مصر تضع عينيها على إنترنت الأشياء الصناعية على صعيد العالم
من الخمول الذي تتّسم به الشركات الكبرى، وُلدَت "سبايم سينس لابز" Spimesense Labs: صديقان كانا يعملان في شركة "إريكسون" Ericsson عندما كانت تحاول العمل على استشراق مستقبل إنترنت الأشياء. عندما ناشدا المديرين بالحصول على ما رأيا أنّه سيكون الضربة الكبيرة المقبلة، كان أن خرجا من الشركة.
الشريكان المؤسّسان لـ"سبايم سينس لابز"، باسم بشرى ومجدي رؤوف، رأيا أنّ هناك فرصةً في نظامٍ لإدارة إنترنت الأشياء الصناعية فجسّداها من خلال منصّتهما "ماستر أوف ثينجز" Master of Things، وفي مساعدة شركات الاتّصالات على إدارة التغيّر في استخدام البيانات - من الطلب الكبير على فيديوهات "يوتيوب" YuouTube إلى أصغر البايتاتbytes المستهلَكة من قبل الأجهزة المختلفة.
وإنترنت الأشياء IoT هو شبكة الأجهزة المتّصلة بالإنترنت، والتي يمكن أن تشمل كلّ شيءٍ من الثلّاجة وصولاً إلى الروبوت الصناعيّ.
صنع التطبيقات للمبتدئين
قام الثنائيّ ببناء منصّةٍ برمجية تُمكِّن الشركات وأصحاب الأعمال من إدارة عدّة أجهزة.
على سبيل المثال، إذا احتاجَت شركةٌ ما إلى تطبيقٍ يُصدِر صوتاً عند انخفاض مستوى الماء في الخزّان، يمكن لها أن تُنشئه باستخدام بعض ميزات "السحب والإسقاط" البسيطة.
بعدما بدأت الرحلة في أيلول/سبتمبر 2013، باتت منصّة "ماستر أوف ثينجز" التي أسّساها تحظى بـ4 عملاء يدفعون مقابل الحصول على الخدمات: "ريدج وود" Ridgewood لتحلية المياه، و"معهد تكنولوجيا المعلومات" ITI، و"جامعة أم القرى" في السعودية، و برنامج في الكويت للدراسات العليا.
في حين تستخدم "ريدج وود" المنصّة لمراقبة 48 منشأةً لها على البحر الأحمر وسواحل مطروح وسينا، يستخدم العملاء الثلاثة الباقون المنصّة كأداةٍ من أجل الطلّاب.
مصر لم تدخل عصر إنترنت الأشياء بعد
لا ينتشر استخدام إنترنت الأشياء على نطاقٍ واسعٍ في مصر بعد، كما أنّها ليست حقلاً يجتذب الكثير من الشركات الجديدة، بل أكثر المهتمّين به هم من الشركات المصنّعة الكبرى التي تصنّع الأجهزة المعدّة للتصدير مثل "أليكس إلكترونكس" Alex Sensors لتصنيع أجهزة الاستشعار.
كذلك تمكّنت "ومضة" من تحديد شركة ناشئة لإنترنت الأشياء الصناعية تُدعى "نايل بوت" Nilebot وتقوم بتطوير تكنولوجيا لمراقبة المياه في المزارع السمك.
الشركات الأخرى العاملة في مجال إنترنت الأشياء تركّز على المستهلِكين أكثر، مثل "قابس" Qabess التي تصنّع مقابس ذكية، أو "آب لاب App Lab التي تُنتِج قفلاً ذكياً باسم "سولاس" Solace لكنّها الآن همّشته.
مع ذلك، المشكلة التي تطال المستهلِكين الأفراد والمستهلِكين الصناعيين هي ذاتها: كلاهما يريد ربط عدّة أجهزة إلى منصّة التحكّم نفسها. لذلك، وبينما ستقوم منصّة "سمارت ثينجز" Smart Things بالتحدّث مع مختلف أنواع الأجهزة المتّصلة في المنزل، تريد "ماستر أو ثينجز" من "سبايم سينس" القيام بالأمر عينه إنّما مع الأجهزة الصناعية.
عملاء أجانب، ومنافسون أجانب
بشرى الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الناشئة، وعضة اللجنة التوجيهية لـ"منتدى إنترنت الأشياء" في مصر IoT Forum، يقول إنّ السوق المصرية غير الدقيقة في مجال الأجهزة لم تكن هدفهم.
لقد أراد الفريق التوجّه إلى السوق العالمية، لذلك عقدا في عام 2015 شراكةً مع "سيج فوكس" Sigfox، الشبكة العالمية المتخصّصة في إنترنت الأشياء والتي تحقّق المال من حركة الجهاز. وبالتالي، تحتاج هذه الأخيرة إلى منتَجٍ مثل "ماستر أوق ثينجز"، كون الشركات تُنشئ على هذه المنصّات القنوات - التطبيقات - التي يتدفّق من خلالها حركة البيانات.
وبفضل الشراكة، يشير بشرى إلى أنّهم كانوا يُجرون محادثاتٍ مع عملاء محتملين من جمهورية التشيك واستراليا والمكسيك، مضيفاً أنّ "ردّة الفعل الأولى كوننا شركة مصرية تكون أنّه من الغريب وجود شركةً لمنصّة إنترنت الأشياء في مصر". وبعد ذلك، فإنّ "الشيء الذي نسمعه من كلّ مَن يجرّب نمصّتنا... هو أنّها سهلة الاستخدام مقارنةً بالآخرين".
هذا ذكاء مفيد، فشركة "سبايم سينس لابز" تواجه شركاتٍ عالميةً عملاقة مثل "جنرال إلكتريك" GE التي تقدّم منصّة "بريديكس" Predix. أمّا بشرى فيقول إنّ بإمكانه تحديد 5 منافسين مباشرين مثل "في أو تي بلاتفورم" VOT Platform، في حين يسمّي الموقع الإلكترونيّ لـ"سيج فوكس" 21 منتَجاً مماثلاً.
لا تزال شركةً ناشئة
بالرغم من الأهداف العالمية، لا تزال "سبايم سينس لابز" شركةً ناشئة مصرية.
تذوّقت هذه الشركة أولى نكهات عالم الشركات الناشئة من خلال مشاركتها في مسابقة "القاهرة تبتكر" Cairo Innovates في عام 2014، كما أنّ "ماستر أوف ثينجز" وصلت إلى نصف النهائيات ضمن مسار الشركات الناشئة في "مسابقة ريادة الأعمال والشركات الناشئة" من "منتدى معهد ماساشوستس للتكنولوجيا"MIT Enterprise Forum Startup Competition، إضافةً إلى أنّ تطبيقاً للنقل يعتمد على منصّة "ماستر أوف ثينجز" قد حلّ بين أفضل 10 تطبيقاتٍ ضمن مسار ريادة الأعمال الاجتماعية.
في الوقت الحاليّ، تعمل الشركة اعتماداً على محةٍ بقيمة 56 ألف دولار من المركز التكنولوجي التابع للحكومة، "هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات" ITIDA، وذلك لتطوير برمجيةٍ تشغّل نظاماً ذكياً لإدارة عمليات الريّ الزراعية.