لمدة 10 أيام في جامعة نيويورك أبوظبي، والذي سيساعد الشركات الناشئة على إقامة مشاريع قابلة للتوسعة وقابلة للمحاكاة وفعالة من حيث التكلفة الرأسمالية. وقد انعقد البرنامج من 4 إلى 13 ديسمبر 2017. وكان الانضمام للبرنامج متاحاً لأي شركة ناشئة في مجال تطوير الأجهزة بمراحلها المبكرة.

 
إركي ألتونين (الصورة عبر منصة "ستارت أيه دي").

 

شارك أكثر من 20 فريقاً من الشركات الناشئة في مجال تطوير الأجهزة في البرنامج وعرضوا أفكارهم أمام المستثمرين. وقد فازت ثلاثة فرق بمنحة لتصميم النماذج الأولية، ما من شأنه تمكينها من الاستمرار في تطوير منتجاتها الخاصة. ومن بين الفائزين فريق "ستيلثي Stealthy" لتطويره فكرة خاصة بالأجهزة القابلة للارتداء في مجال التكنولوجيا الطبية، حيث ابتكر مجموعة مجوهرات مصممة لمتابعة حالة النساء قبل الحمل وبعده بهدف تعزيز صحتهن وعافيتهن. وتعمل المجوهرات المعرفية المزودة بأجهزة استشعار على مراقبة مستويات فيتامين د وحمض الفوليك لحماية السيدة من انخفاض تلك المستويات عن الحدود المسموحة. ويدمج تطبيق فريق "ستيلثي" كل هذه الميزات مع التشجيع على ممارسة أنشطة اللياقة المجتمعية. وقد شمل الفريق المسؤول عن تطوير هذه الفكرة المبتكرة كل من: ناديا-كيا صدّيق، الرئيس التنفيذي، والدكتورة زكية-لونا صدّيق، رئيس الشؤون الطبية.

وفي تصريحٍ إلى ومضة، قالت صدّيق إن الأجهزة القابلة للارتداء لم تكن عادةً تركّز على مسايرة صيحات الموضة. وقد كانت الأجهزة الشهيرة الأولى في السوق مثل ساعة أبل ومنتجات فيتبيت و"جارمين Garmin" مصممة تقليدياً بطابع ذكوري وباستخدام مواد أكثر ملاءمة لممارسة الرياضة. وتشرح صدّيق قائلةً: "مع استخدام مزيد من النساء للأجهزة القابلة للارتداء إلى جانب زيادة وعيهن بشؤون الصحة واللياقة، ظهر اتجاه ورغبة متزايدان في تطوير أجهزة تركز على جوانب التصميم. والآن ابتكر فريق ستيلثي منتجاً يوفر كل من الاحتياجات العملية والجمالية للنساء الحريصات على الصحة والموضة معاً، فالموضة اليوم تستلزم الاهتمام بالصحة، كما أن العميلات أصبحن أكثر معرفة بالمشاكل الصحية المرتبطة بفيتامين (د)، وفريق ستيلثي الآن يمكِّن النساء من تعويض النقص في فيتامين د من مصدره الطبيعي الأول، ألا وهو أشعة الشمس". وعندما يتعلق الأمر بالتحديات، تقول صدّيق إنها تتركز في المشاق الرئيسية وبعض المخاوف المرتبطة بتأسيس شركات ناشئة في مجال تطوير الأجهزة.  وتستطرد: "تتطلب الشركات الناشئة في مجال تطوير الأجهزة رأس مال كبير في المراحل الأولى، ومع ذلك، فإننا نعتقد أن فريق ستيلثي لن يقتصر على إنتاج جهاز واحد فقط، إذ يعمل فريق ستيلثي على إقامة مجتمع نسائي ملتزم بتحقيق مستوى أفضل من الصحة واللياقة. وينصب تركيزنا الأساسي الآن على التصدي للوباء الصامت المتمثل في نقص فيتامين د لدى السيدان في سن الحمل في فترات ما قبل الحمل وأثنائه وبعده، فضلاً عن التعامل مع المشاكل الصحية الأخرى الناتجة عن نقص فيتامين د".

 
حصلت فرق منصة "ستارت أيه دي" الثلاثة الفائزة على أرصدة سحابية من شركة "آي بي إم
IBM" بقيمة تصل إلى 120,000 دولار أميركي (الصورة عبر منصة "ستارت أيه دي").

كما مُنحت أيضاً الفرق الثلاثة الفائزة أرصدة سحابية من شركة "آي بي إم IBM" بقيمة تصل إلى 120,000 دولار أميركي، فضلاً عن ترشيحها للحصول على خدمات التوجيه المتقدمة "ADvance" والتمويل التأسيسي من منصة "ستارت أيه دي".

ووفقاً لألتونين، يعتبر تطوير الأجهزة القابلة للارتداء أحد المجالات متعددة الأغراض والمثيرة للاهتمام بالنسبة للشركات الناشئة اليوم. وفي معرض حديثه إلى ومضة، أوضح ألتونين أن: "هواتفنا الذكية لا يمكنها سوى قياس بعض الأمور فقط وإلى حد معين كذلك، ولذا فإننا بحاجة إلى منتجات متعددة تتميز بأجهزة استشعار متنوعة ومختلفة. ولا تُعتبر منتجات فيتبيت ومثيلاتها سوى البداية على هذا الطريق، إذ إن هناك فرص بلا نهاية لدمج أجهزة استشعار جديدة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون لديك أجهزة استشعار مدمجة في المنسوجات لقياس مستوى الجفاف ونقص الفيتامينات ومعدل ضربات القلب وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، إلى غير ذلك. أي أنه يمكن مراقبة كل المؤشرات الحيوية المتعلقة بصحتك. ويمكن أن يفتح هذا الأمر المجال أيضاً أمام أسواق أجهزة التشخيص الذاتي، إلى جانب مساعدة الأطباء على تقييم حالة المرضى عن بعد، وبالتالي تقليل التكاليف وتحسين النتائج في الوقت نفسه".

في شهر مارس القادم، سيفتح مركز "برينك بتلكو Brinc-Batelco" لإنترنت الأشياء أبوابه في وسط مدينة المنامة. وإلى جانب برنامج تسريع الأجهزة الذي سيوفره المركز، فإن المشروع سيضم مساحة عمل مشترك مزودة بالتقنيات المتقدمة مع مركز للابتكار، وسيضم طابعة ثلاثية الأبعاد وقاطعة ليزر وأدوات لتصميم النماذج الأولية الإلكترونية. وسيكون أول مختبر للأجهزة من نوعه في مملكة البحرين، بحسب بريوني كوبر، مستشارة الشركات الناشئة ومديرة برنامج في مركز برينك. ونظراً لوجود المقر الرئيسي لمركز برينك في هونج كونج ولأن مركز البرنامج في منطقة الخليج الأكبر، فإن الإنتشار العالمي لمسرّعة مركز برينك للأجهزة المتصلة سيساعد في إقامة جسر إلى الصين من أجل تصنيع منتجات إنترنت الأشياء بكميات كبيرة هناك.

وقد صرّحت كوبر إلى ومضة أن الفرصة السانحة القادمة في الشرق الأوسط في مجال تطوير الأجهزة القابلة للارتداء/إنترنت الأشياء تتمثل في العناية الشخصية باللياقة البدنية والصحة. وأضافت قائلة: "إن الفرص الحقيقة تكمن في القطاع الصحي، حيث يسعى مركز برينك للاستفادة من خبراتنا السابقة بعد أن عملنا مع العديد من مؤسسي إنترنت الأشياء بما في ذلك المشروعات الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية مثل تطبيق "بيل دريل Pill Drill" لتطوير الأسواق المتخصصة ضمن القطاع الطبي. فنحن نعتقد أن هذه الأسواق المتخصصة هي المستقبل".

ومن ناحية أخرى، تسير "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية KAUST" على المسار نفسه، إذ قدّمت الجامعة في شهر مايو الماضي أول برنامج لها لتسريع ومساندة رواد الأعمال والشركات الناشئة تحت اسم "تَقَدَّم Taqadam". ويهدف برنامج مساندة الشركات الناشئة الذي يستمر لمدة ستة أشهر برعاية "البنك السعودي البريطاني (ساب SABB)" إلى تنشئة رواد الأعمال من كل الجامعات السعودية وتطوير أفكارهم لإقامة شركات ناشئة ذات إمكانيات عالية. وقد كانت شركة "إكسيرسيا Excersia" أحد المتأهلين للتصفيات النهائية في ذلك البرنامج. إكسيرسيا هي شركة متخصصة في تطوير الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، وتهدف إلى توفير أغراض قابلة للارتداء تتمتع بمزايا: الذكاء والمتانة وقابلية الإدماج، مثل التيشيرت والبناطيل. وستمكِّن الملابس الذكية مرتديها من تتبع حركة جسده في إطار ثلاثي الأبعاد بالكامل. ويهدف ذلك إلى مساعدة الرياضيين في تحقيق أقصى استفادة من وقتهم من خلال إتاحة الفرصة لمقارنة أدائهم في التمرين مع أداء المدربين الخبراء في نفس الوقت.

يعتقد ألتونين أن الحاضنات والبرامج المماثلة ستعزز أنشطة الشركات الناشئة في مجال تطوير الأجهزة في المنطقة، ويقول: "إن تطوير الأجهزة من بين أهم مجالات تركيزنا، كما أننا نتيح مختبر الورشة خصيصاً بهدف مساندة الشركات الناشئة النشطة في مجال تطوير الأجهزة. ولا شك أن جميع الشركات الناشئة تحتاج إلى دعم من برامج الاحتضان وبرامج التسريع ومراكز الابتكار، والشركات الناشئة في تطوير الأجهزة ليست استثناءً من ذلك. وفي إطار برنامج منصتنا المتخصصة في إطلاق مشاريع تطوير الأجهزة، فقد قدَّمنا أيضاً منحاً خاصة بتصميم النماذج الأولية بهدف تقديم مزيد من المساعدة للفرق المشاركة. كما أن لدينا شركاء في مدينة شينزين الصينية، حيث نعمل على وصلهم بالشركات الناشئة التي تحتاج إلى توسيع نطاق إنتاجها. ولدينا أيضاً صندوق تأسيسي، "ستارت أيه دي سيد startAD Seed"، حيث نستثمر ما يصل إلى 250,000 دولار أميركي في كل شركة ناشئة في استثمارات مخاطرة ذات إمكانيات ربح عالية".

من المؤهل للاستثمار؟

يرى الكثيرون أن الأجهزة القابلة للارتداء أقل جاذبية للمستثمرين، نظراً لانخفاض إنتاج مثل هذه الأجهزة في المنطقة. ومع ذلك، فإن إركي ألتونين، المدير التنفيذي لمنصة "ستارت أيه دي"، لديه رؤى مختلفة، إذ يقول: "لا يوجد شيء غامض فيما يخص الشركات الناشئة في مجال تطوير الأجهزة القابلة للارتداء؛ وعادة ما يقوم المستثمرون بتقييم تلك الشركات مثلها مثل الشركات الناشئة الأخرى. كما أنها بحاجة إلى تقديم منتجات مناسبة للسوق وفريق كبير لتنفيذ خطة أعمالها. والفارق الرئيسي بينها وبين الشركات الناشئة غير المتخصصة في مجال تطوير الأجهزة يتمثل في المتطلبات الرأسمالية اللازمة مقدماً لتأسيس الشركة، وبالتالي ينصب المزيد من التركيز على دور الفريق المؤسس وكيفية تقييمه لاحتياجات السوق"، مضيفاً أنه من الضروري أن يُجري الفريق مقابلات مكثفة مع العملاء للوصول إلى فهم عميق لاحتياجات السوق قبل البدء في بناء منتجهم الفعلي. واستطرد ألتونين قائلاً: "في حالة الشركات الناشئة في مجال تطوير البرمجيات، يمكنك إعداد إصدارات برمجية جديدة من منتجك بسرعة وتكلفة منخفضة نسبياً، ولكن فيما يخص الأجهزة، فإن كل جولة تصنيع من النماذج تستغرق في الواقع وقتاً طويلاً وتكلفة كبيرة نسبياً". كما يضيف أنه غالباً ما يمكن للشركات الناشئة بناء النموذج الأول من المنتج بتكلفة معقولة، كما أن الأجهزة القابلة للارتداء غالباً ما تكون مؤهلة لجمع الأموال من خلال حملات التمويل الجماعي، والتي تمثل في الأساس دليلاً على اهتمام السوق بهذه الصناعة.

الذكاء الاصطناعي والروبوتات لرفع معدلات النمو

يعتبر ظهور الروبوتات والذكاء الاصطناعي دافعاً آخر للمستثمرين. ووفقاً لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإن الأجهزة القابلة للارتداء هي عنصر من عناصر الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، والذي يشهد اهتماماً وإقبالاً متزايداً على مستوى العالم. وقد أفادت الدراسة الاستطلاعية "وات دوكتور 2016 What Doctor 2016" التي أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز بأن 55% من أصل 11,000 مشارك في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا مستعدون للتفاعل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتلبية احتياجاتهم من الرعاية الصحية. ويقول هاميش كلارك: "إذا أظهر الناس هذا المستوى من الاستعداد للتعامل مع التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، فمن السهل أن نفهم السبب وراء الانتشار الكبير للأجهزة القابلة للارتداء".

وفي ختام حديثه، يقول ألتونين "إن العالم يتغير بسرعة كبيرة، ويمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون - بل وستكون - في طليعة هذا التطوّر. وستعمل الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي ذات الصلة على تغيير كل الجوانب الدقيقة في تنقلاتنا وأدائنا لمهامنا اليومية، وسيكون لنا أثر جوهري على بعض الصناعات. وسيجذب كل هذا مزيداً من المستثمرين لدراسة الاستثمار في مجال الأجهزة أيضاً".

 
يمكن أن تدخل الأجهزة القابلة للارتداء في العديد من القطاعات (الصورة عبر بيكساباي Pixabay).

تحظى الأجهزة القابلة للارتداء بإمكانات ضخمة، وهناك عدد كبير من الأبحاث التي يجري نشرها بشأن الاستخدامات المتنوعة للأجهزة القابلة للارتداء في كل من قطاع الصحة والقطاعات الأخرى. وكشفت دراسة استطلاعية أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز عن المنفعة الكبيرة التي ستعود في المستقبل من إمكانية حساب خصومات من التأمين على السائق بناءً على استخدام تكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء، وكذلك استخدام النبضات الحرارية الكهربائية لتدفئة الجسم أو تبريده أو تخفيف ألمه باستخدام سوار يستشعر درجة الحرارة والألم والإجهاد، فضلاً عن إمكانية تتبع صحة الطفل وسلامته أو موقعه عبر الأجهزة القابلة للارتداء. أما بالنسبة لشريحة كبار السن، فيمكن أن تقدم لها الأجهزة القابلة للارتداء حلولاً جاهزة خاصة بها.

وطبقاً لما ذكره كلارك، من المرجح أن تدخل الأجهزة القابلة للارتداء في مشهد الشركات والمؤسسات بدول مجلس التعاون الخليجي، سواءٌ لأغراض الرعاية الصحية أو متابعة الكفاءة والفعالية: فعلى صعيد الرعاية الصحية، يطرح أصحاب العمل برامج متابعة الصحة والعافية ويستثمرون في تزويد موظفيهم بأدوات لتتبع مستوى اللياقة البدنية وتحفيزهم على اتباع أنماط حياة صحية من خلال تقديم مكافآت مالية بهدف تحسين إنتاجية الموظفين ورفع معنوياتهم. أما على صعيد الكفاءة والفعالية، تطرح الشركات الأجهزة القابلة للارتداء لمساعدة أصحاب العمل في أداء واجبات مهامهم اليومية.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.