هكذا تستفيد هذه الشركة الناشئة العربية من مشاكل السمع في أوروبا
يوجد لدى أنور المجركش قائمةٌ من الابتكارات التي يسعى إلى تحقيقها، ومن بينها "الأريكة الراقصة" dancing pillow التي تُنبّه الشخص الذي يشخّر أنّه يُحدِث الكثير من الضوضاء وتحفّزه على تغيير وضعية نومه.
لم يرَ المجركش إمكانيةً لتنفيذ ابتكاراته في الشرق الأوسط، فتوجّه إلى المملكة المتّحدة قبل عامَين. ومن ثمّ وفي الآونة الأخيرة، حصلت شركته "براسي" Braci التي أسّسها مع كلٍّ من عمرو وانلي وجمعة العويسي على استثمارٍ من الدنمارك بقيمة 100 ألف جنيهٍ استرلينيّ (128 ألفاً و300 دولار أميركيّ).
يأمل الفريق أن يستخدم التمويل لاكتساب المزيد من شركاء التوزيع في الدنمارك والمملكة المتّحدة، وتوظيف أشخاصٍ من ذوي المهارات بالإضافة إلى الحصول على براءة اختراع من البلد الذي يتّخذونه مقرّاً له.
قبل الانتقال إلى بيرمنجهام، استقرّ الفريق بداية الأمر في مدينة ولفرهامبتون. وبحسب المجركش، فإنّ شركته الناشئة حالياً جزءٌ من "نات ويست" Natwest وبرنامج "بنك اسكتلندا الملكي" Royal Bank of Scotland الذي يهدف إلى إنشاء "مراكز" للشركات الناشئة في مختلف المناطق البريطانية، ويقدّم مساحة عمل مجّانية لمدّة 18 شهراً إضافةً إلى التوجيه والدعم بشكلٍ عام؛ "أي ما يشبه عمل مسرّعة الأعمال"، يقول رائد الأعمال.
بالرغم من اتّخاذها للمملكة المتّحدة مقرّاً رئيسياً لها، لا تخفي الشركة طموحها لاستهداف بقية المناطق الأوروبية كذلك، خصوصاً وأنّها مسجّلةٌ أيضاً في الدنمارك حيث يخصّص مجلس المدن الدنماركي ميزانيةً كبيرةً للبرامج المعنية بالأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع، وفقاً للمجركش.
التواجد في أوروبا ساعد فريق "براسي" في اكتساب الخبرات. فهو بعد انطلاقه مع جهاز استشعار للشخير، غيّر محور عمله ليركّز على التطبيقات التي تنبّه ذوي الصعوبات السمعية إلى جرس الباب وأجهزة استشعار الحرائق. يترافق ذلك مع ارتفاع أعداد المسنّين في أوروبا، وبالتالي نموّ سوق ذوي الصعوبات السمعية، مع ما تمثّله من فرص جديدة للأجهزة المبتكرة مثل التي تقدّمها "براسي".
بعد المقابلة التي أجرتها "ومضة" مع فريق "براسي" قبل عامٍ تقريباً، اكتسبت الشركة عدّة عملاء في المملكة المتّحدة، كما أطلقَت مجموعةً جديدةً من المنتَجات تحمل اسم "ساوند أليرت" Sound Alert.
فبواسطة هذا التطبيق يمكن لكلّ منتَجٍ مرتبطٍ به أن ينبّه المستخدِمين إلى ما يجري في محيطهم من أصواتٍ في الداخل والخارج، عبر شاشةٍ تظهر على هواتفهم الذكية أو ساعاتهم الذكية أو أيّ جهازٍ محمولٍ ذكيٍّ آخر.
على سبيل المثال، يمكن للشخص الذي يستخدم سمّاعة بلوتوث أن "يسمع" جرس الباب من مسافة 50 متراً تقريباً، بحيث تعمل "براسي" على حمل صوت الجرس وإرساله كتنبيهٍ صوتيٍّ إلى الهاتف.
ومن التطبيقات الأخرى التي توفّرها "براسي" هو تطبيق وجهاز "شايك مي" الذي يساعد ذوي الصعوبات السمعية على سماع الاتّصالات الواردة إلى هواتفهم، من خلال تضخيم رنّات الهاتف (وصولاً إلى 90 ديسيبيل)، بالإضافة إلى إصدار أضواء وإحداث ارتجاجاتٍ في الهاتف.
من جهةٍ ثانية، يعمل الفريق أيضاً على تأسيس شركةٍ في المملكة المتّحدة تحمل اسم "كونفرسور" Conversor، وهي توفّر أجهزةً للسمع تدمج ما بين تقنيات البلوتوث وتردّدات الراديو.
أمّا بالنسبة إلى الانطلاق في السعودية، فكان المجركش قد أخبر "ومضة" أنّ المحاولات السابقة للانطلاق في هذا البلد باءت بالفشل بسبب قلّة الوعي حيال الصعوبات السمعية، إضافةً إلى أنّ هذه السوق أصغر منها في المملكة المتّحدة.
من جهتها، تذكر "منظّمة الصحّة العالمية" World Health Organization أنّ 360 مليون شخصٍ كانوا يعانون من صعوباتٍ في السمع في عام 2012، مع تقدير وجود 3% منهم فقط في الشرق الأوسط، و9% في أوروبا، و47% في جنوب وشرق آسيا. وبالتالي، فإنّ العودة إلى السوق المحلّية ليست على رأس سلّم أولويات "براسي".